الأحد، 29 يونيو 2008

أما آن أوان الارتحال؟

الــــرقيـــــــــــــب :-

أما آن أوان الارتحال؟

لم أشعر بالغربة في حياتي كما أشعر الآن، وشعرت بالضيق رغم اتساع قفر الصحراء وملح البحر وغبار السماء، وفقدت أمل التفكير بالغد وصحوت من حلم كنت أحسبه حقيقة، وأضحت الاصوات التي تقرع سمعي نشازا وصراخا وهباء يتردد في أوقات مختلفة وبأصوات عديدة من شخوص كانت هي زارعة الأمل، فأصبحت حاصدة الفرح والابتسامة، فكم هو محزن ان نجد الأقرباء هم الأكثر غربة عنا، والوجوه التي ألفناها أصبحت مجرد خيالات لا ملامح أو تعبيرات تميزها، أشعر بالغربة حين اسمع صوتاً إنسانياً ينادي بإلغاء انسانيتي وحقي في الفرح والحلم والتفكير والانطلاق. أشعر بالضياع وأنا أرى أرض الكويت الصغيرة تفتقر إلى حماية أبنائها في مالها وجوّها وبيئتها وحريتها وانفتاحها، تعتريني أسارير حزن عميق ليس لما أراه وأسمعه، بل لعجزي عجز القادر عن اصلاح ذلك، ورغم وجود الاشكال المؤسسة لأي دولة من سلطات، الا أنه يبدو انها مجرد ديكور شكلي لارضاء الخارج دون الداخل، وشعرت بالمهانة والاهانة أكثر حين اعتبرتنا دولتنا مجرد رعايا، لا شركاء، يتفضلون علينا بالعيش والسكن من خلال ملء البطون وزيادة الارصدة من دون استفزاز العقل الكويتي لزيادة الابداع وتحفيز الذات لمسح الغبار عن وجه الكويت، هذا الوجه الجميل الذي كان إشعاعاً من نور منذ الأربعينيات حتى أوصلتنا الردة الدينية منذ السبعينيات إلى ما نحن فيه الآن، عتبي ليس على هذه التيارات الدينية بل على ولاة الأمر فينا حين يتم اخضاع الاعلام والتربية والاقتصاد إلى من لا يؤمنون بها، ولم أشعر بخطر ذلك إلا حين رأيت القوم يحرصون على التكالب على الاحتماء بإرثهم العائلي أو الطائفي أو القبلي بتشجيع من الدولة التي تعتقد انها تحمي ذاتها من شعبها.. حسرتي على ذلك تجعلني دوماً أفكر بحزن.. في عنوان هذا المقال
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

السبت، 28 يونيو 2008

سَلَقَ.. سَرَقَ.. ما الفرق؟

ثمانية عشر نائبا من نوائب الامة صوتوا بالامس لقضاء اجازة صيف مدفوعة في دول العالم التي ليس بها لجنة الظواهر السلبية أو لا يتمتع شعبها بالضوابط الثلاثة عشر ـ سيئة الذكر ـ بل حتى رئيس المجلس الذي لا يسمح باعتماد ميزانية شركة صغيرة من شركاته دون تدقيق وتمحيص من أكثر من مراقب مالي، ولكنه يوافق على ميزانية بها من الثقوب اكثر من تلك الموجودة في الجبنة السويسرية! ومع ذلك لماذا نعتقد بسوء نية الحكومة ونحن نرى المليارات بدلا من الملايين تصرف دون تدقيق ودون هدف؟ فالحكومة تراهن على الوعي النيابي والوعي الشعبي الغائب، فتعطيهم الميزانيات لاعتمادها في اخر يوم قبل الاجازة وفي خلال ساعات تسلق الميزانية التي سبق طبخها على نار هادئة من قبل، ولعمري كأنني ارى «حكومة الحكم» وهي تضحك ملء افواهها حين تعبر عن لسان الحال بأن النواب يقولون ما يشاؤون ونحن نفعل ما نريد وهي معادلة أثبت التاريخ السياسي الكويتي نجاحها على حساب المال العام دوما!
ومع ذلك لم نستغرب ما يحدث، فطعم مرارة المجلس السابق مازالت باقية في الفم.. فكيف يستطيع مجلس الفرعيات والاموال السياسية والتعدي على القوانين ان يطالب بشيء ويعمل ضده؟ صحيح كيف؟
ويا نوائب المجلس، لقد اوصلتمونا او كدتم الى الايمان بأنكم «ممشة الزفر» التي تعلق عليها حكومة الحكم افعالها، فلا طبتم ولا طابت عطلتكم المدفوعة من اموالنا.

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الخميس، 26 يونيو 2008

زاد المـــاي علـى الطحيـن ..

ببساطه شديدة ، أمسكت الآلة الحاسبة و وضعت ما يلي :

أولا" : خمسة و عشرون ألف برميل نفط يوميا" منحه مجانية إلي الأردن ، و بسعر مائة و ثلاثون دولارا" للبرميل أي ما مقداره ثلاثة ملايين و ربع المليون دولار أي بما يساوي مليون دينار كويتي يوميا" و مع ذلك تعلن جماعة الإخوان المسلمين الأردنية وجود مناطق منكوبة بالفقر بالأردن بنسبة 73% ( تقرير نشرته القبس أمس ) .

ثانيا" : خمسون مليون دينار كويتي تدفع سنويا" إلي مملكة البحرين كمعونة و هبه لا ترد .

ثالثا" : مائة مليون دولار منحت كهبه إلي الأردن وفق تقرير ديوان المحاسبة .

رابعا" : خسارة مليار و نصف المليار دولار في مضاربات هيئة الإستثمار بسبب أزمة الرهونات العقارية في أمريكا .

خامسا" : مائة مليون دولار من الكويت لإنشاء صندوق الحياة الكريمة لدول أفريقيا .

سادسا" : قرض من الصندوق الكويتي لسوريا بستة ملايين دينار لإنشاء طريق سريع .

سابعا" : قرض آخر من ذات الصندوق - سيء الذكر – إلي مصر بمبلغ خمسة و عشرون مليون دولار لتقوية محطات الطاقة الكهربائية في شمال مصر ( المارينا ) .

ثامنا" : إقرار زيادة الخمسون دينارا" لأهل الكويت .

تاسعا" : إقرار صندوق المعسرين بميزانية خمسمائة مليون دينار .

عاشرا" : تكلفة سكرتاريا النواب خمسة عشر مليون دينار سنويا" بمعدل خمسة عشر سكرتيرا" لكل نائب .

أحد عشر : استثناءات سمحت بها لجنة المناقصات المركزية بمبلغ اثنين و عشرون مليون دينار كمصاريف لرئاسة الوزراء الكويتية ، و التي أحليت إلي ديوان المحاسبة بالأمس .

اثني عشر : إعطاء عقد المصفاة الرابعة لخمسة أشخاص بقيمة تبلغ ثمانية مليارات دولار دون طرحها في مناقصة علنية ، و تغيير موقع المصفاة بتكلفه أكثر من مائة مليون دينار لإرضاء دولة شقيقة .

ثلاث عشر : إقرار مبلغ ستمائة مليون دينار لشراء طائرات جديدة لمؤسسة الخطوط الكويتية قبل تخصيصها المقرر خلال عشرة أشهر حسب وعد وزير المواصلات و تقاعس الوزارة عن تحصيل أكثر من مائة مليون دينار من جهات مختلفة حسب تقرير ديوان المحاسبة .

و استهداء بسابقة الثلاث عشر ضابط للفرح ، فقد قررت أن أقف عند ذلك الحد حتى نضيف ثلاثة عشر سببا" جديدا" للقهر و التحلطم و التشّره ، فلا يوجد أي تحرك مكن أية جهة مدنية أو شعبية أو إعلامية لكشف هذا الهدر المالي ...

و مع ذلك لازلنا نطمع في من يملك معلومات عن هذا الهدر المالي أن يزودنا بها حتى يزداد القهر مرات أخرى ....( بضم الألف ) .

للرقيب كلمة :

تذكير للنائب محمد الصقر بأن المادة الرابعة من قانون إنشاء المحكمة الدستورية تجيز " لمجلس الأمة أو مجلس الوزراء اللجوء إلي المحكمة الدستورية " و هو تصحيح لما أورده النائب الفاضل خلال التجمع الجماهيري أمس بأن قرار إحالة إنشاء اللجان إلي المحكمة الدستورية هو من إختصاص الحكومة ، و يبدو أننا بحاجة إلي المزيد من الثقافة الدستورية لنواب الأمة .

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأحد، 22 يونيو 2008

شعــر .. أشعــار .. شعـيــريــات..

الــــرقيـــــــــــــب :-
شعــر .. أشعــار .. شعـيــريــات..
الشعر العراقي أغلبه مسموع و إذا كتب فأنت تحتاج إلي قاموس عربي – عراقي ، لفك الخط و فهم التركيبات اللغوية فيه ، و أغلب الشعر هو ما يعاقب عليه قانون المطبوعات في أية دولة عربية ، و لنقرأ مثلا" أغنية شاعت و انتشرت في العهد البائد لحزب البعث و زعيمه المقبور صدام ، حيث تقول كلماتها :
¡ " بيت بيت زار الشعب ....... ما بين بوجهه التعب .. "
و هي أغنية رددها مطرب مغمور اسمه وردان البصري ، و بحس الفكاهة الأسود لدى العراقيين تم استبدال كلمة زار بكلمة بذيئة ، يقابلها استبدال كلمة " بوجهه " في الشطر الثاني بكلمة أكثر بذاءة منها .. و هناك مجال خصب للعقل العربي بأن يضع ما يشاء بشأنها..!؟ .

ليس هذا فحسب بل أن الشاعر الشعبي معروف الرصافي في قصيدته الرائعة " يقولون " ، يورد فيها ردا" على من يستغل الدين الإسلامي لأغراض سياسية و منها ظهور فتوى قديمة تمنع حبس الهواء في إطارات العجلات بإعتباره حبسا" لنعمة الله ، و يقول في ذلك :
¡ " و إن كان ذنب المسلم اليوم جهله .... فماذا على الإسلام من جهل مسلم ؟ "
و رغم الكوميديا السوداوية في الشعر العراقي إلا أن فحول الشعر فيه مثل مظفر النواب و شاكر السياب و الجواهري و الزهاوي لديهم من الشعر الماجن و الهجاء الوضيع و الملحة و الطرفة ما لا يسمح المقال بنشره ، و لكنها دعوة لقراءة الوجه الأخر من هؤلاء الأدباء الذين شغل بهم الناس و انشغلوا به ، و مع ذلك مالنا لا نستذكر شعراء الكويت الأوائل و أبرزهم فهد بورسلي حين وصف الكويت بأنها الدار التي تنعم فيها أم أحمد العجّـافه ، و له أيضا" مداخلات إجتماعية لازال الجيل القديم يستذكرها و يضحك لها مثل بيت الشعر الذي قاله بحق أحد الرموز الإجتماعية القديمة :
¡" لو بغيت عبدالله ما يحوس .... عرّض له و ألبس كبّوس "
كناية عن التأثير الإنجليزي في ذلك الوقت ، أما هجائه الحاد الذي وصف به عائلتين معروفتين بالكويت بقوله :
¡ " أثر نسـل .... مثل نسـل ..... عـقل من غير غارية .. "
و كذلك حين تم وضعه ظلما" في مستشفى المجانين بعد شكوى القوم عليه ، لاسيما حين اتهامهم بأنهم : " باقوا دثرة الحوطه ....و هي .... محطوطه !

إنها قراءة للوجه الأخر من الشعر ، و إذا كان هناك من يتحرج مما ذكر ، فندعوهم لقراءة كتب العقد الفريد أو الأماني أو الأغاني للإصفهاني و مروج الذهب للمسعودي ، فقد اتضح لي أن قدامى الشعراء كانوا أكثر انفتاحا" و حرية في الوصف و القول و الفعل ...
و كان للشعر و الشعراء أيامهم و زمانهم ...
منــــع من النشــــــر في الصحـــــف
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الخميس، 19 يونيو 2008

19/6/61 عيــــد الإستقـــلال

خيبة أمل كبيرة أصابتني و أنا اسأل مجموعة من الأصدقاء عن ذكرى هذا التاريخ و المفاجأة أنه لم يستذكر أحد بأنه عيد الإستقلال الرسمي لدولة الكويت ، فأحدهم قال أنه عيد ميلاد زوجته و الله يسامحك يا صلاح ذكرتني فيه !! و الثاني ربط بين التاريخ و بين صعود البورصة العام الماضي بذات الوقت ، الثالث قال أنه يتمنى لو كان ولد في هذا اليوم حتى يكون عمره سبعة و أربعون عاما" بدلا" من تخطيه عامه الستون ! و إذا كان هذا حال النخبة من المثقفين و قادة الرأي ، فما بالكم بالشباب من الجنسين حيث لم يرد ذكر هذه المناسبة أو الإحتفال بها سواء من خلال الإذاعة أو التلفاز أو الصحافة أو حتى بيان تلقيه رئاسة الوزارة أو مجلس الأمة أو أية جهة تدين بوجودها و استمراريتها لعهد الإستقلال و والده و عرابه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح ؟ و هل هي عملية مقصودة أن تتناسى السلطة بكل فروعها هذه المناسبة دون أن نستغلها لتعزيز الولاء بين جيل الشباب و تذكيرهم بأن ماضيهم هو سبب حاضرهم و هو أٍساس لمستقبلهم ؟ لماذا لم توجه وزارة التربية في عهد وزرائها و وزيرتها لإستذكار هذا اليوم من خلال طابور الصباح أو مسرحيات أو أنشطة فنية تبرز فيها مواهب الطلاب في الشعر و الغناء و الموسيقى و النحت و الرسم و التمثيل و كلها توجه إلي هذه المناسبة لزرع و إحياء حب الوطن الذي أصبحت في حاجة ماسه إلي تأكيده بعد ازدياد الجرعة الطائفية و القبلية و المذهبية و هو نداء نوجهه إلي وزيرة التربية نورية الصبيح بإعادة إحياء دور المسرح المدرسي ، فنحن جيل المسارح ، و هي التي أسست مع الغناء و الموسيقى و التسامح عقلية أغلب جيلنا الحالي ، فمن منا لا يذكر إسقاطات مسرحية الكويت سنة 2000 ، و توقعها لما يحدث الآن من طفرة في المال و سوء في التوزيع ؟ و من منا لا يضحك حين يستذكر لقطات المبدع المرحوم خالد النفيسي في مسرحية " حامي الديار " حين رفض الوصاية على تصرفاته من ابن أخيه ، و قال له بصرخة مدوية الآية الكريمة " أنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء " ، نعم نحن جيل المسرح و نفخر بذلك و نتمنى أن يعود عهد المسارح ليكشف الزيف و واقع أليم وصلنا إليه بعد أن تدخل البعض حتى في ضحكنا و فرحنا ، و يا يوم الإستقلال سوف أحتفل بك اليوم ، و أشعل شمعة و أقرأ على ضوئها دستور الكويت ، و استمع إلي صوت الرائع عوض الدوخي في " وسط القلوب يا كويتنا ... وسط القلوب .."

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 18 يونيو 2008

شكـــرا" لصـاحـب السمـــو ...

جميل أن تتواصل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي فيما ينشر عنها، فقد تكلمنا وغيرنا كثيراً بشأن أدائها، ومع ذلك فلعلها بادرة خير، ونتمنى على كل مخترعينا الشباب أن يطالبوا بأن تقوم المؤسسة ليس فقط بما أوردته في ردها، بل أن تقوم بتسويق الاختراع تجاريا وتحمُّل كلفة الإنتاج الابتدائي حتى تغزو الاختراعات الكويتية العالم، أليس ذلك من صميم أعمال المؤسسة؟ وختاما لا أستطيع سوى ان اكشف انه لولا العطف السامي من صاحب السمو الامير رئيس مجلس ادارة المؤسسة ما كان هذا الرد ولا كانت هذه العناية من المؤسسة. وفيما يلي رد المؤسسة على ما نشر يوم الخميس 12 /6/ 2008: - بالإشارة إلى الى ما جاء في زاوية الكاتب صلاح الهاشم في جريدتكم في العدد (123 - ليوم الخميس 12 يونيو 2008) حول «تجاهل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لبعض الشباب المخترعين» نود أن نشير الى ان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، امير البلاد المفدى رئيس مجلس ادارة المؤسسة قد دأبت وبشكل مستمر على دعم المخترعين الكويتيين من الجنسين ومن كل الشرائح العمرية، حيث تقوم المؤسسة ومنذ سنوات عدة بتقديم الدعم الكامل لتبنّي الأفكار الإبداعية التي تصلح لتسجيلها كبراءات اختراع والقيام بالنيابة عن المخترعين بتسجيلها في مكاتب براءات الاختراع الاميركية او الاوروبية او في مكتب براءة الاختراع في مجلس التعاون. كما قامت المؤسسة في سنة 1999 بإنشاء المكتب الكويتي لرعاية المخترعين ومقره النادي العلمي الكويتي. ولا نبالغ إن قلنا إن تلقي طلبات تسجيل براءات الاختراع اصبح عملا يوميا من اعمال المؤسسة من خلال «برنامج دعم المخترعين»، حيث يقوم المخترعون الكويتيون بتقديم مشاريعهم للمؤسسة وتقوم المؤسسة بعد ذلك بتحمل جميع الاعباء الادارية والمالية والفنية لتقديم الطلبات ومتابعتها في المكاتب العالمية لتسجيل براءات الاختراع لحين صدور شهادات براءات الاختراع وتسلُّمها بعد ذلك ثم تسليمها الى صاحب العلاقة، وعندها تقوم المؤسسة كذلك بتقديم مكافأة مالية تشجيعية للمخترع، بالإضافة الى تحمل جميع تكاليف التسجيل التي قد تصل الى ما يزيد عن 15000 دولار اميركي، وإلى حينه بلغ عدد الطلبات التي قامت المؤسسة بتسجيلها في مكاتب الاختراعات العالمية اكثر من 150 طالباً قُبل البعض منها ورُفض البعض الآخر أو طلبات اخرى مازالت تحت الفحص والدراسة، وذلك حسب ما هو معمول به عالميا. كما تقوم المؤسسة كذلك بابتعاث المخترعين الحائزين على شهادات براءات اختراع للمشاركة في معارض الاختراعات العالمية على نفقتها كاملة، وقد حصل عدد كبير من المخترعين والمخترعات على عدد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وقد بلغ عدد الميداليات التي حصل عليها المخترعون الكويتيون المبتعثون من المؤسسة في المعارض العالمية إلى الآن حوالي 35 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية وميداليات خاصة. كل هذه الجهود التي تقوم بها المؤسسة هي في نطاق ما تهدف إليه لتشجيع المبدعين الكويتيين ورعايتهم ولتعزيز نشر المعرفة العلمية بين أوساط الجمهور.
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأحد، 15 يونيو 2008

إم ...بـــــاع ... الوطـــــن !!

الــــرقيـــــــــــــب :-
إم ...بـــــاع ... الوطـــــن !!

· وزير الخارجية .. المسؤول عن الصندوق الكويتي للتنمية ، نسأله عن سبب زيادة المصاريف العامة للصندوق من سبعة ملايين دينار عام 2006 إلي ثمانية عشر مليونا" في عام 2008 ؟ و أيضا" جدول رواتب العاملين فيه و الذي بلغ أحد عشر مليونا" عام 2008/2009 بعد أن كان سبعة ملايين عام 2007 ؟ المعلومات منشورة في الكويت اليوم بتاريخ 4/5/2008 الصفحة السابعة !! مال سايب تحت يد الحكومة ... يا قلبي لا تحزن !!

˜˜˜˜

· بلغت ميزانية الحملة الإعلامية لحركة سياسية دينية خمسة و ثلاثون مليون دينار ، و آخرها كتيب بورق مصقول و فاخر الطباعة يوزع مع الجرائد اليومية يبين فيه إنجازات الحركة ، ترى من أين لكم هذا ؟ و ما دور وزارة الشؤون النائمة في العسل لمراقبة ميزانيات الجمعيات الخيرية و الإسلامية لضمان عدم استخدام أموال المتبرعين للأمور السياسية ؟ ؟

˜˜˜˜

· الزميل الأستاذ عبدالله خلف ذكر معلومات غاية الخطورة في مقاله المنشور بالأمس 4/5/2008 في الوطن حول نائب سابق ارتكب فاحشة يهتز لها عرش الرحمن أثناء زيارة وفد برلماني إلي تركيا ، و تدخلت الحكومة للتستر على هذا النائب و تستر عليه رئيس مجلس الأمة السابق و المرشح الحالي في الدائرة الأولى ، و تستر عليه زملاؤه النواب ، كل هذا حتى يكون هذا النائب " مداس " ترتديه الحكومة وقتما تشاء ..؟ من المسؤول عن ذلك ؟

˜˜˜˜

· النائب السابق و المرشح الحالي سعدون العتيبي قال في لقاء تلفزيوني مباشر بأنه أنجز ثمانمائة و ثلاثة و ثمانون معاملة علاج بالخارج ، و حين سأله مقدم البرنامج كيف وافقت لك الحكومة على ذلك ؟ أجاب بابتسامة المنتصر هذي حكومة كلما تهاجمها " و تلّعن خيرها " يمشّون معاملاتك – ترى ما رأي رئيس الحكومة " الإصلاحي " في ذلك ؟؟

˜˜˜˜

· منحت الحكومة مليون دينار لإبن رئيس السلطة الفلسطينية ، ثم أعطت ملك الأردن منحة نفطية بقيمة مائة مليون دولار أثناء زيارته الأخيرة للكويت و تعهدت بمنح ثلاثمائة مليون دولار للسلطة الفلسطينية صرف منها حتى الآن ثمانون مليون ، و طلب ديوان رئيس الوزراء السماح له بصرف مبلغ يزيد عن خمسة عشر مليون دينار لشراء هدايا و بدلات سفر و خلافه – كما ورد في خطاب الطلب – و مؤسسة نفط الكويت تهدر نفطا" بقيمة ستة ملايين دينار – بسبب خلل فني ، و مدير عام مؤسسة البترول يحفظ قضايا ذات صلة بالمال العام ، و ما سلف هو حصاد بسيط لما نشرته الصحف و منتديات الإنترنت ، ترى لماذا لا يثير المرشحون هذه الأمور بدلا" من التشدق بإفتتاح مسنة بحريه ؟ أو المسئولية التي يرفعها البعض شعارا" له ؟


˜˜˜˜

· نطلب من كل ناخب أن يسأل المرشحين الحاليين و النواب السابقين عن عدد الرحلات الرسمية التي قاموا بها طيلة فترة عضويتهم ، و إجمالي المبالغ المصروفة لهم البالغة ثلاثمائة دينار في اليوم ، و أسباب السفر؟ و هل تمت بناء على دعوات موجهه أم طلبات خاصة و الدول التي ذهبوا إليها و تاريخ الرحلات ، و التقارير حول نتائج هذه الرحلات .. أضحك كثيرا" حين أتخيل وجه سندباد الروضة و هو مطالب بهذه المعلومات ...!!

˜˜˜˜

· كم هو الإنتاج اليومي الفعلي للنفط الكويتي ؟ و ما مقدار الإحتياطي الموجود ؟ و كم قيمة برميل النفط يوميا" ؟ و من يتسلم الأموال ؟ و من له حق تخفيض الإنتاج اليومي ؟ أسئلة يملك الإجابة عنها شخص واحد فقط ... بالمناسبة ليس شيخ ..... فهل عرفتموه ..؟؟

˜˜˜˜


صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الجمــع بيـن حـلاليــن ... حــلال ...

الــــرقيـــــــــــــب :-
الجمــع بيـن حـلاليــن ... حــلال ...
لازلت استذكر بكل احترام و حب قول الأستاذ الدكتور عثمان عبدالملك – يرحمه الله - أثناء محاضرة الدستوري حين إحتد على سؤال افتراضي سأله أحد الزملاء فأجابه : " لا تسمحوا لأحد بأن يعبث في عقولكم ، فهي نعمة الخالق و ليست هبه من مخلوق " ، و على هدى هذه الجملة و إرشادها حرصت دوما" على اختيار القضايا التي تشغل العقل و تحفز التفكير و تطلق العنان للإجتهاد ، و من ضمن هذه القضايا التي أعتز بها كثيرا" ، قضية رفعناها عام 2001 و هي الطلب بصحة و نفاذ وصية تجاوزت حدود الثلث ، و قبل أن أقبل هذه القضية رجعت إلي كتب الفقه و التفسير و قبلهم إلي القرآن الكريم و الحديث الشريف ، و قرأت بكل تمعن الكتاب القيم و الرائع للدكتور الفقيه محمد شحرور بعنوان " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي " – فقه المرأة – الوصية و الإرث – القوامة و التعددية - اللباس " ، و وجدت أن هذا الفقيه أثار فكرة الوصية مستندا" على القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة ، و استندت في صحيفة الدعوى التي رفعناها إلي فقرات عديدة من كتابه منها و أهمها :
" ابتداء نود التأكيد على قضية رئيسية أولى و هي أن من رحمة الله على عبيده أنه لم يغلق باب الإجتهاد و التفسير ، و جعل البحث في معاني القرآن الكريم و آياته و سورة المعجزات سبيلا" لفهم أحكام هذا الدين العظيم و مدى إنطباق الواقع المعاش على هذه التعاليم السامية و الثابتة " .

و رغم أن الجاري عمله هنا في الكويت و من خلال وزارة العدل هو الإستناد إلي حديث أحاد هو " لا وصية لوارث " و أيضا" حديث نبوي صحيح ما معناه أن الوصية في حدود الثلث و الثلث كثير ، و في سياق ذلك يقول الدكتور شحرور في مؤلفه القيم ، بأن هذا الحديث يجب أن يؤخذ على جواز الوصية أولا" قبل الإرث بإعتبارها حلالا" مشروعا" ، أما تحديد النسبة و مقدارها فهو جمع بين الحلال و الحلال أي الوصية و النسبة و بالتالي يجب أن ينظر لها من باب الآيات القرآنية الكريمة الخاصة بالوصية و التي بلغت عشر آيات و آيات الإرث ثلاثا" ، مما يؤكد أهمية الوصية و ضرورة شرحها و تأصيلها .

و مع ذلك كله – يسترسل الدكتور شحرور – فنحن نجد الفقه المطبق اليوم ليعطي الأولوية المطلقة للإرث و أحكامه و ليس للوصية و أحكامها ، بل و يصر الفقه الحالي على نسخ آيات الوصية القرآنية و بخاصة قوله تعالى : " الوصية للوالدين و الأقربين " بحديث أحاد منقطع رواه أهل المغازي هو " لا وصية لوارث " ، رغم وضوح الآية بإعتبار حق الوالدين و الأقربين في الوصية .

كما يخلط الفقه المطبق الآن بين مفهومي الحظ و النصيب فيعتبرهما واحدا" رغم أن النصيب هو حصة الإنسان في الوصية " للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون " – النساء – أما الحظ فهو ما يصيب الإنسان من الإرث ، و هو إجتهاد و تفسير من الدكتور شحرور يلقى له تأييدا" في القرآن الكريم و الفقه الإسلامي .

و قد استرسلنا في الحديث في صحيفة الدعوى ، و قدمنا نسخة من الكتاب إلي كل دائرة نظرت القضية ، و أحيلت القضية إلي نيابة التمييز في الأحوال الشخصية و قدمت مذكرتها حيث أوردت فيها أنه لا يجوز أن تتجاوز الوصية عن الثلث إلا بإجازة الورثة أو بعضهم ، و بالتالي فقد كان دفاعنا آنذاك ، بأنه إذا كان يجوز تجاوز الثلث بإجازة الورثة ، فإن المسألة إذا" ليست داخله في نطاق التحريم و الحلال ، و إذا كان الجمع بين الوصية و موافقة الورثة أو بعضهم تجيز ذلك ، فالأمر ينبغي أن يؤخذ على إطلاقه بإجازة الوصية وفق الآيات القرآنية العشر الخاصة بالوصية ، ثم إن العقل هو نعمة الله على عبيده فإذا كان الدين الإسلامي أجاز لمالك المال وهبه و منحه و إعطائه في حياته لمن يشاء دون تقييد ، فلماذا نجعل عليه قيدا" في تصرف الوصية و هو التصرف بعد الموت ؟؟

أسئلة عديدة طرحناها في هذه الدعوى و كانت بحق من القضايا المميزة التي لازلت استذكرها ، و لازلت انتظر جدلا" من المتخصصين لإثراء الحوار حول هذه القضية التي تهم الكثير ....

و قد يسأل بعضكم عن الحكم و منطوقة و أسبابه ، و هذه قصة و للقصة قصة أخرى ...

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

الـضــــرب علـى قفـــــا المصــــريين

الــــرقيـــــــــــــب :-
الـضــــرب علـى قفـــــا المصــــريين
عمر عفيفي ضابط شرطة مصري سابق متقاعد ، قام بتأليف كتاب مثير للجدل في مصر من واقع تجربته العملية و التي عايشها طيلة فترة عمله في مخافر الشرطة و يبدو أن عنوان الكتاب " علشان ما تنضربش على قفاك " قد أثار جدلا" واسعا" في مصر المحروسه ، فالقفا عند المصريين له معاني عديدة مرتبطة بالشرف و الكرامة و الإعتزاز بالنفس ، بل يوصف الشخص الضعيف العاجز على حماية حقوقه بأنه " ينضرب على قفاه " أو يقال عن المتعوس اللي إتلم على خايب الرجاء بأن " قفاه يقمر عيش " و التقمير باللهجة المصرية هو تسخين رغيف العيش و هو كناية عن سخونية القفا حين يضرب و بشدة ، الضابط المتقاعد هرب إلي أمريكا بعد أن فوجئ باستدعائه من جهات الأمن المصرية التي اعتقدت بأن الكتاب قد أساء إليها بشدة ، و من المفارقة المضحكة و السخرية المريره بأن الكتاب رغم أنه يهدف إلي توعية المواطن المصري بحقوقه القانونية و الدستورية إلا أن جمعه من المكتبات و مصادرته من الرفوف قد تم بدون أمر قضائي كما صرح بذلك مؤلفه لقناة العربية و هو انتهاك لحقوق مؤلف أراد منع إنتهاك حقوق الآخرين !! ، الكتاب مكتوب على صيغة سؤال و جواب ، و هو يخاطب الفئة الغلبانه و الغير متعلمة و الأمية ، بل يهدف هذا الكتاب إلي التوعية بحقوق الناس الدستورية و القانونية ، و يحمي كرامتهم التي تصدت لها الأحكام القضائية المصرية و آخرها تجريم بعض ضباط الأمن الذين اتهموا بإنتهاك حقوق الإنسان في مصر ، و يبدو أن تنوير المواطن العربي بحقوقه و واجباته خاصة تجاه التعامل الأمني هو هاجس و بعبع كل وزارات الداخلية العربية بدون إستثناء ، أطرف ما في الموضوع أن المؤلف المصري بصدد كتابة مؤلفه الثاني الخاص بتوضيح حقوق المواطن السياسية وفق الدستور و القانون ، و الأطرف هو اختياره عنوان الكتاب الجديد " علشان ما تنضربش على قفاك ... ...مرتين !! "
بالمناسبة حتى تاريخه لم يتم إعلان أو نشر أو إذاعة الإتفاقية الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي ، و لم يتسن لأي فرد من دول مجلس التعاون الخليجي المعنية بتطبيق هذه الإتفاقية عليهم ، لم يتسن لنا الإطلاع عليها بل لم نجد أي مرشح أو ناشط سياسي ، أو عضو جمعية حقوق إنسان أو صحيفة تتطرق إلي هذا الموضوع ترى هل هي توطئه لكي ُيضرب المواطن الخليجي على قفاه ... هو أيضا" ؟؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 9 يونيو 2008

رسـالـة إلـي أحمـد الكليـب...

رسـالـة إلـي أحمـد الكليـب
رئيس لجنة المناقصات المركزية

الأخ الكريم / بوخالد ...
في عام 1992 خضت انتخابات مجلس الأمة ، و كانت شعاراتك الإنتخابية و ندواتك تركز مع أشياء أخرى على ضرورة حماية المال العام من عبث العابثين – و هم كثر – بل أذكر و في حوار معك في مقرك الإنتخابي المجاور لمخيم المرحوم سامي المنيس ، أنك قلت أن خوفك على المال العام يأتي من القائمين عليه و ليس من مستلميه ، و هي جملة يبدو أنها وضعت الإصبع على الجرح في ذاك الزمان ، و هذا الزمان .

الأخ : بو خالد ... تنقلت بين مناصب عدة من عضوية مجلس الأمة إلي وزير إلي سفير ثم عدت محملا" بأمانة أثقل هي رئاسة لجنة مفصلية و مركزية تعطي الشرعية للمصاريف الملايينيه في حكومة دولة الكويت ، و يبدو أن البعض أراد أن تكون ممارساتك العملية ليست بالمهنية المطلوبة منك وفق القانون رقم 37/1964 بشأن المناقصات العامة و القوانين المعدلة له ، و تحضرني هنا ممارستين أطلب منك بإعتباري صديقا" و جارا" في منطقة العديلية و مواطنا" ائتمناه على أموالنا العامة أن تبرر لي ما يلي : -

أولا" : نشر النائب أحمد المليفي على موقعه الإليكتروني و أورد في ندواته الإنتخابية اتهامات إلي رئيس الوزراء بشأن طلبه استثناء ميزانية معينة لديوان الرئاسة بمبالغ تصل إلي أكثر من اثنين و عشرون مليون دينار ، و نشر هذه الطلبات معززا" بالمستندات و ذلك تحت بند شراء هدايا و بدلات و خلافه .... ، و تمت الموافقة في عهدكم الميمون على هذه الإستثناءات الكبيرة دون بيان السبب ، و ها نحن نطلب منك تفسيرا" لها ، فإن كان جزء منها تم في عهدك فما سبب موافقتك عليها . و إذا كانت في العهد السابق فلماذا سكت عليها و لم تعالجها ؟

ثانيا" : لازال القرار رقم 1/2005 بشأن تعديل قرار المجلس الأعلى للبترول رقم 5/1979 بشأن تنظيم المناقصات البترولية ، هذا القرار الكارثة لازال معمولا" به ، و هو الذي يعطى استثناء لا أساس له ، و مخالف لأبسط القواعد القانونية للشركات النفطية بأن تشتري مباشرة و بدون اللجوء إلي لجنة المناقصات المركزية بحدود خمسة ملايين دينار في مخالفة واضحة لقانون المناقصات ، و السؤال البريء الذي نوجهه لك ، إذا كان هذا التعديل قد تم في غير عهدك – و هو كذلك – فلماذا لم تحاول تعديله أو تصحيح هذا الوضع المخالف لقانون تعمل أنت من خلاله ؟ و هل عجزت الإدارة القانونية لديك – إن وجدت – على تبرير أو تفسير ذلك ؟ أم أن المثل المصري الجميل " العين ما تعلاش على الحاجب " هو الشعار الجديد للجنة المناقصات المركزية في حكومة دولة الكويت الرمزية !..؟

و بإنتظار الإجابة دون أن نطرحها في مناقصة علنية ..!!


صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 4 يونيو 2008

العلـم و الـديـن .. من يكمــلّ من ..؟

الــــرقيـــــــــــــب :-
العلـم و الـديـن .. من يكمــلّ من ..؟
بعد التحرير مباشرة ، قمنا بصفتنا وكلاء عن دكتورة بولندية برفع دعوى ضد وزارة الصحة الكويتية للمطالبة بصرف رواتبها أثناء فترة الغزو العراقي حيث كانت تزاول عملها في مستشفى العدان ، و رغم وعود الحكومة بصرف هذه المستحقات أثناء الغزو إلا أن كل هذه الوعود قد تبخرت بعد التحرير في ظاهرة نكران و جحود للجميل لم يشهد لها تاريخ الكويت مثيلا" ، و قد أصدرت محكمة التمييز آنذاك حكمها الرائع في 15/1/2001 في الدعوى رقم 520/2000 تجاري بإلزام وزارة الصحة بصرف مستحقات هذه الدكتورة على سند من بقائها على رأس عملها طيلة أشهر الغزو البغيضة ، و واجهتنا صعوبات عدة في تنفيذ هذا الحكم و هي قصة لها قصة أخرى ، و تمر السنوات حتى أصدرت دائرة تمييز أخرى مبدأ يخالف المبدأ السابق في ظاهرة غير اعتيادية لاسيما حينما لم يتم تطبيق نص المادة الرابعة الفقرة الثانية من القانون رقم 23/1990 بشأن تنظيم القضاء التي نصت على أنه : " .... إذا رأت إحدى دوائر محكمة التمييز العدول عن مبدأ قانوني قررته أحكام سابقة صادرة منها أو من دوائر أخرى أحالت الدعوى إلي هيئة تشكل من أحد عشر مستشارا" من مستشاري المحكمة يختارهم الرئيس ... و تصدر الأحكام بغالبية الآراء ..." ، و بالتالي و من واقع الأمر لم يتم تفعيل هذه المادة و أضحت هناك دوائر تصدر مبادئ متناقضة مع بعضها البعض مما يستلزم تطبيق هذه المادة و تفعيلها ، هذه واحدة ، و الثانية ، و بحكم التخصص فقد قرأت بتمعن حكم دائرة التمييز الصادر في 13/6/2004 و المنشور في جريدة الوطن يوم أمس الثلاثاء و الذي يعتبر أن : " البصمة الوراثية أو DNA " ليست دليلا" شرعيا" على ثبوت النسب أو نفيه ، و هو مبدأ خطير يتعارض مع أحكام سابقة لدوائر التمييز بشأن ذات الموضوع لاسيما فيما يتعلق بغير محددي الجنسية و ذلك نتيجة لعدم تفعيل المادة سالفة الذكر ، و هذه ثانية ، و الثالثة ، أن الحكم الأخير أورد أن نتيجة التحليل للحمض النووي و إن أثبت بالدليل العلمي القاطع عدم صحة نسب من يدعي إلي والده ، إلا أن المحكمة اعتبرت أن هذا التقدم العلمي الجبار يصطدم بفقه ابن مالك الذي يقرر " ... أن النسب يثبت في جانب الرجل بالفراش و الإقرار و النيّة " ، و رغم أن القرآن الكريم حث على طلب العلم و التزود منه بل أن الآية الكريمة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " قد قطعت القول على ضرورة أن يكون العلم الذي لا يصطدم مع العقل أو العادة كما نصت المادة 173 من قانون الأحوال الشخصية 51/1984 ، بل و حتى لا نتجاوز حقوق النقد الموضوعي فإننا نذكر أنفسنا و الغير بنص المادة 168 من ذات القانون ( الأحوال الشخصية ) و التي تنص على : " .... لا يثبت النسب من الرجل إذا ثبت أنه غير مخصب أو لا يمكن أن يأتي منه الولد لمانع خلقي أو مرضي ... "

- و غني عن القول بأن الحمض النووي يدخل حصريا" ضمن المانع المرضي الذي يثبت الإخصاب من عدمه أو أن يكون الإخصاب قد تأكد علميا" بعدم إمكانية حدوثه أو استحالته وفقا" للعلم الحديث ... نقول هذا ... و نكتفي .!!

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

البعــره تــدل علـى البعيـــر

الآن و بعد أن خف الرمي ، و هدأت الأصوات ، و تضاحك القوم خلف الستار لا أمامه ! لنحاول التفكير معا" بصوت عال ، و لنحدد عوامل عدة تواجدت أو خلقت أو خطط لها خلال الثلاثة شهور الأخيرة .
أولا" : مع كل انتقادنا للحكومة – أي حكومة – إلا أننا يجب أن نعترف بأن المخططين و المستشارين لها ليسوا أغبياء بدرجة ما يريدوننا أن نعتقد .
ثانيا" : لا يوجد هناك إيمان حقيقي من حكومة الحكم بأهمية المشاركة الشعبية و يعتبرونها خطأ تاريخي يجب تصحيحه .
ثالثا" : وجوده استمرار الكويت تحت المجهر الدولي الداعم للديمقراطية و المشاركة الشعبية .
رابعا" : خوف الولايات المتحدة و أوربا من تغلغل التيار الديني في مؤسسات المجتمعات المدنية مثل المجالس المنتخبة أو جمعيات النفع العام بل حتى وصولهم إلي الحكم ، و لهم في مصر و الجزائر و السودان و أفغانستان و إيران المثال أو الأمثولة البارزة .
خامسا" : طريقة تشكيل الوزارة الأخيرة كما نشرتها الصحف و لم ينفها رئيس الوزراء أو مستشاريه من حيث كون الإختيار تركز على القبيلة و تنويعاتها بدلا" من الكفاءة و الأهلية ، و يؤكد ذلك دكتور طبيب و هو صحافي زميل بذات الوقت حين يؤكد ورود مكالمة هاتفية من ديوان الرئيس يطلب فيها دكتور طبيب من قبيلة معينة لتعيينه وزيرا" للصحة و قد تم الإتصال بمكتب الدكتور في كلية الطب .
سادسا" : إعادة الوزراء الذين قدموا استقالاتهم بحجة عدم إمكانية التعاون مع المجلس السابق .
سابعا" : تعيين وزير متهم في قضية تأبين مغنيه و كأن الهدف هو إغضاب التيار الديني المتطرف .
ثامنا" : تعيين وزيرة أخرى ذات اتجاه ليبرالي على أمل إضافة بعض الإثارة في العمل النيابي .
تاسعا" : تعمد إغفال إعلان النتائج النهائية للمرشحين و تسريب أخبار التضارب في عدد الأصوات و خلق عدو وهمي للمرشحين و الشركة الخاصة ذات الهواتف الهزازة ، مما جعل عدد الطعون الإنتخابية يرتفع ليصل إلي أكثر من تسعة و عشرون طعنا" واحد منها يكفي لإلغاء كل نتائج الإنتخابات و إعادتها إذا كان حساب حقل الحكومة لا يطابق حساب البيدر الديمقراطي .
عاشرا" : المراهنة على الغضب الشعبي بسبب ممارسات بعض النواب ، و قلة الثقافة الدستورية و القانونية عند العديد من القيادات السياسية و الشعبية و الديوانيات ، و هو مناخ جرى إعداده بصورة هادئة و مستمرة منذ مدة و يبدو أنه آن أوان استغلاله .

و ذلك فتوقعاتي الأكثر تفاؤلا" أن هذا المجلس لن يستمر بأطول مما استمر سابقه ، و لكن الحل القادم سيكون حلا" غير دستوريا" ، و سوف يشفع للحكومة آنذاك أن تحصل على بركات الغرب و تأييده لفترة مراجعة دستورية قد تطول بسبب الخوف من البعبع الديني ، و يبدو و يالسخرية القدر أن المصالح اجتمعت و إن إختلفت الأهداف ، ويبقى الخاسر الوحيد هو الكويت شعبا" و موارد و مستقبل !!!


للرقيب كلمة :
وردني رد من السيد / هشام النوري مدير التكنولوجيا و المعلومات في شركة نفط الكويت بشأن الموضوع الخاص بالمجلس الأعلى للبترول ، و سوف نقوم بالرد عليه لاحقا" ، و مع ذلك لم أفهم لماذا أورد السيد النوري في ختام رسالته " ... أن كل ما ذكرته لك في هذه الرسالة من واقع معايشة شخصية و ليس لأي من القيادات النفطية أي علم بهذا الرد " ..

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الاثنين، 2 يونيو 2008

بــــل خــذلــوك يــا صــاحــب السمــو

أصبح عرفا" جميلا" أن يكون النطق السامي قويا" و جريئا" و شفافا" دوما" في جلسات إفتتاح مجالس الأمة ، فمنذ عهد المغفور لهم الشيوخ عبدالله السالم و صباح السالم و جابر الأحمد و سعد العبدالله – يرحمهم الله جميعا" – كأن النطق السامي يحدد الأطر العريضة للعمل البرلماني و الحكومي ، و من يلحظ مفردات هذا النطق على إختلاف قائله يعلم يقينا" أن الحكومة و رئيسها و وفق المادة 55 من الدستور يتولون ممارسة سلطات الأمير و هي أمانة تقتضي حسن الإختيار للوزراء الذي يحملون شرف هذه الأمانة ، و لم يكتف الدستور بذلك بل أضاف في المادة 123 منه أن مجلس الوزراء هو المهيمن على مصالح الدولة و رسم السياسة العامة للدولة و الإشراف على سير العمل في الإدارات الحكومية ، و مع ذلك كانت مفردات خطاب صاحب السمو شديدة الوقع لاسيما حين ركز سموه على ضرورة أن لا تقوم السلطتان التشريعية و التنفيذية بخذلان الشعب الكويتي فالكويت لم تخذلهم من قبل ، و من أسف و من عجب أن كل الوقائع و الأحداث لاسيما فيما يتعلق بتشكيل الحكومة و إختيار شخوصها ، كان هو الخذلان المبين ليس للكويت و أهلها فحسب ، بل لرأس السلطات جميعا" و هو صاحب السمو الأمير ، و كم كنت أتمنى أن يقوم النواب الذين انسحبوا من جلسة القسم بتقديم اقتراح بعدم التعاون مع هذه الحكومة لولا عدم وجود العدد الكافي لذلك .

الخذلان الحكومي سوف يتسبب في أزمات سياسية قادمة قد تكون سببا" في أن يفقد الشعب الكويتي إيمانه بالديمقراطية و المشاركة الشعبية مما يجعلنا نعود إلي عصر لا يرغب أحدنا فيه .

و لو أنصفت الحكومة و رئيسها – و ما هي بمنصفه – لاتخذت من خطاب صاحب السمو الأمير إطارا" لخطتها الخمسيه التي يستلزم تقديمها بقانون و لتم وضع آلية تنفيذ تلزم بل و تعاقب من يتقاعس عن وضع أماني و أوامر صاحب السمو موضع التنفيذ ، و لا أجد أفضل من أن يكون مجلس الأمة رغم كل إختلافاته السياسية هو الرقيب على الأداء الحكومي في خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر من تاريخ إنعقاد جلسته القادمة و إلا فنحن نستحق أن يطبق علينا المثل القائل " كما تكونون يولى عليكم "

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الأحد، 1 يونيو 2008

ذكـريــات ملـونـه كالطيـّـف...

أواخر الخمسينيات .. أوائل الستينيات ، في حولي فريج الجناعات ، بيتنا القديم ، على زاوية الشارع المليء بالغبار ، و حين تختلط رائحة المطر مع رمل الطريق لتخلق رائحة لازالت استذكرها في شغاف القلب ، و قبل الأصيل كنت ترى قطيع الأغنام يسبقه غباره المتطاير ، و كوفية الشاوي " بو مناحي " تطير وراءه و هو يهش بعصاه عليهم ، و في ترتيب غريب تدلف كل شاة إلي بيتها دون إذن و دون إجبار و إلزام و كأنها قد تعبت من المسير طوال نهار قائظ لا تجد ما تأكله سوى بقايا العرفج و قطع من أكياس الإسمنت الجافة ، دون الحصول على قطرة ماء سوى ما يتركه المطر في النقع أو جريان الماء المستعمل من " مداعيب " البيوت إلي وسط الطريق ، استذكر حوش محمد خالد المطوع و هو يعرض الأفلام العربية على قماشه بيضاء كبيرة علقت على حائط الحوش قبل الليوان ، و استذكر أبطالا" على الشاشة مثل عنتر بن شداد و الفارس الأسود و رابحه ، و أفلام فريد الأطرش و الفاتنة سامية جمال التي ألحظ حين ظهورها على الشاشة تغامز الرجال و همسهم و ضحكاتهم المكبوتة و هم يقارنون ما يرونه بما لديهم في البيت !!!! جميلة هي الأجواء الحميمة بين أهل الفريج الواحد ، فلا نجد غربة في الدخول إلي أي منزل و أن نتناول الطعام معهم ، و تلهو و تلعب و تضحك ببراءة يمارسها الكبار قبل الصغار ، كانت الممازحة مسموحه ، و النيات طيبة ، و الذمم طاهرة ، كنت لا تشعر بالغربة و أنت تنتقل من فريج إلي آخر و كنت معروفا" لهم بالاسم ، و هم معروفون لك بالشكل و النسب و العائلة ، و حين تغيب الشمس كانت المطارح و الدواشق تفرش على الأسطح أو بالحوش ، و كان سلوانا هي عد النجوم قبل النوم ، و في أيام الرطوبة كان النوم على طرف السرير فترة حتى تبرد الجهة الأخرى و تنقلب عليها ، و كان الاستيقاظ من الفجر ، و يبدأ النهار جميلا" ، طويلا" نقضيه في اللعب و تدبير المقالب ، كانت أياما" جميلة ، تتراءى لي كخيال أو طيف من خيال ، ذكرى ملونه ، أشعر بضدها و أنا أشاهد أولاد اليوم ، و الغربة التي يعيشها الجار قرب جاره ، حين خربت الذمم و اتسعت الفرقة و تباعدت القلوب . +

إنها ذكريات و أيام ... فاتت و لن تعود ...

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com