الاثنين، 28 أبريل 2008

شمشـــــــــــــون الدمشقـــــــي

لماذا يعتقد بعض العرب أنهم بامتلاكهم السلاح النووي فإنهم سيأتون بما لم تأتي به الأوائل ؟ و لماذا تحرص هذه القيادات المليئة بالشعارات على أن تجعل شعبها تحت خط الفقر بمراحل فقط لكي تحوز على سلاح لن تستخدمه و لن تعلن حتى عن وجوده ، لاسيما مع وجود جار قوي يمتلك أكثر من مائتي قنبلة نووية جاهزة للإطلاق على مبدأ شمشون و دليله " عليّ و على أعدائي يا رب " ؟ ، فهل أصبح بعض العربان لدينا يشتاقون إلي شعر شمشون و غنج و دلال دليله أكثر من حرصهم على توفير الزيت و الخبز لسكان الحواري العتيقة ؟ هل يريدون إعادة مجد صلاح الدين و انتصاراته التي حققها بواسطة سيف و رمح وسهم ، و هل يعتقدون حقا" أن السلاح الذي كان بيد صلاح الدين و ليس اليد التي تمسكه هو الذي حقق انتصاره ؟ أي عزم و أي قوة يجدها نظام يخفي بناء أسلحته خوفا" في عالم تستطيع الأقمار الصناعية أن تعرف ماركة حذاء أي زعيم عربي ، و أن تجد من داخل النظام من يجمع لها فضلات الزعماء و القياديين لكي تحلل نسب السكر و الكولسترول و العروبة في دمائهم من قبل عدوهم ؟ الضمانة الأساسية لأي نظام – أعني و إياك و اسمعي يا جاره – ليس بالإستقواء بكوريا الشمالية أو بحبس المواطنين دون محاكمة أو إيداع أموال النفط لديها بأسماء الأنجال و الأبناء و الزوجات فالضمان الحقيقي هو في فتح شبابيك الحرية ، و إطلاق العصافير ، و ترك زهور الياسمين الدمشقي تتفتح ، و أن تعود أصوات النوافير و موسيقى المواويل و رائحة الحواري العتيقة بإعتبارها حقا" مكتسبا" لشعب لم يعش طيلة العقود الماضية إلا على الشعارات الفضفاضة و الأيديولوجيات الفارغة التي ثبت عمقها و خسارتها ، خاسر من يراهن على غياب الوعي الشعبي ، و خاسر من يراهن على تراخي المجتمع الدولي تجاه دول لا تشعر بالمسئولية الدولية عما تفعله ، فأصبحت بحاجة إلي ولي أمر دولي ليصحح ممارستها و يضربها على يدها حينا" و على قفاها دائما" حين تتجاوز قواعد العالم المتحضر .

قلبي على الشعوب العربية، أما أنظمتها التي تعتقد بأنها خارج التاريخ و الجغرافيا و الزمن فهي تكتب بيدها – لا بيد غيرها – تاريخ نهايتها.

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق