أثار اهتمامي ما نشره
الزميل أحمد الصراف في القبس قبل أيام بشأن عدم تصدي حملة شهادات الدكتوراه –
المضروبة - كما أسماهم لتاريخ الكويت المعاصر والقديم ، لاسيما علاقة الشيخ مبارك
الصباح مع الشيخ خزعل بن مرداو حاكم المحمرة ، والوضع السياسي مع الشيخ يوسف آل
إبراهيم ، وخلفياته ورغم أن ذكر هذه الوقائع قد تصدى لها الباحث خلف بن صغير
الشمري في دراسة قيمة ومحكمة وأكاديمية محايدة عنوانها ( المستودع والمستحضر في
أسباب النزاع بين مبارك الصباح ويوسف الابراهيم من 1896-1906 ) ، وهي موجودة لدى
المركز الكويتي للبحوث ومنشورة على الانترنت بموقع الباحث ، وهي بحوالي ثلاثمائة
وخمسون صفحة من القطع الكبير وبها استشهاد من الوثائق البريطانية والعثمانية ومن
عميد أسرة الإبراهيم الذي ينحدر من سلالته الدكتور يوسف الإبراهيم المستشار في
الديوان الأميري ، وبها كتابات من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي عاصر جزء من
هذه الأحداث ، وهذه الدراسة تستحق وبحق أن تكون عملا دراميا يقدم لأجيال الكويت ،
ففيها من الموعظة والحكمة والحزن والفرح ما يستحق التسجيل والتذكر ، وقد قام بهذا
المجهود مشكورا السيد / شريدة المعوشرجي – وزير العدل الحالي – حين كتب قصة مسلسل
" أسد الجزيرة " ، وعهد بإنتاجه إلي شركة سورية صورته في سوريا ولعب دور
الشيخ مبارك الصباح الفنان القدير الصديق محمد المنصور ، ولعب بإقتدار أكبر دور
الشيخ يوسف الابراهيم الفنان المتألق عبدالرحمن العقل ، ومن أسف أنه قد تم منع هذا
المسلسل من الظهور والعرض ، وقام الديوان الأميري آنذاك أثناء رئاسة رئيس الوزراء
السابق بشراء حقوق النشر بمبلغ يقال أنه بلغ مليون دينار دفعت للسيد شريدة
المعوشرجي مقابل أن لا يعرض – نتمنى أن يؤكد المعوشرجي هذه الحادثة أو ينفيها –
وبقي المسلسل حبيس الأدراج الحكومية ، حتى تم تسريبه إلي الناس من خلال الانترنت ،
والحق يقال أن المسلسل كان من الحرفية المهنية بمكان بحيث أنني رأيته أكثر من مرة
رغم السرد الطويل في أحداثه .
واستذكر هنا في أيام
دراستي المتوسطة أن واقعة قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه محمد وجراح كانت تكتب كما
هي ، ثم بعد فترة تغيرت المفردات وأصبحوا يكتبون بأنه " وثب " إلي الحكم
، ثم بعد ذلك أزيلت نهائيا من المناهج الدراسية ، ومن الذكريات التاريخية لهذه
الحادثة التي تمت في 1896 إن الكويتيون لم يحتفلوا بعيد الأضحى كما لم يخرجوا
للغوص في هذا العام .
كانت علاقات الشيخ
مبارك مع الشيخ خزعل قوية وحدية ولازلت أتساءل مع الزميل الصراف والعديد من
الأصدقاء حول عدم البدء بإعادة تعمير قصر الشيخ خزعل المقابل للسفارة البريطانية
الحالية ، وهل لذلك سبب سياسي أم نفور شخصي من الرجل الذي كان عاشقا للكويت وأهلها
؟
ليس هذا فحسب فبيت
الغانم الذي يقابله تماما أصبح آيلا للسقوط دون صيانة أو ترميم ، وسبقهما في ذلك
مجموعة بيوت بهبهاني خلف الكنيسة التي تحولت إلي مطاعم للأكل السريع دون اهتمام
بتاريخها ونسقها ومعمارها الفني ، واستذكر على عجالة فترة سكني في المنزل رقم 21
منها من عام 86 وحتى يوم الغزو العراقي عام 1990 ، وكيف كنا نحافظ مع الساكنين
الأجانب على نمط المعمار وصيانته التي تدهورت الآن .
الحديث قد يطول ، ولكن
سامح الله الزميل أحمد الصراف الذي أثار المواجع التاريخية ، ولمن يريد الاستزادة
في هذا الموضوع نحيله إلي كتاب " المغامر العربي " لستانتن هوب – ترجمة
رضوان مولوي ، أو ليقرأ الدراسة التي أشرنا إليها في البداية ، ويا مؤرخي الكويت ،
عليكم حق حفظ التاريخ للأجيال ، فهو عظة ونصح وتذكار وقبلها للمجلس الوطني بأن
يبادر فورا لتأدية وممارسة دوره في حفظ تراث الكويت ، بدلا من التركيز على معارض
فنية صغيرة تذهب فلا تبقى لها أثرا أو محلا
●●●●●●●●●●●●●●●
للرقيب
كلمة :
أعجبني
مقال كتبه الزميل خالد العوضي في الزميلة القبس بالأمس بعنوان " الله
يرضى؟ الله ما يرضى " ،
أنصح بقراءته من قبل مجلس الوزراء ...ورئيسه !!
لعل
وعسى ...
للرقيب
كلمة :
أردد
دائما مقولة أن يملك أن يمدح يملك أن يذم ، وأنا لا أملك لا هذه ولا تلك ، ولكنني
سأخالف ما قلته ليس دفاعا عن القاضي إبراهيم العبيد الذي وجه سيد حسين القلاف
سؤالا حول خضوعه للتفتيش القضائي من عدمه ، ولكنها من باب الشهادة التي يأثم من
يكتمها ، وسبب ذلك هو أن القضاة لا يستطيعون الرد وهم القادرين عليه ، فهذا القاضي
بالذات أستطيع أن أشهد له بالالتزام الشكلي والموضوعي للهيئة التي يرأسها ، وكل
قضية لديه تفحص وتمحص وتقرأ ، وأقولها عن تجربة وعن شهادة ، فقط نقولها أتق الله
با سيد حسين ، ونتمنى عليك
الإسراع في إعلان قانون السلطة القضائية إن كنت حريصا على القضاء ونحسبك كذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق