سنة حميدة تلك التي استنها سمو الشيخ سالم العلي بصرف زكاة أمواله أو الهبة منها إلي الداخل الكويتي ، وكم كنت أتمنى أن يتسابق أفراد أسرة الحكم إلي عمل ذلك من أموالهم الخاصة ، سواء بإنشاء مستشفيات بأسمائهم أو حتى أجنحة في مستشفيات أو إنشاء مراكز أبحاث علمية ، أو تخصيص كراسي في الجامعات الكويتية لإستقطاب من لا تقبله الجامعة الحكومية مثل أبناء البدون ، فالإستثمار في البشر هو الأساس بعد أن فشلت الحكومات السابقة في الاستثمار حتى في الحجر .
●●●●●●●●●●●
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فقد نشرت إحصائية تبين أن إنتاج كوريا الجنوبية من السيارات بلغ ثمانية وثلاثون مليار دينار خلال العام الماضي فقط ، وماليزيا صدرت ما قيمته ستة مليارات دولار من الاليكترونيات خلال ذات الفترة ، أما تركيا فقد أنتجت ما قيمته أربعة عشر مليار من الملابس الجاهزة ، أمثلة صغيرة متناثرة ولكنها مؤثرة في معناها ، فكم كنت أتمنى أن تخصص مكرمة الشيخ سالم العلي لإنشاء جائزة سنوية لأفضل عشرة مخترعين كويتيين ، أو إنشاء جائزة أخرى لأفضل بحث علمي طبي أو زراعي أو بيئي ، أو أن يتم إنشاء مركز ثقافي تفخر به الكويت يحمل اسم الشيخ سالم العلي يحتوى على دار أوبرا ومكتبة ومسرح ، وقاعات لتعليم الأطفال استخدام الأجهزة الحديثة وتدريبهم ، وإبراز الموهوبين منهم توطئه لإبراز علماء المستقبل الكويتيين منهم ، فالصناعات والحرف اليدوية وإبراز المكنون الإنساني هو المطلوب وهو الدور الرئيسي للمال .
●●●●●●●●●●●
أيضا كان يمكن بهذه المنحة التي نتمنى أن تمتد بعدواها إلي باقي أفرع أسرة الخير الأسرة الحاكمة لكي يتسابقوا في توجيه زكوات أموالهم مع باقي عوائل الكويت التجارية ، إلي المبادرة بعمل ورشة عمل كبيرة في الكويت لكي يشارك الكل في تنمية هذه الدولة التي أعطتهم وأعطتنا الكثير وحان أوان رد الجميل لها ، وهناك العشرات من الأفكار التي تجعل من هذا المال وسيلة لتنمية تحتاجها الكويت الآن ... وليس غدا ... هذا إن كان هناك للكويت .....غد !!
●●●●●●●●●●●
أعجبتني مبادرة دولة قطر الشقيقة بالدعوة إلي " مؤتمر القمة العالمي للإبتكار في التعليم " ، وهي مبادرة تهدف إلي استقطاب كل الأفكار الجديدة في تقنية التعليم وسوف يتم استدعاء خبراء من كل أنحاء العالم لعرض تجاربهم حول الابتكار في التعليم بكل مراحله ، وما أحوجنا إلي أن تقوم جهات أهلية مثل مبادرة الشيخ سالم العلي أو القطاع الخاص بتوجيه أموالها أو جزء منها للقيام بالدور الإجتماعي للمال بدلا من منحه كعطايا وهبات حتى لو كانت نياتها طيبة .
●●●●●●●●●●●
حجم الأموال الخاصة التي هاجرت من الكويت خلال الثلاثة شهور الأخيرة بلغ ما يقارب ثلاثة مليارات دينار أي أكثر بقليل من عشرة مليار دولار ..... معلومة صغيرة يستطيع من يهمه الأمر أن يتأكد منها ... هذا إن اهتم..!!
●●●●●●●●●●
أيضا تتراكم مئات الملايين من الدنانير في ميزانية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، وهو مؤسسة بحثية يرأسها لأهميتها صاحب السمو الأمير ، فماذا فعلت هذه المؤسسة غير إصدار كتب ونشرات حتى الآن ؟ لماذا لا يتم كشف المواهب الشبابية الكويتية كل في مجاله وتخصصه والدفع به لكي يكون استثمارا ناجحا ؟ ما الذي فعلته هذه المؤسسة التي مارست كل الشيء خلال السنوات الماضية ما عدا ... البحث العلمي !!
●●●●●●●●●●●
معهد الكويت للأبحاث العلمية ... أقرأ الفقرة السابقة ، فهي تنطبق عليه تماما ماعدا نجاحه في استزراع الشعيطي .. مهجن من سمكة الشعم والسبيطي ، يقوم بذلك ويترك عمله في إيجاد مصادر طاقة بديلة من الشمس والرياح أو تشجيع الزراعة وفق التقنيات المتطورة ... ثم يتكلم عن الإتقان في العمل ..!!
●●●●●●●●●●
أين عبدالرحمن العوضي والدكتورة بدرية العوضي أستاذتي العزيزة في كلية الحقوق ، والناشطة البيئية ؟ ما دوركم في هذا التلوث الذي أصاب ويصيب بيئتنا البحرية والبرية وأين دور الشيخة أمثال الأحمد فيما يحدث من تلوث ، ولماذا لا ترصد الأموال والتقنية اليابانية التي أعطيناهم من أموالنا لإيجاد حلول لمشاكلنا البيئية ؟ لا يكفي أن نتمنى وندعو ولكننا نتمنى على من قبل المسئولية أن يبادر إلي ممارستها ..فالمسائلة بقدر المسئولية .. وهو مبدأ غاب عن التطبيق الكويتي ابتداء بـ ...... وإنتهاء بـ ........!!
●●●●●●●●●●●
تقول العرب : " لا رأي لمن لا طاعة له " وهو يقال لمن يملك رأيا لا يسمعه أحد ، ومع ذلك لن نيأس من الكلام والصراخ والمناشدة ، فإذا كانت العرب قالت ما قالته فإن سعيد صالح الممثل المصري الكوميدي قال حكمة خالدة " الزن في الودان ... أمر من السحر " ، وها نحن نزن ... ونزن ... ونزن ... فهل من تأثير يفوق السحر ؟؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق