أعيش – ومثلي كثر – غربة في وطننا ، وهي غربة مريرة أساسها غياب صوت واضح وقوي يحدد الأخطاء ويضع العلاج ويتابع التنفيذ ، وقد طالت هذه الغربة أو أطالها بعض من كان يفترض بهم إزالتها أو حتى تقصيرها ، وبقى هذا الشعور حتى أتت كلمة صاحب السمو الأمير في العشر الأواخر ، فكانت هي التي أعادتنا من غربتناوأشعرتنا أن هناك وطناً جميلاً يضمنا إلي صدره ، ويربت بيده الحانية على رؤوسنا ، وتدمع عينا هذا الوطن حين يرى حالة ومآله من قبل من كان يفترض منه حمايته ورعايته كلام صاحب السمو ليس موجهاً لنا نحن المواطنين الغرباء سابقاً ، ولكنه موجه إلي من يمارس الأمير صلاحياته من خلالهم ونعني بهم كل هذه الحكومات المتعاقبة التي جعلت جرح الوطن ينزف دون أن تبادر حتى إلي محاولة وقف هذا النزيف ، هذا الكلام موجه إلي حكومات حرصت – وبخبث شديد – على مخالفة أوامر أميرية سابقة وحاليه عن سبق ترصد وإصرار يصل إلي حد التآمر على هوية وطن وولاء أفراده وتفريق صفوفهم ، فلازلنا نريد معرفة مفهوم الحكومات السابقة والحالية عن تفسيرها لجملة " حقوق الوطن " التي أوردها الخطاب السامي ، وحمايتها من " التفريط والإهمال " والبعد عن مظاهر " الهدر والإسراف " ، فحين نقرأ تقارير ديوان المحاسبة حول إهمال حقوق الوطن من قبل الحكومات الكويتية والحالية خصوصاً التقصير في تحصيل أموال الوطن وممارسة الهدر والإسراف في المشاريع وقضايا التنفيع ، وإهمال الشباب وطاقاتهم من خلال الإصرار على منع إقامة جامعة أخرى طيلة أكثر من ثلاثة عقود وإشغالهم باللهاث حول تأمين مستقبلهم أكثر من تنمية مواهبهم وطاقاتهم والإصرار الحالي على إنشاء متحف السيارات القديمة ، أو صرف رشاوى انتخابية بمبالغ طائلة أو الخلط بين المال العام والخاص في أسلوب يثير الاشمئزاز، كل هذه التصرفات تصطدم وتخالف رغبة أميرية سامية بضرورة الإصلاحونبذ الفساد وتنمية البشر قبل الحجر ، ومع ذلك ، يتساءل الكثيرون وأنا منهم ، وماذا بعد ؟ من هو المطالب بتنفيذ هذه الأوامر الأميرية السامية ؟ أليست هي الحكومة المختارة ؟ ولماذا لا يتم تفعيل الحديث النبوي الشريف الذي استشهد به صاحب السمو الأمير كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " من قبل كل مواطن يفترض به الصراخ لإيصال صوته بعد أن مللنا من الهمس و التحلطم وأتساءل مع المتسائلين وهم كثر ، لماذا لا يتم عمل غربله كاملة لهذه الحكومة وأعضائها وتحديد موعد زمني لهم للإصلاح وفق رؤية وأوامر صاحب السمو التي تكررت في أكثر من خطاب ومناسبة دون أن تحرك هذه الأوامر ساكناً لدى حكومة تعتقد أنها لتصريف الأعمال أكثر منها منفذه لرؤية طموحه يتمناها أميرنا وألا يحق لهذا الوطن وغربائه أن يتمنى تغييراً لهم بأشخاصهم وسياساتهم لضمان التطبيق الكامل لرغبات الأمير وأمنياته ، فالحكومة – أي حكومة – لا تستحق أن تبقى يوماً واحداً إذا كانت عاجزة عن تلبية طموحات شعبها وأوامر أميرها ،
قلنا وغيرنا الكثير ، وحين نتأمل الأوضاع القريبة والبعيدة عنا ، فإننا لا نجد عذراً لأي أحد بأن لا يبدأ بالإصلاح الفوري لشعب يستحق دوماً أن يشعر بالإنتماء لوطنه وأرضه ونظامه ، بدلاً من أن تقوم هذه الحكومة بزيادة شعور الغربة لدى مواطنيها . إنها كلمة ، و الكلمة أمانة ، وهي قد ألحت على كاتبها إلحاحاً لم يجد منها فكاكاً إلا أن يكتبها عسى أن تخفف شيئاً من غربة الوطن التي يشعر بها
قلنا وغيرنا الكثير ، وحين نتأمل الأوضاع القريبة والبعيدة عنا ، فإننا لا نجد عذراً لأي أحد بأن لا يبدأ بالإصلاح الفوري لشعب يستحق دوماً أن يشعر بالإنتماء لوطنه وأرضه ونظامه ، بدلاً من أن تقوم هذه الحكومة بزيادة شعور الغربة لدى مواطنيها . إنها كلمة ، و الكلمة أمانة ، وهي قد ألحت على كاتبها إلحاحاً لم يجد منها فكاكاً إلا أن يكتبها عسى أن تخفف شيئاً من غربة الوطن التي يشعر بها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق