الثلاثاء، 29 أبريل 2008

المســــــرح ... بعبعــــع أم جعجـــــع ؟

الــــرقيـــــــــــــب :-
المســــــرح ... بعبعــــع أم جعجـــــع ؟
حين يطل علينا عملاق الفن الكويتي الفنان سعد الفرج على قناة العربية و يقول بملء فمه حين سئل عن تدهور الحركة المسرحية في الكويت و يقول " الحكومة الكويتية لا ترغب في وجود مسرح جاد فهي تخشاه و تخاف منه ، فقد سمحت لمجلس الأمة و هو عوار رأس و صّرحت للصحف بالصدور و هو عوار رأس آخر ، فلماذا تصنع بيدها عوار رأس لا يخضع لها و هو المسرح " ... و هذا الرأي ليس جديدا" على " بو مجبل " فهو رأي يردده منذ زمن علانية و في المجالس الخاصة ، بل أن وجوده في دبي كان و يا للمفارقة – لتكريمه في مهرجان السينما الخليجي الأول ، على دوره في الدراما الخليجية ، فلا كرامة لنبي في وطنه ، و حتى تزيد عوار القلب عند محبي المسرح إليكم هذه الحكاية التي مازال أصحابها أحياء بيننا و قد وصلتني من مصدر موثوق به عاشق للمسرح ، ففي عهد رئاسة الدكتور محمد الرميحي للمجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب قامت البلدية بموجب قرار المجلس البلدي رقم ( م ب / ف13/123/9/99 ) بتاريخ 15/1/1999 بتخصيص خمسة عشر ألف مترا" للمجلس الوطني في منطقة الشويخ س لإنشاء المجمع الثقافي و هو حلم طالما راود المثقفين و الفنانين ، فماذا حدث لهذا الموقع ؟ انتفضت حمية سكان أهل الشويخ لرفض ذلك فكيف نقبل بالمسرح قرب منازلنا رغم بعدها عنهم و رغم أن مباني صندوق التنمية العربي و منظمة المدن العربية و شركة الإتصالات و وكالة الأنباء الكويتية و كل مؤسسات المجتمع المدني و لمعارضة ذلك المشروع تم تسمية الأستاذ الفاضل عقاب الخطيب و هو بالمناسبة فنان كويتي أصيل و حتى العظم و له مساهمات عديدة في إنشاء المسرح الكويتي مع رفاق دربه أمثال المرحوم حمد السعيدان و حمد الرجيب و محمد العجيري ، و العديد من الأسماء التي تركت بصمة على التاريخ الفني الكويتي ، خاطب الأستاذ الفاضل عقاب الخطيب الدكتور محمد الرميحي طالبا" منه عدم إنشاء هذا المرفق الهام ، فأجابه بأن الأمر يقتضي موافقة من القيادة السياسية ، و هكذا كان و هكذا بدلا" من أن يكون الأستاذ الفاضل عقاب الخطيب و الدكتور محمد الرميحي هما الدعم الأساسي للحركة الفنية و المسرحية بالكويت نجدهما و بيدهما أزالا صرحا" ثقافيا" كان يمكن أن يساهم في رفع الوعي ليس فقط لسكان الشويخ الغراء بل لكافة أطياف الشعب الكويتي ؟ هذه الواقعة نتمنى على الأستاذين سماع تبريرهما أو نفيهما لها ، و تأرجح الموقع بين البلدية و المجلس الوطني حتى صدر قرار مجلس الوزراء في اجتماعه رقم (66/3/2006 ) المنعقد بتاريخ 29/10/2006 على طلب الديوان الأميري المؤرخ في 21/10/2006 بنقل تبعية هذا المشروع و مشروع المجمع الثقافي بإسم المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح في السالميه إلي الديوان الأميري و المجمع الثقافي إلي ضاحية مبارك العبدالله مع تخفيض المساحة من خمسة عشر ألفا" إلي تسعة آلاف متر و قد تم سحب هذه الأرض قبل أشهر بحجة أن المجلس الوطني برئاسة بدر الرفاعي لم يقم بالبناء عليها حتى الآن ؟ ؟

و هكذا نرى أن المجلس المنوط به حماية الثقافة و تشجيع الفنون و رعاية الآداب لم يقم بأكثر من الإستجابة لرغبات خاصة في عهد الدكتور الرميحي ، أو التقاعس عن البناء و الإنشاء في عهد الرفاعي ، و إذا كان ذلك حال أصدقاء المسرح و الثقافة و الفنون ، فلن نحتاج إلي أعداء لهذه الفنون ..... فهم يقومون بالواجب و زيادة ... و يا قلبي لا تحزن ، فلا عزاء للمسرح و الفن في الكويت .

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 28 أبريل 2008

شمشـــــــــــــون الدمشقـــــــي

لماذا يعتقد بعض العرب أنهم بامتلاكهم السلاح النووي فإنهم سيأتون بما لم تأتي به الأوائل ؟ و لماذا تحرص هذه القيادات المليئة بالشعارات على أن تجعل شعبها تحت خط الفقر بمراحل فقط لكي تحوز على سلاح لن تستخدمه و لن تعلن حتى عن وجوده ، لاسيما مع وجود جار قوي يمتلك أكثر من مائتي قنبلة نووية جاهزة للإطلاق على مبدأ شمشون و دليله " عليّ و على أعدائي يا رب " ؟ ، فهل أصبح بعض العربان لدينا يشتاقون إلي شعر شمشون و غنج و دلال دليله أكثر من حرصهم على توفير الزيت و الخبز لسكان الحواري العتيقة ؟ هل يريدون إعادة مجد صلاح الدين و انتصاراته التي حققها بواسطة سيف و رمح وسهم ، و هل يعتقدون حقا" أن السلاح الذي كان بيد صلاح الدين و ليس اليد التي تمسكه هو الذي حقق انتصاره ؟ أي عزم و أي قوة يجدها نظام يخفي بناء أسلحته خوفا" في عالم تستطيع الأقمار الصناعية أن تعرف ماركة حذاء أي زعيم عربي ، و أن تجد من داخل النظام من يجمع لها فضلات الزعماء و القياديين لكي تحلل نسب السكر و الكولسترول و العروبة في دمائهم من قبل عدوهم ؟ الضمانة الأساسية لأي نظام – أعني و إياك و اسمعي يا جاره – ليس بالإستقواء بكوريا الشمالية أو بحبس المواطنين دون محاكمة أو إيداع أموال النفط لديها بأسماء الأنجال و الأبناء و الزوجات فالضمان الحقيقي هو في فتح شبابيك الحرية ، و إطلاق العصافير ، و ترك زهور الياسمين الدمشقي تتفتح ، و أن تعود أصوات النوافير و موسيقى المواويل و رائحة الحواري العتيقة بإعتبارها حقا" مكتسبا" لشعب لم يعش طيلة العقود الماضية إلا على الشعارات الفضفاضة و الأيديولوجيات الفارغة التي ثبت عمقها و خسارتها ، خاسر من يراهن على غياب الوعي الشعبي ، و خاسر من يراهن على تراخي المجتمع الدولي تجاه دول لا تشعر بالمسئولية الدولية عما تفعله ، فأصبحت بحاجة إلي ولي أمر دولي ليصحح ممارستها و يضربها على يدها حينا" و على قفاها دائما" حين تتجاوز قواعد العالم المتحضر .

قلبي على الشعوب العربية، أما أنظمتها التي تعتقد بأنها خارج التاريخ و الجغرافيا و الزمن فهي تكتب بيدها – لا بيد غيرها – تاريخ نهايتها.

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

السبت، 26 أبريل 2008

صوتين لها .. صوتين له ..

* آن أوان تحريض النساء على مخالفة أزواجهن و أبنائهن و آبائهن و عادات المجتمع و تقاليده و أعراف القبيلة و قيودها ، نقول آن أوان التحريض فقط من أجل إعطاء الصوت الإنتخابي لمن يستحقه ، فالصوت أمانة ( إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما" جهولا") فليس داخل القاعة من أحد سوى الله و ضميرك أيتها الناخبة ، و إذا كان الهدف هو إيصال من يستحق إلي سده العمل التشريعي و الرقابي فالأمر ليس مقصورا" على الرجال فقط ، و لا ينبغي النظر إلي الأمر بإعتباره فورة وقتية و حماس لحظي بل هي مشاركة فعلية في إيصال المرأة إلي سده الرقابة التشريعية و هو أمر تستطيعه المرأة الكويتية فهي الأكثر عددا" ، و لا أبالغ إذا قلت و هي الأكثر وعيا" و فهما" لأهمية و إدراك خطورة هذا المنصب التشريعي و أهمية الوصول إليه في تعديل العديد من الأخطاء التي ارتكبها و لا يزال المشرع الرجل ، الأمر ببساطة شديدة يقوم على أن تقرير نساء الكويت توزيع أصواتها الأربعة مناصفة بين مرشحين ذكور و آخرين إناث من المرشحين في كل دائرة ، و بهذا المعدل يصل إلي المجلس عدد لا يقل عن خمس نساء يكنّ هنّ البداية لتغيير سوف نلحظه سريعا" ، فقط لنرفع شعار " صوتين لها .. صوتين له " عاليا" و ليتزامن ذلك مع إعلام مكثف نتمنى أن يقوم به مرشحي التحالف الوطني و الديمقراطي و الليبرالي و جمعيات النفع العام المتضررة حتى الآن من سياسة الفصل و التمييز بين الذكر و الأنثى ، نقول ذلك فهل أنتم فاعلون ؟
* * * * * *
* حين يصرح الزميل و النائب السابق مشاري العصيمي في مهرجان التحالف و أمام رؤوس الأشهاد أن قلبه كان ينقبض و هو يدخل إلي صالة المجلس و يجلس قرب حرامي – هكذا بالحرف كما نشرت – و يتطرق إلي أربعة آخرين تم حفظ قضاياهم من قبل وزير الدفاع و وجه لهم إتهامات لو صحت لإستوجبت عقاب من تنسب إليه هذه الإتهامات و وفق التفسير القانوني لها فإن الزميل العصيمي يعتبر شريكا" معهم بإعتباره قد سكت عنهم و لم يبلغ بل و لم يكشف هذا الفساد إلا بعد خراب البصره أو الكويت ، ترى لماذا نسمع ذلك دوما" بعد أن يتخلى الكرسي الأخضر عن هؤلاء القوم ؟
منع من النشر في الصحف
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 23 أبريل 2008

فهمي هويدي بين إحقاق الحق ... تزييف الوعـي ..

أولا" ، و حتى لا نتهم بما هو ليس فينا فالعنوان أعلاه هو في حقيقته عنوانيّ كتابين للأستاذ فهمي هويدي ، و هو كاتب يكتب رأيا" ما ، في وقت ما ، ثم يجتهد و يراجع النفس فيعود عن رأيه إما بكتاب أو بمقال وهمي خصلة حميدة في الرجوع عن الخطأ قل أن نراها عند غالبية مثقفينا ، الأستاذ هويدي و في لقاء متنوع الإجابات في الرؤية يوم الأحد الماضي ، أجاب عن سؤال للزميل أسامة أبو زيد حول خطورة إيران على العرب فقال الأستاذ هويدي بالحرف : " عيب ترديد هذا الكلام ، إيران لا تحتل أرضا" عربية " .
فأعاد عليه الزميل السؤال مصححا" : " لكنها رأى إيران احتلت ثلاث جزر إماراتية "– و هنا كانت الإجابة التي نعتقد أن الأستاذ فهمي مطالب بتأليف كتاب لتبريرها قد يكون عنوانه عنوان هذه المقالة إذ قال و بالحرف الواحد أيضا" : " أولا" الشاه هو الذي أحتل الجزر ، ثانيا" لماذا نطالب بإعادة الجزر ؟ هل لجعلها قاعدة عسكرية للأمريكيين ؟ ثالثا" العلاقات بين إيران و الإمارات لم تنقطع و مستمرة فهل نكون ملكيين أكثر من الملك ؟ ..... "
و هنا استوقفني أكثر من تساؤل مشروع نطرحه على الأستاذ هويدي ، إذا كان ذاك رأيه ، فإننا نسأله و بالقياس على ذلك بإعتبار إن شخص الرئيس الذي يحكم دولة ما منفصل عن شخصية الدولة ، فكان يجب على مصر أن تقبل بإحتلال سيناء الذي تم في عهد عبدالناصر و لا تحاول حتى التفكير في إرجاعها ، و كذلك طابا ، و سيناء التي تقول مصر إنها قد تحررت و مع ذلك تمنع إتفاقية كمب دايفيد أن يزيد عدد الجنود المصريين فيها عن ستمائة جندي مسلحين بأسلحة خفيفة و بل أن هناك قاعدة أمريكية صغيرة أوي " موجودة في سيناء و لم يقل أحد من العرب أن تحرير أرض عربية يمكن أن يؤدي بها لتكون قاعدة أمريكية ، و كيف يمكن تبرير احتلال أرض عربية كالجزر الإماراتية بإحتلال إيراني على اعتبار أنه أفضل من الإحتلال الأمريكي و هل هناك فرق بين إحتلال و آخر ؟ أم أن ذلك تم لمجرد أن الطرف الأضعف حاول حل موضوعها سلميا" كمثال الإمارات و إيران ؟؟ هذه واحده .... و الثانية و بذات المقياس أن العلاقة بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل هي سمن على عسل أقصد بين قادة السلطة و إسرائيل و ليس الشعب الفلسطيني الذي يسقط منه الشهداء يوميا" ، و مادام الأمر كذلك فلماذا يشغل العرب أنفسهم بمقاطعة إسرائيل ؟ و لماذا نجد كتاب و مثقفين يهاجمون تلك الدول العربية أو تلك لمجرد أنها التقت إسرائيل في محفل دولي أو ترغب بإقامة علاقة ما معها ، بل و حتى يمتد الأمر على استقامته ما الذي يدفع شعبا" أصيلا" كالشعب المصري إلي استمرار مقاطعته لإسرائيل ثقافيا" و أدبيا" ، رغم أن السلطة الفلسطينية و قادتها يطبعون القبلات على وجنة وزيرة الخارجية الإسرائيلية و رئيسها ؟ هل يفترض بالشعب المصري أن لا يكون ملكيا" أكثر من الملك ، و يعلن أنه ليس هناك أي إشكالية لديه مع إسرائيل ، و تبدأ العلاقات بالتطبيع على ذات المبدأ الذي تنادي به ؟ أم أن الأستاذ هويدي يرى أن الاحتلال الإسرائيلي ( كخه ) و الإيراني ( دحه ) على الرأي المثل المصري الجميل ؟

أستاذ فهمي هويدي ، يبرر الخطأ الإيراني بإحتلال الجزر أيام الشاه ، بخطيئة استمرار هذا الإحتلال في عهد ثورة تقول عن نفسها بأنها إسلامية و أنها نصيرة المظلومين ، و خطأن يا أستاذ فهمي لا يصنعان أبدا" صوابا" واحدا" .

أما الإدعاء بأن أي أرض خليجية سوف تتحول إلي قاعدة أمريكية فهو كلام جارح من شخص يعلم يقينا" أن بيته بأكلمة من زجاج فالمعونة الأمريكية التي هي صدقة تعطى و تمنح لازالت موجودة مع مصر ، و سيناء يمنع على جيشها الوصول إليها ، و في النهاية فإن أمريكا ليست بحاجة إلي هذه الجزر لتكون لها قاعدة ، و هي التي اعتبرت العراق بأكمله غربا" و أفغانستان شرقا" قواعد أمريكية دائمة .....

و يا أستاذ فهمي هويدي ، قد نغفر للمثقف حسن النية سقطته و خطأه ، و لكن كيف نبرر سقطة العليم بأقوال هذه المنطقة و القارئ لتاريخها و ناسها و الذي نفترض فيه دوما" حسن النية ... و قوة الحجة ؟؟

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

جـــــوار ... بدون حـــــوار ..

لا أفهم كمواطن لماذا يتم عقد لقاء دول جوار العراق فقط للحوار ! و لماذا لا يتم فتح قنوات إتصال مباشرة مع كل دولة على حده و في كل وقت و على كل المستويات ؟ لماذا نحن بحاجة إلي رعاية دولية فقط لكي نتحاور حول ماذا يجب أن نفعل . و متى نفعله ؟ و مع من ؟ غريب أمرنا ، فالعراق يعلن و بأعلى صوته منذ سنوات تحريره بأن إيران تتدخل تدخلا" مباشرا" في البصره و تؤثر على الأمن الإقليمي فيه و تساند طائفة ضد أخرى ، و يصرخ العراق منذ زمن مطالبا" " الشقيقة " سوريا بإغلاق حدودها بعد تدفق الإرهابيين عليها ، و يعتب على الأردن الذي يضيق الخناق على العراقيين المهاجرين إليه ، و ينظر إلي الكويت نظرة ليس فيها من الإطمئنان أعني من قبل الكويتيين للعراقيين لأسباب عديدة و متنوعة أبسطها المزارع الحدودية العراقية في الأراضي الكويتية و رفض الحكومة العراقية حتى تاريخه القبول بالتعويضات التي قررتها الأمم المتحدة للتعويض عن أصحاب هذه المزارع مما يجعلها أزمة صامتة تكبر أمام أعيننا ، و لا ننسى رغبة الكويت في البدء بالتنقيب في حقول الشمال ، بالإضافة إلي الكره التقليدي الذي أورثه نظام صدام البائد للعراقيين عموما" و أهل البصره خاصة ضد الكويت و أهلها ، أما السعودية فنظرا" لإغلاق الحدود معها فليس هناك – علنا" على الأقل ظواهر إيجابية متبادلة ، و مع كل هذا الحراك السياسي و العسكري و الطائفي في العراق تأتي أمريكا للضغط على الكويت للتنازل عن الديون العراقية للكويت المقررة بقرارات الأمم المتحدة ، بل و يتمادى الجانب الأمريكي في إسقاط هذه الديون بحجة عدم وجود مجلس أمة يمنع ذلك ، و كأنه يراهن على وجود جفوه أو تباعد بين الرأي الحكومي و رأي مجلس الأمة و للأسف الشديد فإن جماعتنا الحكوميون ليسوا شاربي حليب سباع ، و هم بتراخيهم و ترددهم ، و عدم الجزم في رفض هذا المطلب الأمريكي – العراقي – يطبقون بذات المضمون هيكلية وعد بلفور الذي أعطى من لا يمتلك لمن لا يستحق ، فالعراق أغنى من الكويت بإحتياطياته النفطية ، و مياهه ، و مساحته الجغرافية و بتعدد مصادر دخله ، و يبدو أن المسألة أكبر من مجرد إسقاط ديون ففي اعتقادي فإن مجرد القبول الكويتي الرسمي لهذا الموضوع يعطي إشارة إلي أن الكويت تقبل التفاوض و تخضع للضغوط مما يفتح شهية الجانب العراقي إلي مراجعة الحدود الكويتية التي تم ترسيمها بقرار دولي لأول مرة في تاريخ الدول الحديثة ، و إعادة النظر في إتفاقية الممر البحري من خلال جزيرة بوبيان لاسيما أن العراق يقوم حاليا" بتعميق ميناء أم قصر من خلال شركة روسية – فرنسية – و هم بصدد الإنتهاء منه خلال السنة القادمة ، و يبدو أن إنشغال مرشحينا بالمعركة الإنتخابية قد جعلهم يركزون في ندواتهم و أحاديثهم حول أمور ثانوية للغاية بدلا" من التركيز على عدم التفريط في أموال الأجيال القادمة أو التساهل في قضية الحدود ، و هي أمور سياسية من الخطورة بمكان أن تترك للحكومة الكويتية " الرشيدة " منفردة !!

و يا ناخبي الكويت ، يا شيبها و شبابها ، و يا نسائها و فتياتها ، أرجوكم رجاء المحب ، أثيروا هذه المواضيع لدى لقائكم بمرشحيكم و أجعلوهم يعدونكم بالوقوف صفا" واحدا" مع مصلحة الكويت و القرارات الدولية و إن أي قرار يتخذ يجب أن يتم تحت قبة عبدالله السالم و ليس خارجها ، و إذا قال قائل إن أمن الكويت يتعين أن يجعل العلاقة مع دول الجوار حسنة وجيدة و متساهلة ، فلا مانع شريطة أن نتعامل بنديه و مساواة و ليس بخلاف ذلك ، و أنا على يقين بأن هناك العديد من الوسائل الإقتصادية يمكن نقاشها مع العراقيين بشأن جدولة هذه الديون أو استبدالها بمشاريع صناعية أو زراعية شريطة الحفاظ على الحق الكويتي و عدم إسقاط و لو فلس أحمر واحد .

و يا دول الجوار .... لنبدأ بالحوار فيما بيننا و لنشرك شعوبنا فيما نحن مقدمون عليه ، فقد شبعنا من الوصاية و التوجيه و الإرشاد و لو أنصف الزمن – و ما هو بناصف – لكان الشعب هو الناصح لحكومته ، و لله در معروف الرصافي حين يقول :
" كيف النجاح و أنتم لا إتفاق لكم ....
و العود ليس له صوت بلا وتر ...
مالي أراكم أقل الناس مقدرة
يا أكثر الناس عدا" غير منحصر ... "


صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الاثنين، 21 أبريل 2008

فســـــــــــــاد الإصــــــــــــلاح ..

ليس هناك خطأ في العنوان ، فقد وصلنا للأسف الشديد إلي حجم و كم من الفساد أضحى مجرد التفكير في إصلاح مساره هدفا" متعبا" لأنصار الإصلاح ، و يبدو أن الفساد الخليجي هو نتاج مطوّر و مهذب من شبكة الفساد العالمي ، و يذكرني هنا قول أورده النائب السابق صالح الفضاله حين أورد لفظه " مؤسسة الفساد في الكويت " ، فصححت له القول بأن الفساد تحول الآن من مؤسسة فردية بالمصطلح القانوني إلي شركة للفساد و الإفساد ، فقد زاد الشركاء و ازدادت معهم المصلحة في استمراره ، و هذا ما يقودنا إلي تأصيل ركائز الإصلاح المتمثلة في :
أولا" : الإصلاح السياسي ، و هو عنوان عريض يدخل تحته حرية تداول السلطة و السماح بإنشاء الأحزاب التي تتشكل الحكومة منها ، و يمكن مراعاة للخصوصية الكويتية الإبقاء على رئيس الوزراء من داخل الأسرة الحاكمة بإعتبارها " رأس ميزان " و هو مصطلح أعجبني حين أطلقه وزير الداخلية تعليقا" على ترشح أبناء الأسرة للإنتخابات ، و أيضا" هناك ضرورة أن يتم الإعلان قولا" و فعلا" عن الإيمان بالديمقراطية من قبل الأسرة .... و أن يترجم هذا الإيمان إلي تقبل آراء المجتمع المدني و دخولهم في الحركة السياسية و أن يتم تثقيف المواطن من مراحل الدراسة الأولى حول أهمية الحياة الديمقراطية و أدواتها و وسائلها ، بصورة تجعل من المواطن العادي هو المدافع الأول عن أية إساءة لها ، و هو إصلاح قد يطول و لكنه بالتأكيد سيعطى نتائج قوية و واضحة بعد فترة من الزمان .
ثانيا" : اللامركزية في اتخاذ القرار ، إذ أنه يبدو من المتابعة اللصيقة للأحداث طيلة السنوات الماضية أن أساس الفساد يبدأ من التفرد بالقرار سواء كان هذا التفرد من قبل رئيس وزراء وصولا" إلي رئيس قسم في وزارة ، مرورا" بكل الوزراء و الوكلاء ، فقد أضحت مركزية القرار – و إن كانت مفيدة أحيانا" – إلا أنها قد تصبح سببا" لإساءة استعمال السلطة فبقدر السلطة تكون المسائلة – كما تؤكد و بحق المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ، و لما كان الوضع الكويتي – الخاص جدا" – لا يسمح بتوقيع المسائلة لمن بيده السلطة المطلقة و التي هي مفسده مطلقة ، و رغم أن هناك العديد من الأمثلة الحية القديمة و الحديثة ليس المجال لطرحها الآن تثبت عجز وسائل المحاسبة عن ممارسة دورها ، فأصبح الحل الثاني هو توزيع المسئولية و رفع مركزية القرار و استخدام أسلوب القرار الجماعي في اتخاذ القرارات الجماعية شريطة كشف هذه الحوارات التي تتم و الإعلان عنها و إشراك قطاعات المجتمع المدني كل في تخصصه في إبداء الرأي بل و تحمل نتائجه حين تطبيقه ، و أيضا" تفعيل القوانين الخاصة بالتجريم ، فما فائدة تشريع جميل و رائع كقانون محاكمة الوزراء مثلا" تمارس كل التحقيقات فيه خلف أبواب مغلقة ليس لأحد حق مناقشة حتى قرارات حفظ الدعاوي فيها أو بسط الرقابة الشعبية عليها ؟؟

الحديث حول الفساد و إصلاحه أو حول الصلاح و فساده حديث ذو شجون و يبدو أن إنشغال مرشحي مجلس الأمة و اهتمامهم بهذه الإنتخابات سببه أن هذا المجلس هو الوسيلة الوحيدة لإصلاح ما يمكن إصلاحه لدى الجادين و المخلصين ، و هو بذات الوقت الوسيلة المثلى للإستفادة القصوى من جو الفساد المحيط بنا حتى يعوض هذا المرشح ما خسره و يعيد ملء جيوبه مرة أخرى ..... فهل أصبح الناخب لدينا واعيا" لدرجة معرفة هذا من ذاك ؟؟ أشك كثيرا" في ذلك .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الخميس، 17 أبريل 2008

الحكمــــــة يمــــانيـــــــه ...

الــــرقيـــــــــــــب :-
الحكمــــــة يمــــانيـــــــه ...
تأكيدا" لمقولة أن الساعة العطلانه تكون على حق مرتين يوميا" ، فقد مورست الأسبوع الماضي تجربة جميلة و عذبه في اليمن السعيد ( سابقا" ) حين سمحت السلطة للأطفال و الأطفال فقط حرية الممارسة الديمقراطية بشكل يثير غيظ الكبار و لاسيما الإقليم الجنوبي ، ففي إحدى المدارس تم الطلب من أكثر من مائتين و سبعون طفلا" يبلغ عمر أكبرهم ستة عشر عاما" اختيار ستة و أربعون ممثلا" عنهم ، و سمح لهم بتوزيع البوسترات و طباعة الشعارات ، و عقد المؤتمرات الإنتخابية داخل نطاق المدرسة و بدون وجود قانون للتجمع لديهم بإعتبار أن اليمن بأكمله يطبق هذا القانون ، و رغم نبل و جمال فكرة تأصيل الديمقراطية في عقول و قلوب الجيل الصغير ، إلا أنه و بالرجوع إلي التجارب العربية و على الأخص في منطقتنا الخليجية فيبدو أن أية تجربة ديمقراطية لها علاقة بصندوق الإقتراع يقصد منها تنفير الناس و تخويفهم من إبداء رأيهم أكثر منها تدريبا" أو إيمانا" بالنهج الديمقراطي أو تأصيل حق الإختيار الشعبي ، و يبدو للأسف الشديد أن العبث بعقول الأطفال و تلويثها بل و تشويه كل القيم الجميلة للديمقراطية يرتبط بخوف السلطة – أي سلطة – من هذا الصندوق الصغير الذي يحتوي رأيا" مكتوبا" بدلا" من رصاصة أو مسدس الذي أصبح وسيلة التغيير الوحيدة ، بعد عجز السلطة عن القبول بنتائج الصندوق السحري و بمناسبة الحديث عن الطفولة في اليمن فقد عرضت في قناة العربية مأساة الطفلة اليمنية نجود البالغة ثماني سنوات و التي أجبرت على الزواج في هذا السن من شخص يكبرها بعشرون عاما" ، و ذهبت منفردة للمحكمة لطلب الطلاق ، و تقول المحامية التي تطوعت للدفاع عنها : " من الأسف أنه لا يوجد قانون في اليمن يمنع زواج الصغيرة أو يحدد سن الزواج " ، و يبدو أن التحرك الإنتخابي للأطفال مطالب بوضع تشريع جديد لمعالجة زواج الصغار ، و بدلا" من أن تطنطن السلطة اليمنية بديمقراطية الأطفال ، لعلها تصدر تشريعا" لحمايتهم بدلا" من التمهيد لتحويل اليمن إلي جمهورية وراثية و أطرف ما في الموضوع حين استذكرت لقاء أجرته محطة فضائية عربية مع الرئيس اليمني ، حين سئل عن إشاعات طرح إسم نجله أحمد كبديل له من خلال ترشيحه ، فأجاب لا فضى فوه بعد أن مات حاسدوه : " الديمقراطية هي المقياس ، و حتى في أمريكا جابوا ابن الرئيس بوش ، رئيسا" و هذا أمر عادي أن يأتي الإبن بدل أبيه " ، و حين صحح له المذيع أن الديمقراطية الأمريكية أتت ببيل كلينتون قبل جورج بوش الإبن و ليس مباشرة من الأب للإبن ، ابتسم الرئيس اليمني و قال كأنه يكشف أمرا" خطيرا" ، " من البديهي أن يفعلوا ذلك حتى لا يشك الشعب في شيء فالأمور مدبرة و مرتبة " .
و يأيها اليمن السعيد ، نتطلع إليك و لسان الحال يردد من الشاعر عبدالله الفيصل :
" و لست بالمصدق فيك قولا" ..و لكنني شقيت بحسن ظني ... "
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 15 أبريل 2008

223.5 = 2 ÷447... و أشيـاء أخــــرى

الــــرقيـــــــــــــب :-

223.5 = 2 ÷447... و أشيـاء أخــــرى
* هل تذكرون ذلك الإعلان حول كمية المياه التي يستهلكها الفرد في الكويت و التي بلغت 447 لتر يوميا" ؟ هل حقق هذا الإعلان أية نتائج و نحن نقرأ تقريرا" للبنك الدولي يحذر دول الشرق الأوسط و دول مجلس التعاون الخليجي أنه بحلول عام 2050 فإن حصة المواطن في هذه المنطقة ستنخفض إلي النصف ، و ناشد البنك في سابقة نادرة دول مجلس التعاون بالإستثمار في إنشاء محطات التحلية و الطاقة ، ترى هل سمعنا مرشحا" أو وزيرا" أو حتى وكيل لمياه معدنية يشير إلي ذلك خلال الأيام الماضية ؟!
***
· كلّ يدعي وصلا" بليلى .. بيت الشعر هذا هو لسان حال مرشحي مجلس الأمة الحاليين ، و بصفتي مراقب للأحداث أعلم يقينا" أن أحد أسباب غزو الكويت هو الإدعاء العراقي بالزحف الكويتي على الأراضي العراقية ، و حين أقرأ ما يقوله ممثل الكويت منصور العتيبي مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية في إجتماعات دمشق لمناقشة الوضع العراقي ، أقول حين أقرأ قوله مناشدته الحكومة العراقية لإزالة جميع المخالفات و التجاوزات العراقية على الأراضي الكويتية ، و حين أشاهد التجاهل الحكومي الرسمي لحماية حدود الكويت بعد هذا التصريح الرسمي ، و حين لا أسمع رأي وزير الدفاع أو الداخلية أو أن يطرح هذا الموضوع في ندوات المرشحين لمجلس الأمة ، حين لا أرى ذلك أضع يدي على قلبي خوفا" من إدعاء جديد بالملكية أو مطالبة بالتعويض من قبل العراقيين ترى لماذا يكتب علينا أن نعيد ذات الغلطة مرات و مرات ؟..
***
· مشروع قانون التجمعات الأخير و الذي أصبح مادة انتخابية لمرشحين لم يعودوا يملكون أية مواد مهمة للإثارة ، هذا القانون لا يصطدم فقط بنصوص دستورية واضحة تتعارض معه و تبطله ، و لا بأحكام المحكمة الدستورية التي انتصرت لحرية الإجتماع و إبداء الرأي ، بل يصطدم هذا المشروع بقانون بالإتفاقية التي وقعتها الكويت عالميا" بشأن حقوق الإنسان و أصبحت جزءا" لا يتجزأ من التشريع الكويتي ، و هي التي تبيح الإجتماع و إبداء الرأي ، ترى أليس لدى الحكومة مستشارين يفتونها في ذلك أم أن " ترزيه القوانين " ازدادوا لديها ؟
***
· لم أسمع أي رأي معارض من أي تيار سياسي حول زيارة وزيرة خارجية إسرائيل " تسيبي ليفني " إلي قطر ، و جلوسها إلي مائدة واحدة مع رئيس وزراء خليجي ، ترى هل أكلت قطة الإنتخابات لسان معارضي التطبيع مع إسرائيل ؟ أم أن هناك أولويات ليس من بينها محاربة التطبيع الخليجي مع إسرائيل ؟
***
· ينشأ الطفل لدينا و نحن نعلمه أن السكوت من ذهب ، و للحيطان ودان ، و إسمع أكثر مما تتكلم ، و أستر على ما واجهت ، نقول له هذا كله ، ثم حين يكبر نطالبه بأن يبدي رأيه ، و يحترم رأي الغير ، و أن يرفض إسكاته من قبل أي أحد !! إنها ثقافة القمع العربية ..

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

السبت، 12 أبريل 2008

الأعلــــى ... الأســــرع ... الأقــــوى ..

الــــرقيـــــــــــــب :-


الأعلــــى ... الأســــرع ... الأقــــوى ..
لو كان الأمر بيدي لأعطيت الميدالية الذهبية لكل الجمعيات المدنية الأوروبية التي أعلنت عن احتجاجها حول الممارسات الصينية في إقليم التيبت فقد لجأوا إلي وسائل سلمية للإحتجاج ، و رفعوا اليافطات ، و حملوا صورا" تبين وحشية القمع الصيني لمواطني التيبت ، و نقلت وسائل الإعلام الغربية فقط مع تحفظ من المحطات العربية صور الصدام بين قوات الجيش الصيني مع متظاهرين عزل لا يحملون إلا أعلاما" و صور ، و بالمقابل نشاهد التعامل الحضاري مع الشرطة الأوربية ، ما عدا بعض الحوادث الفرعية ، و بلغت هذه الإحتجاجات ذروتها حين حاول هؤلاء المتظاهرون في لندن ، و باريس ، و أمريكا إطفاء هذه الشعلة لإرسال رسالة إحتجاج رمزية إلي الصين ، و نجحوا في ذلك ثلاث مرات في باريس ، مما جعل اللجنة الأولمبية تفكر جديا" بإلغاء رحلة الشعلة حول العام ، هذا ما نقصده و نتمناه من مؤسسات المجتمع المدني ، الإحتجاج السلمي و التظاهر دون عنف و التعبير عن الرأي بصورة مسموعة و عاليه و قوية ، و يبدو أن الشعار الأولمبي ينطبق تماما" على هذه المؤسسات المدنية و على التنسيق الرائع فيما بينها ، فقد أصبح صوتهم هو الأعلى و التنسيق بينهم هو الأسرع ، و رسالتهم التي أرادوها هي الأقوى فقط أتمنى و نحن نعيش في حمى الإنتخابات البرلمانية أن تقتدي المؤسسات المدنية لدينا بما حدث هناك لكي تعيد رص صفوفها ، و تضع خطة عمل محكمة و متينة تقوم على المبادئ لا العواطف ، و على الأفكار و ليس التعصب ، و على تأهيل العملية الديمقراطية دون إخلال بأساسياتها ، و أن يتم تحفيز المرأة الكويتية و تثقيفها سياسيا" و انتخابيا" و هي التي تمثل ما مجموعه (58%) من إجمالي الناخبين ، بل هي الأكثر عددا" في كل الدوائر الخمس ، و نريد للمرأة أن تكون كثرتها سببا" في إجراء تغيير حقيقي في المستقبل السياسي الكويتي ، و لا نريدها أن تكون كثرة كغثاء السيل .

نقول ما نقوله و نحن نحلم بأن تكون الكويت دوما" هي الأعلى ...و الأسرع ... و الأقوى .


صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

إذا ضعـــــف الحكم ... الكل يحكـــــم ...

الــــرقيـــــــــــــب :-
إذا ضعـــــف الحكم ... الكل يحكـــــم ...
حزين أنا ..و متشائم كما لم أكن في حياتي ، فقد شعرت بالغربة في وطني ، حين قرأت توحش الكلمات ، و فحش الأسلوب ، و الفجر في الخصومة و الخصام ، أهذه هي الكويت كما أعرف و تعرفون ؟ أهذه هي أخلاقيات مجتمع الأسرة الواحدة كما وصفها الراحل جابر العلي ؟ قسوة في اللفظ ، و توحش في لغة الخطاب ؟ و ِمنْ َمنْ ؟ و على َمنْ ؟ و بسبب َمنْ ؟ هل سكوت السلطة و أسرة الحكم عن الحسم في وقته سبب ذلك ؟ هل هو التسويف و التأجيل و التردد قد شجع أقواما" بيننا على ما يفعلون ؟ حزين أنا ... فلا يعنيني أن يتهم شخص آخر بأنه يحتاج إلي فحص D.N.A ، و لكنني شعرت أنه لا يوجد معيار للخصومة أو فروسية القتال ، أو حتى مراعاة القارئ العادي الذي لا يعنيه السبب الخفي للحرب بين الأخوة و أبناء العم بقدر ما يعنيه الحفاظ على شرف و هيبة الإختصام حين يعز غياب الإحترام ، حزين أنا حين أحاول الإجابة على أسئلة أصدقاء من الخليج و العالم العربي حين يسألونني ماذا يحدث عندكم ؟ و لماذا وصلتم إلي درجة أصبحنا نخشى عليكم من المرحلة اللبنانية أو العراقية ، و من اقتتال يبدأ باللفظ و لا نعلم إلي أين سينتهي ، هل هو غياب الردع ؟ أم غياب الخلق ؟ أم تغييب العقل حين نحتاج إليه ؟ أم كل هذه الأسباب مجتمعة ؟ ليس هناك أمة ترتقي بالشتائم ، أو تنتصر بالعداء ، أو تتفوق بكم الألفاظ الخارجة و الجارحة ؟ ليس هناك عذر لمن يسكت عن عقاب هؤلاء ، و هنا يكون دور الحكم ، الحكم الذي تشعر به حين تحتاجه و تطلبه ، و ليس الحكم الذي يطلبك و يحتاج إليك ، لا سبيل لقوة الحكم و سلطته و هو يتنازل عنها لأفراد عائلته ، و يجامل بعضهم على حساب بعض ، و يغض الطرف عن الأقوى على حساب الأضعف ، ليس المطلوب من الحكم ذلك ، و إذا حدث ، فسلام على حكم ائتمناه على أنفسنا ، فأصبحنا نخشى عليه من نفسه ، حكم و سلطة حكم ، إذا ضعف سمح لكل طالب حكم أن يحكم و يتسلط و يفرض لغتـه الشرسة في الخصام و الفجر فيه ، حزين أنا على غياب العقل ، بل و تطويعه لخلاف ما خلق له .. و حزين أكثر على غياب رأي العقلاء في بلدي – و هم القلة ، و حزين أنا أكثر و أكثر .. حين تعجز سلطة الحكم عن سماع الرأي الآخر ، و هو رأي يجب عليهم احترامه .. إن لم يرغبوا بسماعه .. هل نقول أكثر ؟؟ أم يكفي ما قلناه ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الخميس، 10 أبريل 2008

حـــــوار على العشــــــاء

في جلسة عشاء ضمت العديد من الزملاء دار الحوار بيني و بين الدكتور غانم النجار و الدكتور شملان العيسى حول الجدل الأخير بشأن الإنتخابات الفرعية ، و فوجئت و غيري بالرأي الذي أطلقه الدكتور النجار حول اعتقاده بمشروعية الإنتخابات الفرعية و أن الدستور لم يجرمها و لم يعاقب عليها ، و رغم أن الدستور الكويتي أصبح كما يبدو لي " حماّل أوجه " ، بإعتبار أن نصوصه قد أتت مجرده و عمومية ، تاركة التفصيل و التشريع للمشرع العادي بالأداة القانونية المناسبة سواء أكانت مرسوم بقانون أو أمر أميري أو أية أداة أخرى ، إلا أنه لو مددنا الأمر على استقامته و ضرورة أن يكون كل تصرف قانوني مذكور في الدستور لتحول الدستور إلي مجلدات عملاقة تنأى به عن كونه أداة لتحديد الإطار القانوني بدلا" من الدخول في تفاصيل ليس هو مجالها .

هذه واحدة ... و الثانية ، أن هذه الإنتخابات التي جرّمها المشرع و وافق عليها مجلس الأمة و الحكومة ، هي نتاج قانون يجب احترامه و تطبيقه ، و من يرغب في تعديله عليه أن يسلك السبيل القانوني لذلك و ليس مخالفته و الإصرار على هذه المخالفة .

هذه ثانية ... و الثالثة ، هذه الإنتخابات قد نقبلها و قد نفهمها لو أنها وضعت لإختيار الأفضل من الناحية السياسية و العملية و أن يكون حق المشاركة فيها مفتوح للجميع دون استثناء ، و لكن من غير المقبول أو المفهوم أن يكون أساس المشاركة فيها بل و العمود الفقري في الدخول إليها هو الإنتماء المذهبي فقط أو القبلي أو حتى العائلي ، فتطبيق هذا المبدأ يعني مخالفة صريحة و واضحة ليس لنصوص دستورية مثل المادة (108) التي تنص على أن : " عضو المجلس يمثل الأمة بأسرها و ليس طائفة أو قبيلة " بل هو مخالف أيضا" للمذكرة التفسيرية التي لها قوة الإلزام كمواد الدستور ، فليس بخاف على أحد إن الوصول إلي عضوية مجلس الأمة هو بهدف التشريع و المراقبة ، و هو جزء من سلطة الحكم و هي مسئولية خطيرة أن تتحول هذه الإنتخابات إلي ما يشبه الإلتزام الحزبي القائم على الطائفة أو القبيلة أو العائلة بدلا" من اعتماده على المبادئ و الأفكار و البرامج الإنتخابية و الولاء للوطن ، و هذا هو بالضبط ما عنته المذكرة التفسيرية حين أوردت : " ... هذه المسئولية هي التي يخشى أن تجعل من الحكم هدفا" لمعركة لا هوادة بها بين الأحزاب بل و تجعل من هذا الهدف سببا" رئيسيا" للإنتماء إلي هذا الحزب أو ذاك ، و ليس أخطر على سلامة الحكم الديمقراطي من أن يكون هذا الإنحراف أساسا" لبناء الأحزاب السياسية في الدولة بدلا" من البرامج و المبادئ " ، و هذا الذي أوردته المذكرة التفسيرية ، مع القياس في ما يحدث الآن من الإنتماء إلي إتجاهات هي في حقيقتها أحزاب تقوم على الإنتماء الطائفي و القبلي و العائلي بدلا" من البرامج و المبادئ و هو ذاته الذي نخشى منه على الممارسة الديمقراطية في الكويت ، و يا دكتور غانم ، إذا كانت حجة المعارضين لقانون الإنتخابات الفرعية هي ذات حجتك بإعتباره مخالفا" للدستور ، فالطريق إلي تعديله يكون باللجوء إلي المحكمة الدستورية و ليس بمخالفته و حمل السلاح لحمايته أو أن نسمع من إعلامي و أستاذ علوم سياسية قولا" يدافع عن قانونيته ، مهما كانت النوايا سليمة ، و يا دكتور غانم ... ألم يقولوا أن الطريق إلي جهنم محفوف دوما" بالنوايا الحسنة ؟؟

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 9 أبريل 2008

تشــــاؤلـــوا بالحرب ..!

سموني ما شئتم ، متفائل ، متشائم ، أو ما بين البينين ، و لكنني أرى وميض نار تحت رماد ، فلنقرأ سوية بضعة عوامل و أمور حدثت و تحدث في منطقتنا :
الأول : دخول ثلاث سفن و حاملة طائرات إلي مياه الخليج العربي من قناة السويس قبل أسبوعين .
الثاني : مناورة الانعطاف رقم (2) التي تقول إسرائيل أنها الأضخم في تاريخها ، و بعثت – ياللسخرية السياسية – رسائل تطمين إلي القيادة السورية بشأنها .
الثالث : تقرير الاستخبارات الروسية القريبة من دائرة القرار الإيراني و الذي يتكلم عن حرب وشيكة ضد الترسانة النووية الإيرانية .
الرابع : تقرير بسيط تضمنته نشرة دورية إسرائيليه قريبة من دوائر الجيش ترصد اتجاه الرياح في منطقة الخليج العربي من الفترة من 5/4/2008 و إلي نهاية شهر إبريل و هي شمالية غربية .
الخامس : الزيارة الرسمية التي قام بها زعيم خليجي مؤخرا" إلي تركيا و السعودية .
السادس : تسريب الأخبار حول تحميل القائد الأمريكي دايفيد باتيرويس في العراق مسئولية تصعيد القتال في البصرة و قتل الأمريكان إلي إيران و دعوته في شهادته المقبلة في الكونغرس الأسبوع القادم إلي مواجهة الاستفزازات الإيرانية و الذي يسانده في الشهادة السفير رايان كروكر .
السابع : إعلان إيران قبل يومين بأنها مستمرة في أنشطتها النووية و إعلانها عن بدء تركيب أجهزة مركزية في مفاعلاتها النووية البالغة (167) مفاعل نووي .
الثامن : تهديدات حزب الله ، و فوات فترة الأربعين يوم على اغتيال عماد مغنيه .
التاسع : لقاء القمة بين بوش و بوتين ، و مناقشة أمور دعت الرئيس بوتين للتصريح بقول كان الأمر بيدي لنقشته بماء الذهب و علقته على مداخل وزارات الدفاع و الداخلية و قصور الحكام في دول الخليج العربية هذا التصريح يقول فيه : " الأمن الوطني لا تحميه الوعود "
- و يا أيها المواطن الكويتي و الخليجي ، قدرنا أن نعيش اللحظة بعد أن يفوت أوان تجنبها و هل أصبحت معي بعد هذه القراءة أكثر تشاؤما" أم أقل تشاؤما" ؟ ... و لا أقول متفائلا" أبدا" ..!!

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

إعلام النخبة أم نخبة الإعلام ؟

الــــرقيـــــــــــــب :-

إعلام النخبة أم نخبة الإعلام ؟
حين تجتمع نخبة من الإعلاميين في الكويت ، نتوقع نحن المتابعين لأعمالهم أن يثروا الحياة الإعلامية و الأدبية و الثقافية في الكويت ، أما أن يقتصر تواجدهم على حضور رسمي للوزراء و رئيسهم و توزيع دروع تذكارية و شهادات تقدير تتبعها دعوات للعشاء و الغداء بل و حتى جلسات الشاي ، هنا نتحسر على تغييب كل هذه الأسماء و الخبرات الإعلامية المتواجدة معنا لفترة قصيرة ، و كنت أتمنى من الزميل ماضي الخميس و هو الأب الروحي لمؤتمر الإعلام ، أن يقوم بالإضافة إلي تكريم الرواد و هو أمر محمود و مشكور أن يقوم أيضا" بالدعوى إلي ترتيب لقاءات و محاضرات و ندوات ليست بين المؤتمرين و أنفسهم ، بل مع مؤسسات المجتمع المدني الكويتي ، فكم يكون جميلا" أن نستمع إلي مناظرة في جمعية الخرجين مع السيد صالح القلاب الكاتب الأردني و وزير الإعلام السابق حول نظرته إلي وزارات الإعلام العربية ، و لماذا يتم تغييب المواطن العربي عن حاضرة و التركيز على أخبار الرؤساء و القادة ؟ و أن يتم طرح موضوع تعيينه مستشارا" لقناة العربية عند إنشائها ، و ظروف هذه النشأة و أسبابها ، و أن يبين لنا سبب خلافه مع الإعلامي الكويتي الصديق يوسف الجاسم حين حاول القلاب إجباره على اللقاء مع رموز من النظام العراقي السابق ، مما جعل الزميل الجاسم ينسحب من القناة في بدايتها ، أيضا" كم يكون مفيدا" أن يلتقي الكاتب أنيس منصور في رابطة الأدباء و يكون الحوار حرا" طليقا" من كل قيد ، و أن يروي لنا تجربته مع السادات و لماذا أختار الكلام الآن عن كراهيته لجمال عبدالناصر رغم سكوته طيلة فترة حكمه بل و مدحه له ، و أن يخبرنا عن سبب كونه نباتيا" لا يأكل اللحوم و مع ذلك يطيب له أكل لحم أخيه و رئيسه و صديقة حيا" و ميتا" ؟ أيضا" كنت أتمنى أن نستمع إلي الوزير المغربي محمد بن عيسى في ندوة تقيمها شركة المشروعات السياحية حول فكرة تحويل مدينة أصيلة الجميلة إلي منتدى ثقافي و أدبي ذي صبغة دولية ، و أن نستفيد من خبرته بتلك في تحويل إحدى جزرنا أو مدننا إلي مدينة تعشق الثقافة و تدعو للفن و تستمع للموسيقى بدلا" من رؤية أسعار البورصة و أخبار البوارج الحربية ، هناك العديد من الخبرات الجميلة و الرائعة و التي أعلم و تعلمون جيدا" أن لديهم ما يقولونه و يتحدثون عنه بل و يدافعون عما فعلوه أو يبرروه أو يعتذروا عنه ، و من المؤسف أن لقاء" إعلاميا" كهذا يقتصر دوره على حضور رسمي و توزيع دروع و تخمة من العشاء و الغداء و لم نسمح لهؤلاء بإثراء حياة الكويت الثقافية و الأدبية بقدر ما كانوا هم وسيلة لإبراز و تلميع من دعا إلي هذا الإجتماع – " أيا" كان الداعي " .!!
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 7 أبريل 2008

دستـور .. يـا أسيـادنـا ..

· حين استمع إلي المتحدثين عن الدستور الكويتي أشعر كأن لدينا أكثر من عشرين دستور ، فالكل يفسر على هواه ، و يا دستورنا لا تحزن فإن عشقك باق في القلوب .

***

· معلومة حقيقية مؤكدة أخذتها من الصديق فيصل الحجي وزير الدولة حين قال أنه لا توجد محاضر لإجتماعات مجلس الوزراء و لا نعلم كيف لحكومة تحترم ذاتها أن لا توجد لديها محاضر مكتوبة يدّون فيها النقاش و الإختلاف و من وافق و من اعترض ، و هذا يعني أن مجلس الوزراء قد خالف نصا" دستوريا" واضحا" في المادة (128) منه الذي ينص على أن مداولات المجلس سرية ..... و تلتزم الأقلية برأي الأغلبية ما لم تستقل ، فكيف نعلم رأي الأقلية أو الأغلبية و ليس هناك محاضر ؟..

***

· " الملكية و رأس المال و العمل " ، هي حقوق فردية بنص الدستور مادة
(16) و هي أيضا" ذات وظيفة إجتماعية ، حسنا" لننظر حولنا و نرى ماذا فعلت هذه الحكومة و غيرها لكي يكون رأس المال و العمل وظيفة إجتماعية في ظل بطالة مقنعه و إسراف و إرضاء اتجاهات سياسية ، و هل هذا ما عناد المشرع حين استخدم لفظ " الوظيفة الإجتماعية " ؟ ..

***
· مادة (50) تنص على أنه لا يجوز لأي سلطة من سلطات الدولة النزول عن كل أو بعض إختصاصها الدستوري ، نكتفي بما أورده الدستور لأن في الفم ماء ... و في القلب غصه ... و في الكويت مجلس وزراء ..!

***

· ضحكت كالبكاء و أنا أطالع المادة (30) من الدستور " الحرية الشخصية مكفولة " ، أقول بكيت كالضحك أو العكس ، حين قرأت قانون " الجنوس " و التجمعات ، و الضوابط الثلاثة عشر حول الحفلات و الأفراح ....! .

***

· تزداد الحسرة لدي حين مطالعة المادة (35) حول " حرية الإعتقاد و حماية الدولة بشعائر الأديان " أقول ازدادت الحسرة و أنا أقرأ منع المجلس البلدي و البلدية لإنشاء مساجد للبهره ، بل و منع إنشاء كنائس و التضييق على المباني الموجودة الآن ، بل و حتى تحديد إنشاء الحسينيات ....

***

· " و لا تزر وازرة وزر أخرى " آية كريمة توافقت معها المادة (33) باعتبار العقوبة شخصية ، ما نراه و نسمعه و ما نشاهده في تحقيقات النيابة و المباحث يجعلنا نتحسر على تجميد هذه المادة ، و للبرهان هل تذكرون حجز أموال و منع السفر لشقيق سليمان بوغيث ؟ الذي تم بدون حكم أو اتهام ...

***

· و أخيرا" ... و ليس آخرا" نص المادة الخالدة التي تؤكد على أن الأمة مصدر السلطات ، و في ظل كون مجلس الأمة سيد قراراته ، و في وجود مجلس للوزراء يهيمن على مصالح الدولة ، و في عدم وجود قانون للاستفتاء الشعبي ، أو وجود قوى شعبية ضاغطة ، أو صحافة متميزة تسقط و تكشف و تحاسب ، في غياب كل ذلك أصبحت هذه المادة الدستورية هي و العدم سواء ...

· و يا قلبي لا تحزن ...

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأحد، 6 أبريل 2008

" فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " - قرآن كريم -

يسألني صديقي الكويتي المسيحي : هل قرأت الفتوى الجديدة الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية في مصر ، حول تحريم توريث الزوجة الكتابية يهودية كانت أم مسيحية من زوجها المسلم ؟ ، أجبته بحذر محاولا" عدم استثارته : نعم ، و لكنها فتوى قديمة لا أعلم لماذا تم تجديدها الآن ، بل و في موقف مشابه فإن الكنيسة القبطية في مصر تحرم أيضا" توريث زوجة المسيحي المسلمة أو اليهودية ، و يبدو أن هناك تشابه في هذين الموقفين ، سألني بعد أن أعتدل في جلسته : أنتم تقولون بأن الإسلام يجيز الزواج من كتابية بخلاف الدين المسيحي الذي يعارض ذلك ، و مادام دينكم يسمح بالزواج مع بقائها على دينها و لها كافة الحقوق الزوجية فلماذا يتم منع أو تحريم توريث أم الأولاد و الزوجة من ميراث زوجها المسلم ؟ إحترت في إجابته و استذكرت قول ابن مالك حين قال : من قال لا أعلم فقد أفتى ، و مع ذلك أردت بالفعل الحصول على أسباب هذه الفتوى و أساسها الشرعي ، فعدت إلي كتاب فقه السنة للسيد سابق ، و هو المقرر علينا في معهد المعلمين و كلية الحقوق و الشريعة ، فوجدت أن من أسباب موانع الإرث هو إختلاف الدين ، و لكنني مع ذلك أريد من أهل الذكر و العلماء أن يفسروا لي و لباقي المسلمين و غيرهم ، إذا كان الميراث هو نتيجة للزواج ، فلماذا يباح الزواج من الكتابية كأصل و سبب و يحرم عليها الميراث و هو نتيجة للزواج ؟ ، ثم من يستطيع من العلماء – و هم كثر – أن يفسر لصديقي المسيحي الآيات القرآنية الكريمة التي تحض على الزواج و إعتباره سكنا" للطرفين ، و ضرورة توافر المودة و الرحمة و العدل بين الزوجات عند التعدد ، ثم تأتي إلي الميراث فيحرم عليها فقط لكونها كتابية ، هل أخطأ صديقي المسيحي الكويتي في سؤاله ؟ و لماذا يسأل ؟ و لماذا هو حريص على ذلك ؟ طرحت عليه هذه الأسئلة كلها ، فأجابني : لقد هداني الله إلي الإسلام و هو دين الحق ، و بقيت زوجتي على دينها المسيحي ، و لازلت أحاول إقناعها و لازالت تقول لي مستهدية بالقرآن الكريم ، إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ، و مع ذلك – يقول صاحبي : ماذا يحدث إذا توفيت قبل أن أقنعها بالدخول إلي دين الحق ؟ و هل يفترض بي أن أعطيها في حياتي ، ما سوف تحرم منه في مماتي ؟ و هل يقبل الدين الإسلامي أن تدخل زوجتي في الإسلام طمعا" في ميراثها مني أكثر من اقتناعها بسمو و عظمة هذا الدين ؟

لم أجد جوابا" ، و نقلت هذا الحوار إليكم فربما يفتي بالأمر من هو أهل له ...

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

السبت، 5 أبريل 2008

" أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم "

الــــرقيـــــــــــــب :-
" أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم "
- قرآن كريم -
يروي لي الزميل علي البغلي – المحامي و الوزير السابق – أن من أفضل القوانين التي أنتجها مجلس الأمة هو القانون رقم (9/96) و الذي ينص في مادته (58 مكرر أ ) ما يلي : " يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين و بالعزل كل موظف عام امتنع عمدا" عن تنفيذ حكم قضائي واجب النفاذ بعد مضي ثلاثين يوما" على إنذاره على يد مندوب الإعلان ، و تكون العقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن ستة أشهر و بغرامة لا تقل عن ألف دينار و لا تزيد عن ثلاثة آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا استعمل الموظف سلطة وظيفته في وقف تنفيذ الحكم ...." انتهى الإقتباس – و أيضا" استذكرت من التجارب الشخصية التي هي أساس تكوين الخبرات لأي شخصية عامة أو خاصة ، استذكر أنه بعد التحرير أخلفت حكومة الكويت الرشيدة في وعدها الذي قطعته على نفسها بدفع رواتب الموظفين الأجانب و العرب الذين عملوا أثناء فترة الغزو العراقي الكريه للكويت ، فرفعنا بصفتنا دعوى نيابة عن دكتورة أشعة بولندية كانت موجودة معنا وقت الغزو و تعمل في مستشفى العدان نطالب فيها وزارة الصحة بصرف رواتبها ، و صدر الحكم لصالحها و رفضت وزارة الصحة ممثلة في وزيرها آنذاك الدكتور / محمد الجار الله و وكيل وزارته آنذاك عبدالرحيم الزيد تنفيذ الحكم النهائي و الصادر بإسم صاحب السمو الأمير ، بل أذكر أنني إلتقيت بالوزير و سألته عن سبب عدم التنفيذ فأجاب : أن الدكتورة المعنية قد استلمت راتبها من الحكومة العراقية ، فأجبته بلسان سخرية : هل تعني أنك تعطى الشرعية للغزو حين يدفع رواتب الموظفين ؟ و استمر رفض الوزارة رغم إصرارنا و إدارة التنفيذ على ذلك ، حتى أسعفتنا هذه المادة القانونية و قدمنا الشكوى للنائب العام ، و استغرقنا أكثر من أربعة أشهر لكي تتكرم علينا وزارة الصحة بالتنفيذ ، و ذات الأمر حدث مع وزارة العدل في عام 2005 أكرر في عام 2005 و في الشكوى التي تحمل رقم 7/2006 ضد وزارة العدل حين رفضوا تنفيذ الحكم رقم 569/2005 الصادر بإسم السمو الأمير ، ثم استجابوا حين أصررت على استدعاء وكيل الوزارة بشخصه و من أسف أن يقضي المدعي أشهرا" عديدة لكي يستصدر حكما" ملزما" لكافة دوائر الدولة و مؤسساتها و يكون مذيلا" بالصيغة التنفيذية الإلزامية ثم يقضي أشهرا" أخرى لكي يستصدر حكما" يعاقب من يرفض تنفيذ هذا الحكم أو يؤخره ، مما يجعلنا نعيد المطالبة بضرورة إنشاء الشرطة القضائية المرتبطة بمدير إدارة التنفيذ مباشرة و تحضرني هنا طرفة قالها لي مدير إدارة التنفيذ حين طلبت وزارة العدل ضرورة إحضار كتاب من إدارة التنفيذ تطلب فيه تنفيذ الحكم ، حين علق قائلا" : قد نفهم هذا الطلب من أية وزارة أخرى ، و لكن أن تطلب وزارة العدل كتابا" من إدارة التنفيذ لتقوم بتنفيذ حكم مذيل بختم كبير يطالبها بالتنفيذ ، فهنا تقع المفارقة !!! نقول قولنا هذا و في الذاكرة أشياء كثر عن طلب البعض للشفاعة بدون حق ، أو التستر على مخالفة تمس سيادة إحدى السلطات الرئيسية بالدولة ، أو حتى بإساءة استعمال السلطة بتعيين المفاتيح الانتخابية و سكان المنطقة ، و هي أمور لا نود إشغال القارئ الكريم بها ، فقط نقول للبعض إن عدتم عدنا ..

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الخميس، 3 أبريل 2008

Middle sex.

الــــرقيـــــــــــــب :-
Middle sex.
حصل هذا الكتاب لمؤلفه – جيفري اوجينيدس– على جائزة بوليتزر عام 2003 ، و هو كتاب جريء بمقاييس عقولنا العربية ، حيث يناقش مسألة الجنس الأوسط ، أو ما اصطلح على تسميته بالكويت " الجنوس " و البويات ، و هي تسميات كريهة فرضها واقع كويتي متزمت ، و مناسبة الكلام عن هذا الكتاب هو ما نشر حول تقرير منظمة هيومان واتش في الصحف المحلية بالأمس حول اعتراض المنظمة على اعتقال هؤلاء و زجهم في السجن مع المجرمين المدانين ، بل و أعلن هؤلاء في لقاء مع الشيخه فريحه الأحمد أنهم تعرضوا إلي التحرش الجنسي أثناء وجودهم في السجن ، و من غريب أن يأتي القانون مخصصا" لفئة دون غيرها بخلاف ما تعلمنا بإعتبار القانون مجردا" و عاما" ، و بدلا" من أن يتم علاج هؤلاء نفسيا" و جينيا" نجد أن عقابهم البدني أصبح هو الأساس ، و عند تلك النقطة بالذات يتكلم الكتاب عن قصة حقيقية حدثت لمولود تروي الأحداث على لسانه و يقول عن نفسه أنه قد ولد مرتين مرة بإعتباره أنثى و الثانية بإعتباره ذكر ، و يتطرق الكتاب الذي ننصح نواب مجلس الأمة الذي شرعوّا هذا القانون المبتور بقراءته ، يتطرق إلي التأصيل التاريخي للجنس الوسط أو Middle sex و يروي قصة قس روماني عاش في القرن السادس عشر يدعى " تاير سيباس " عاش بإعتباره جنسا" وسطا" أي يجمع بين النوعين ، و يروي المؤلف حوارا" راقيا" دار بين زوس و هيرا و هما آلهة الجمال و القوة لدى الرومان ، حول من يستمتع أكثر في الفراش ، هل هو الرجل أم المرأة ، و اشتد الخلاف بينهما في صورة حوار أجاد كتابته المؤلف بلغة راقية و مليئة باللمحات الجمالية ، و حين يعجز الآلهة عن الإجابة ، يطلبان رأي القس سيباس ، بإعتباره يحمل جينات مختلطة و يأتي القس لكي يقول في وضوح و هدوء : " إذا كانت متع الحب عشرة ، فتسعة منها للنساء ... و واحده للرجل ..! " و أصبح قوله حاسما" في الفصل في الأحاسيس المختلطة ، نقول هذا الكلام و نحن نشد على يد الشيخه فريحه الأحمد و على الجهاز التطوعي معها الذين يقودون حملة لعلاج هذه الظاهرة و هي ليست بالجديدة ، فالكويت قديما" و سائر الدول التي اختلطت بها القريبة و البعيدة كانت تحوي مثل هذه النماذج و كانت معروفة و كان يدعى لها بالنصح و الهدايه و الستر ، تأسيسا" بقول : " إذا بليتم فإستتروا " و ليس بالتشهير الذي يحدث الآن ، و مضاعفة التداعيات الإجتماعية لأسر و أفراد كل ذنبهم - إن كان لهم ذنب – بأنهم ولدوا يحملون جينات مختلطة للعلم و الطب و العلاج النفسي دور في علاجها و ليس بتطبيق مذهب " خذوه فغلوه " ، و هنا أيضا" نود التأكيد على عدم لوم وزارة الداخلية فهي تنفذ قانونا" أعرج وضع لدعاية انتخابية واضحة و كلنا نذكر تصريح نائب و وزير سابق حين قال مرة في مؤتمر صحفي " إن عدد الجنوس في الكويت يفوق عدد الإرهابيين فيها " في محاولة للدفاع عن رواد مخيمات التدريب الصحراوية ، الكتاب محاولة لإعادة النظر إلي هؤلاء الناس ذكورا" و إناثا" ، و ما تقرير هيومن رايتس واتش الذي أدان الممارسة الحكومية ضدهم إلا إشارة يتعين على الشيخه فريحه الأحمد و متطوعيها إلتقاطها و ترجمتها لإعادة النظر في هذا القانون الشاذ .

نقول الشاذ و نعني به القانون و ليس من يطبق عليهم ...!!
منــع من النشــــر في الصحـــــف

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 1 أبريل 2008

فلا خير فيك و الزمان ترللي..!

أكثر ما يغيظني و يحرك الكوامن الحسية في عقلي ، و يدفع الإيدينالين إلي بلوغ الحد الأقصى لدي ، حين اقرأ وعظا" و إرشادا" ممن كان مسئولا" أو وزيرا" أو نائبا" كان يملك الإصلاح لو أراد ، و كان يستطيع تطبيق القانون – إن شاء – و مع ذلك تعمد أن يتراخي في تطبيق القانون مراعاة لحسابات إنتخابية أو سياسية أو سمها ما شئت ، ما أثارني هو قراءتي لأحد الزملاء الكتّاب حاليا" ، حين طالب الحكومة و هو عضو سابق فيها و مجلس الأمة و هو عضو سابق فيه ، بتطبيق القانون ، و بل و يحلفهم لوالديهم رغم أن الرسول الكريم (ص) قال في حديث ما معناه : " من أراد أن يحلف فليحلف بالله أو يصمت " ، و ليس بالوالدين أو بأي مخلوق آخر ، هذه واحدة ، و الأخرى حتى لا نطلق الكلام على عواهنه ، و حين كان هذا الكاتب الزميل وزيرا" للعدل استصدرت بصفتي أحكاما" قضائيا" لصالح موكلي ضد رمز كبير بشأن قضية إرثية و هي بالمناسبة نعمة من نعم الله أن تستطيع أن تقاضي شخصيات بهذا الوزن ثم تذهب إلي منزلك لتنام ، أقول استصدرت هذه الأحكام ، و آن أوان تطبيقها ، فإمتنعت وزارة العدل لأسباب ليس المجال لخوضها الآن ، و حاولت لقاء الوزير الكاتب الزميل فلم أجد استجابة للتنفيذ ، و عرضت الموضوع على الزميل النائب السابق علي الراشد الذي اقتنع بما نقوله و ذهبنا معا" إلي الوزير ، و لم أحظى بإستجابة و هنا طلبت لقاء مع صاحب السمو الأمير حين كان رئيس للوزراء ، و استجاب سموه في سرعة تعودناها من قادتنا ، و كعاداته لسماع الطرفين جلسنا أنا و الوزير الكاتب الزميل مع صاحب السمو ، و أخبرته بإعاقة وزارة العدل و رفضها تطبيق القانون بشأن نهائية الأحكام و اعتبارها باته عند تنفيذها ، و تجاهل تنفيذ الأحكام و شرحت لسمو ه بأنني أخشى أن يكون ما يحدث مجاملة للقطب الكبير الذي أعلم يقينا" أنه لا يقبل ذلك و هي قصة لها قصة أخرى يمكن أن نذكرها لاحقا" ، و هنا التفت صاحب السمو إلي الوزير الكاتب الزميل قائلا" له : " يا ..... طبق القانون و لو على نفسي أو عائلتي " ، و لا أعتقد أن الزميل الوزير الكاتب قد نسى ذلك .

ومن أسف أن التعليمات الشفوية لرئيس الوزراء آنذاك لم يتم العمل بها ، و استمر تجاهل تطبيق القانون من قبل من يطالب القوم اليوم بتطبيقه و يحلفهم بغير الله على ذلك ، و لا أجد أفضل من الجملة التي اختتم بها عملاق الكوميديا المصري نجيب الريحاني في فيلمه " سلامة في خير هو يخاطب جاره " إذا لم تكن لي و الزمان ترللي / فلا خير فيك و الزمان شرم برم " .

و يبدو أن قدرنا أن نعيش عصر الكوميديا السوداء أو أن يراهن البعض منا على الأخص الوزراء الكتّاب الزملاء على أن الشعب الكويتي له ذاكرة " Gold fish " و هي بالمناسبة السمكة الذهبية اللون التي تدور في حلقات مفرغة في حوض الماء الزجاجي ، و يقول العلماء أن ذاكرة هذا النوع من السمك يبلغ جزء من الثانية ..

و يا ناخبي الكويت ، " و يا حكومة الحكومة " التي تعين الوزراء ، لتكن ذاكرتكم أقوى بقليل من ذاكرة " السمكة الذهبية " ، نقول ذلك و نحن نستحلفكم بالله و ليس غير ذلك ..... .

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com