السبت، 23 فبراير 2008

يـا شمـــس ... لا تغيبــــي

قبل وفاته بعدة أشهر ، كنت جالسا" معه أسأله عن رئاسته لمعهد الكويت للأبحاث العلمية ، و لماذا لم يقم هذا المعهد الذي أنشئ بتبرع ياباني من شركة الزيت العربية – سيئة الذكر – بأي مجهود أو نتاج علمي أو مساهمة للمجتمع الكويتي رغم قدم هذا المعهد و تفرده على الساحة الخليجية بل و العربية قبل أكثر من خمسين عاما" ، كان الدكتور حمود الرقبة يرحمه الله يستمع إلي سؤالي بإنصات شديد كعادته ثم أجابني بصوته الهادئ : كان لدينا مشروع في السبعينات أو أوائل الثمانينات بشأن استخدام الشمس و الرياح كمصادر طبيعية للطاقة ، و كانت التكلفة زهيده للغاية مقارنة بالفائدة الموجودة ، بل وجدنا دعما" قويا" من الجانب الياباني باعتبار أن الشمس الكويتية لا تغيب عن الكويت معظم أيام السنة ، و كان أيضا" تجربة مميزة لهذا المعهد لكي يبادر بهذه المبادرة ، و لكن – و آه من لكن – أتانا قرار من جهة عليا – لم يشئ أن يحددها المرحوم الرقبة – أخبرنا ما لكم و هذه الخرابيط فسعر النفط يبلغ ثمانية دولارات و هو أرخص من تكلفة إنشاء محطات شمسية أو هوائية لإنتاج الطاقة ، و رغم محاولة المعهد - و الكلام لازال للمرحوم الدكتور الرقبة – إقناع هذه الجهة العليا بأننا يجب أن نفكر للمستقبل ، إلا أن طلبنا رفض و تم وأد هذه الفكرة في مهدها ، استذكرت هذه المحادثة حين قرأت بحثا" للدكتور أحمد زويل العالم الحاصل على جائزة نوبل لاختراعه " الفيمتوثانيه " - و ليس الفيمتو الذي يشرب في المناسبات - و يقول الدكتور زويل أن الخمسين سنة القادمة ستشهد ارتفاعا" في أسعار النفط و شحا" و نقصا" في استخراجه مما يدفع العالم إلي البحث عن بدائل للطاقة مثل الشمس و الرياح ، و حين يتكلم عالم مثل الدكتور زويل فإن الجهات العلمية في الكويت مثل المؤسسة المأسوف على شبابها ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، و معهد الأبحاث ، بل و جامعة الكويت ، مطالبين بسرعة تمويل و إنشاء هذه الطاقات البديلة ، فبناء الخبرة الفنية لهذه الأعمال و توليد الطاقة منها قد يكون هو بديل الكويت خلال المائة سنة القادمة حين يحدث ما يحدث للنفط و أيامه ، و كل خوفي أن يكون لدينا شخص ما في جهة ما ، يؤمن بعقلية ما ، و يمتلك سلطة ما ، و لا يوجد لديه مستشار ما و لا يعارضه أحد ما ، و لا يمنعه أحد ما ، و لا يعقب على قوله أحد ما ، كل خوفي أن يقوم هذا الـــ( ما ) بمنع أي توجه لاستغلال شمس اللاهوب الكويتية أو الرياح التي لا تنقطع عن الكويت ، نقول ما نقوله ، و نحن نشاهد كل المؤسسات المعنية بالبحث العلمي تبحث عن أي شيء و كل شيء ما عدا .... البحث عن العلم!!

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 20 فبراير 2008

أيها الفـرح ...ما أجمــلك

الــــرقيـــــــــــــب :

أيها الفـرح ...ما أجمــلك
من يملك أن يفسر تدافع عشرات الآلاف من المواطنين و المقيمين شيوخا" و أطفال و نساء منقبات و سافرات في جو عاصف مغبر ليشاركوا في الإحتفال بإفتتاح مهرجان شهر فبراير ؟ و من يملك أن يحلل هذا الإندفاع العفوي للمشاركة و كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليضحكوا و يمرحوا و يغنوا و يشدو كل منهم بحبه لممارسة حريته و تعبيره عن الولاء لوطنه و حرصه عليها ، هذا الفرح العفوي ، هل هو ردة فعل على المحرمات و النواهي التي ابتلينا بها ممن يعتقدون أنفسهم أوصياء علينا و على حرياتنا ؟ أم هي تعبير حقيقي عن الطبيعة المتسامحة للمجتمع الكويتي الذي لازال يستذكر النهضة الفنية و الموسيقية و المسرحية خلال العقود الماضية ، و حين كانت مهرجانات الأعياد الوطنية تسير على طول شارع الخليج العربي و بمشاركة جنسيات مختلفة ، لم تذكر الصحف و وسائل الإعلام و الجهات الأمنية عن أية حوادث أمنية تذكر ، و لم يضبط أحد يمارس الزنا أو يلتقط أطفالا" لقطاء من الشارع ، بل رأينا فرحة و بسمة و رقصه و غناء ، يحمي فيه الشاب الكويتي أخته و زوجته و والدته و يعطيها حقها في الفرح البريء المعلن و المكشوف بدلا" من التشجيع على دفن الفرح في السراديب و الشقق و الشاليهات ، و كم هي جميلة مبادرة المحافظات لاستعادة دورها في تنظيم هذه المهرجانات لاسيما مهرجان محافظة العاصمة بقيادة المايسترو الشيخ علي جابر الأحمد حين أصر على مشاركة الفرق الشعبية و الموسيقية على شاطئ الشويخ بتنظيم رائع استذكرنا به أياما" سابقة ، ليس للفرح جنسية أو وقت أو مكان ، و كم كان المنظر حضاريا" حين أرى ابتسامة طفل و غناء شيخ و رقصة طفلة تزهو بشعرها و ثوبها و هي ترفع علم الكويت ، ثم يأتي بعد ذلك من يفتي بحرمه الفرح ، و يهدد و يتهم و يقذف ، بحجة الخوف على الدين ، و لو تفقهوا في حديث الرسول (ص) ما معناه : " أن هذا الدين متين فأوغلوا به برفق " ، و أقول لو فهموا المعنى لما جلبوا إلي حياتنا العبوس و القنوط و الخوف ، و مع ذلك أنا من المتفائلين دوما" ، فيا أبها الفرح أقدم و النشر ردائك و أنثر عطرك فقد آن أوانك . .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 18 فبراير 2008

بيـروقـراطيـة الفتـــاوي ..

" في كل كبد رطبة أجر " حديث شريف لسيد العالمين الرسول محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، هذا الحديث كان شعار جمعيتنا التي أنشأناها عام 1986 مع مجموعة كبيرة من المهتمين بحقوق الحيوان و الذين هم من الأجانب رغم دعواتنا للعديد من جماعتنا للإنضمام إلينا ، رغم أن الدين الإسلامي هو أكثر الأديان رحمة بالبشر و الحيوان و النبات ، و مع ذلك كان مبدأنا أن نشعل شمعة بدلا" من لعن المعتدين على حقوق هذه الحيوانات ، و لن يتسع المقام لبيان عملنا منذ ذلك الوقت حتى الآن ، و لكننا نذكر التصدي لممارسات سوق الجمعة المسيئة للحيوان و الطيور ، و سلخ الجمال و هي حيه ، و حشر و تكديس الخراف في شاحنات عملاقة دون مراعاة المكان و حرارة الجو ، و قد أثمرت هذه الجهود المتواضعة عن تحسن قد يبدو طفيفا" و لكنه في الإتجاه الصحيح ، و كان أسلوبنا هو النصح و الإرشاد ثم الشكوى إلي الجهات الرسمية تحت نص المادة (165) من قانون الجزاء التي تنص على ( كل من استعمل القسوة بغير مقتضى تجاه حيوان أليف أو مأسور ..... يعاقب بالحبس لمدة ثلاثة أشهر و بغرامة ثلاثمائة دينار أو إحدى هاتين العقوبتين....) و مع الأسف الشديد نشرت جريدة القبس يوم 20/1/2008 صورا" بغاية البشاعة لحصانين رميا في الصحراء بعد تقييدهما و تركهما يموتان جوعا" و عذابا" و لم يتكرم هذا المجرم عليهما بدفنهما رغم أن الحصان هو من أنبل الحيوانات و أكرمها ، و أمام هذا الجور ، و غياب الرادع القانوني لعدم معرفة الفاعل ، كان لابد من ردع هؤلاء من خلال الدين و من خلال طلب فتوى رسمية من " وزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية – قطاع الإفتاء و البحوث الشرعية – إدارة الإفتاء – لجنة الأمور العامة " .

و رغم ضخامة هذا المسمى فقد قمت بتوجيه رسالة لهم في 22/1/2008 أطلب الرأي الشرعي حول قتل الحيوانات أو تعذيبها و كان السؤال هو :
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :
فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد يوم الثلاثاء 20 من محرم 1429هـ الموافق 29/1/2008 الإستفتاء المقدم من / السيد صلاح عبدالرحمن الهاشم المحامي ، و نصه :
أرجو بيان الرأي الشرعي المدعم بالأدلة من القرآن الكريم و السنة الشريفة حول إساءة التعامل مع الحيوانات على العموم و تعذيبها و تقييدها و تجويعها و تحميلها ما لا طاقة لها به ، ثم قتلها بتركها تموت عطشا" أو جوعا" و على الأخص الحصان الذي جعله الله دابة للركوب و التحميل .

و ما حكم من يعلم بذلك و يسكت و لا يخبر السلطات الرسمية أو يمنع من يقوم بذلك ؟ و هل يعتبر شريكا" في الإثم ؟ مع صاحب الفعل الأصلي ؟
و ما هي الكفارة المطلوبة من الفاعل أو الشريك حين التوبة إلي الله .

و بعد مضي قرابة الأربعة عشر يوما" ، قضيناها في اتصالات مع هذه الإدارة ، و نعجب من التأخر في إصدار فتوى مثل هذه ، و كانت مناسبة لكي نعرف الدورة المستنديه لأي فتوى ، فالفتوى تقال مباشرة إذا كانت شفهية ، و لكن إذا كانت مكتوبة ، فإنها تحال إلي مكتب وكيل الوزارة ثم يأمر بإحالتها إلي لجنة من العلماء تجتمع مرتين أسبوعيا" يومي الأحد و الثلاثاء ، ثم بعد المداولة و إتفاق العلماء ، تعاد إلي مكتب الوكيل لعرضها عليه ، و بعد موافقته عليها ، تعاد إلي اللجنة لكي يتم وضع تواقيع المشايخ مجتمعين عليها ، ثم تعاد إلي قسم الصادر و تأخذ رقم كان بالنسبة إلينا هو ( فتوى رقم 20 ع /2008 م ) ، ثم ترسل إلي صاحب العلاقة .

و لا أعلم حقيقة لماذا يتم تأخير فتوى ليست محل خلاف في أي مذهب مثل هذه ؟ و لكنها البيروقراطية و الروتين ، و مع ذلك ننشر هذه الفتوى لمزيد من الفائدة و ربما تكون رادعا" سماويا" لمن يعتقد أن الدين الإسلامي هو مجرد إطالة لحيه أو تقصير للثوب ، رغم أن رحمة الله قد وسعت كل شيء حتى الحيوان و النبات .
- نص الفتوى :
( إكرام الحيوانات و العناية بها ، سواء كانت مأكولة اللحم أو مركوبة أو غير ذلك ، مأجور عليه عند الله تعالى ، لحديث النبي صلى الله عليه و سلم " في كل ذي كبد رطبة أجر " ، أما قتل الحيوان أو حبسه دون طعام أو شراب حتى يموت لغير ضرورة أو مصلحة غالبة فهو حرام ، لحديث نبي الله صلى الله عليه و سلم : ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض ) رواه البخاري و مسلم ، و إذا كان لذلك ضرورة أو مصلحة غالبة لا يمكن تأمينها إلا بذلك فلا مانع منه بشرط أن لا يزيد عن مقدار الحاجة .. و الله تعالى أعلم ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

أنها تذكرة لمن يشاء ... فمن يعتبر ..؟؟


صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الخميس، 14 فبراير 2008

خبــــــــــــر ... و تعليــــــــــق

الخبر : تبرع الصندوق الكويتي للتنمية بخمسين مليون دينار للسودان لإنشاء السكة الحديد للقطارات
التعليق : لازال النزاع قائما" بين بلدية الكويت و وزارة المواصلات حول من له الحق في تبني مشروع السكة الحديد في الكويت ، و لازالت وزارة المالية ترفض تخصيص مبالغ لهذا المشروع ..

الخبر : أحداث غزه الدامية و جوعهم و البرد الذي أصابهم و إنقطاع الكهرباء و قلة الدواء من جراء الحصار الإسرائيلي الوحشي عليهم .
التعليق : في الكويت و حسب الإحصائية الصادرة لبعض علية القوم و التي منع نشرها ، لدينا في الكويت قرابة مائة ثمانون ألف فلسطيني ، منهم مليونيرات جمعوا أموالهم من الكويت ، ترى لماذا لا يقوم هؤلاء بنجدة شعبهم و أهلهم في غزة من خلال تجهيز سيارات و قافلات إغاثة تخرج من الكويت إلي مدينة رفح المصرية ..؟ صحيح لماذا ؟

الخبر : نشرت إحدى الصحف صورا" بشعة و وحشية لأناس قساة تحجرت قلوبهم و نزعت منها الإنسانية ، قاموا بربط قوائم حصان و رميه في الصحراء ليموت ، و تكرر هذا الفعل منهم عدة مرات لغياب الرقابة و الردع .
التعليق : حين يعجز الإنسان ، أي إنسان عن احترام الموت و ذلك بحفر حفرة و دفن الميت فيها إنسانا" كان أو حيوانا" ، هنا نحن بحاجة إلي ردع قانوني أو ديني ، فالرسول عليه الصلاة و السلام يقول : " في كل كبد رطبه أجر " ، و نتيجة لذلك قمت و آخرين مهتمين بحقوق الحيوان في الكويت بملاحقة هؤلاء الأشخاص لتقديمهم للقانون ، و تقدمت بصفتي بطلب فتوى من وزارة الأوقاف ببيان الرأي الشرعي لمن يقوم بأفعال تؤذي الحيوان و البيئة عموما" ، حيث يبدو أن هناك من يزدري القانون و لكنه يتبجح بإتباعه للدين الإسلامي الذي هو من أحرص الأديان على عدم الإساءة أو التشويه للإنسان و الحيوان و البيئة ، فأي تناقض يعيشه هؤلاء ؟ و من أي فصيلة هم ؟؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 12 فبراير 2008

إلي سمو رئيس الوزراء

الرقيب :

إلي سمو رئيس الوزراء
قبل أكثر من ثلاث شهور إلتقيت بك في منزلك بالشويخ مع صحبة خيرّه ، و لن أتطرق إلي أجزاء من حديثنا معك بقدر ما أناشدك الآن و من باب الميانه الكويتية الجميلة بأن تلتزم بالوعد الذي قطعته على نفسك آنذاك حيث توجهت إليك بالسؤال عن سبب تأخير إنشاء مسرح أو دار أوبرا في الكويت ، و كان جوابك رائعا" ، أعني به رائعا" كمفردات لغوية ، و مصطلحات باللغة الإنجليزية ، حيث قلت أنك بصدد عمل مجمع فني متكامل يشمل على مسرح للدولة ، و مكتبه و متحف يليق بإسم الكويت ، و قد نقلت كلماتك تلك إلي عدد من الأصدقاء المتهمين بشؤون المسرح و الثقافة ، فماذا رأيت منهم يا بو صباح ؟ بعضهم ارتسمت على وجهه ابتسامه حزينة ، و الآخر سكت و لم يعلق تأدبا" أو حياء ، و الآخر ضرب كفا" بكف ، و هؤلاء الأشخاص يا سمو الرئيس هم الرعيل الأول للفانين و المسرحيين في الكويت ، و لا أعلم لماذا يحملون في داخلهم عدم التصديق لأي وعد حكومي بشأن الفن و المسرح في الكويت ، و لكنني أعلم و يعلمون أنك لست كغيرك ، أو هكذا نتمنى ، و أخبرني أحدهم أن قطر أقامت دارا" للأوبرا في وسط البحر و هي تحفه معمارية رائعة ، و دبي أنشأت دارا" أخرى للأوبرا و ثلاث مسارح مفتوحة ، و تبعتها بقية الإمارات حتى الشارقة التي تحمل بعض مدارسها لوحات تبين مساهمة الكويت في إنشائها أقامت مجمعا" متكاملا" للثقافة و المسرح و الأوبرا .
وحدنا في الكويت يا سمو الرئيس لدينا أكثر من اثنين و عشرون ناديا" رياضيا" خاوية على عروشها في أغلب المناسبات و لدينا مسرحين اثنين فقط امتدت يد الإهمال إليهما تمهيدا" لإزالتهما في الشامية و كيفان ، بينما حوصر مسرح قصر بيان و منعت إقامة الأمسيات الموسيقية فيه رغم انتقال مكتب الحكم إلي قصر السيف .

خوفي يا بو صباح أن مقولة الفنان القدير سعد الفرج في لقائه بالزميل محمد الجاسم على قناة الحرة قبل عام تقريبا" هي التفسير لما يحدث حين قال : ( الحكومة تستطيع إغلاق الصحف بجرة قلم ، و حل مجلس الأمة ، و لكنها لا تستطيع إخماد صوت المسرح ، و لهذا السبب فهم يحاربونه ) .

أبو صباح ، نربأ بك أن تكون محاربا" للمسرح و أهله و عشمنا أن يستصدر مجلس الوزراء قرارا" شجاعا" بتخصيص ميزانية و مكان لبناء مجمع فني متكامل تفخر به الكويت .

فهل نحسن الظن ....أم ..... ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 11 فبراير 2008

الخـوض في الممنـوع ... مسمــوح !

الرقيب :
الخـوض في الممنـوع ... مسمــوح !
قرأت النظام الأساسي للحكم في السعودية و الذي أقر مؤخرا" ، و نقل لي صديق مطلع على أمور الحكم في البحرين أن هناك ميثاقا" مكتوبا" غير معلن بين أفراد أسرة الحكم على تسلسل الحكم و تراتيب أفراد الأسرة ، و إطلعت من صديق صحفي إماراتي على رأيه في من رأى و حاور قادة الإمارات السبعة و قرارات المجلس الإتحادي حول نقل السلطة لكل إمارة على حده أو لرئاسة الدولة ، و هو أمر عجل فيه أمران :
الأول : النزاع الذي حدث في إمارة الشارقة قبل فترة .
الثاني : وفاة المغفور له الشيخ زايد بن نهيان .

أيضا" قامت قطر بترتيب مباشر لتسلسل الحكم فيها ، بعد عودة الأمير الوالد إلي قطر ، و هذه الترتيبات و إن كان ظاهرها هو أمر خاص للأسرة الحاكمة في كل دولة ، إلا أن أثرها و تأثيرها يمسان بشكل مباشر الإنسان في هذه الدول بل و يرتبط مصير التنمية و البناء و التحديث بمدى استقرار هذه الأسر الحاكمة و عدم نشوء سوء فهم بعد وفاة قطب منها .

وحدها الكويت لم تقم بترتيب هرم الإمارة و تسلسل القيادة فيها رغم قدم الممارسة الديمقراطية بل و حتى العائلية ، فأسرة الصباح تحكم منذ أكثر من ثلاثمائة عام ، و ربما لم تكن الكويت أو الأسرة الحاكمة تحديدا" بحاجة إلي ترتيب توارث الإمارة ، لولا الطارئ الأخير المتعلق بصحة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم ، و لازلنا حتى الآن ، كشعب و مجلس أمة – لم يتبين لنا وجود نظام أو ترتيب محدد – الأسماء و الشخوص يمتد إلي مائة عام قادمة على الأقل ، و كما أن الأعمار بيد الله ، إلا أن الأمور يجب أن تؤخذ على مبدأ (( إعقلها و توكل )) لا على مبدأ ، إذا صارت (( يصير خير )) .

إنه حديث بدأ القوم في الكويت يهمسون به ، فلماذا لا يكون صوت الأسرة عاليا" في تحديده و توضيحه ...؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com