حين استمع وأقرأ وأرى كل هذا الخلل في كل مناحي الدولة ، وبل والإصرار على وجوده واستمراره ،لا أخشى على الكويت ولا على أهلها الطيبين ، فنحن للأسف الشديد لا نرى سوى السواد حين يظهر وإن كان كثيراﹰ وكبيراﹰ إلا أن البياض والنظافة تتواجد في كل مكان حولنا ، فمن منا لم يتفاعل مع فوز الشباب الرياضي في دورات رياضية عديدة خارج الكويت من رماية و سباحة وألعاب قوى وعودتهم بالميداليات الذهبية وكم شخصية فنية أبدعت وصالت وجالت في العالم العربي من غناء وشعر وتمثيل ونحت ورسم و أقيمت لها المعارض والمناسبات يرفع فيها علم الكويت وتلهج الألسنة باللهجة الكويتية المحببة في سماء هذا الوطن العربي المليء بالثروات والثوار ؟ انظروا إلي عدد المخترعين الكويتيين الشباب الذين يحصدون الجوائز الأولى في دول العالم المختلفة ،ولا تتكلموا عن تأخير تكريمهم في بلدهم وتجاهل مؤسسات الدولة لهم ،ورغم ذلك فهم يثابرون ويعملون وينجحون ،انظروا إلي أدباء وكتاب شباب يطبعون مؤلفاتهم على حسابهم الشخصي المتواضع ويجتمعون في المقاهي والجامعات يثيرون قضايا إنسانية نسيناها نحن في خضم الشحن والهجوم والتكفير ،لنلتفت إلي قواعد اقتصادية شابه تحارب في الصخر قوانين حكومية قديمة باليه متحجرة وخشبية في دولة يطمع أميرها إلي تحويلها إلي مركز مالي واقتصادي ،فينشط الشباب لذلك متخطين قواعد العجز والكهولة الحكومية ،انظروا إلي إبداعات الأطباء الكويتيين كل في مجاله وشهرتهم العالمية واكتشافاتهم التي تسجل في دوائر الطب العالمي ،التفتوا إلي الحراك السياسي النشط من شباب الكويت وشاباتها ،وعيونهم المليئة بالأمل والتفاؤل فكل هذه الرؤى والشخوص تبعث في نفسي التفاؤل والفرح الممزوج بقدر من المرارة لعدم وجود القدوة الحسنة لهذه الخلايا الإنسانية المفرحة .
أقول ،أبعدوا اليأس عنكم ،ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ،وليحاول كل منا في موضعه أن يضع أملاﹰ ويخلق حلماﹰ ،ويرعى فكرة ترفع من شأن وطنه ،فلا بديل للوطن مهما كان بعض أبنائه قساة على بعضهم البعض .
في الكويت خير كثير ... كان ولا يزال وسيبقى .. فقط التفتوا إليه ، وأعطوه جزءاﹰ من وقتكم .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق