منذ أربعة وعشرون عاما
وأنا أكتب في ذكرى اختطاف الجابرية الذي يصادف 5/4/1988 ، ولا أمل من التكرار ،
ولا الإعادة ، أو التذكير ، ولازال شهيدا الكويت – عبدالله محمد حباب الخالدي
وخالد أيوب إسماعيل بندر يشغلان شغاف القلب والعقل ، وأنا أراهما مع الملايين حين
قام الجبناء التابعون لحزب الله بقتلهما وإلقاء جثمانهما من الطائرة ، وتمر السنون
ولازالت استذكر تصريح وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد في جريدة الراي بتاريخ
14/2/2008 العدد رقم 10454 ، وهو يعلن
صراحة بعد اغتيال عماد مغنيه على يد الاستخبارات الإسرائيلية في دمشق " أن
مقتل المجرم عماد مغنيه هو انتقام إلهي ممن قتل الشهيدين الكويتيين ، وقد أبت
العدالة إلا أن تنتقم من المجرم بعد كل تلك السنوات " ، ورغم أنني تمنيت
أن تكون الاستخبارات الكويتية وليست الإسرائيلية هي من قتلت مغنيه اعتمادا على
تأكيد وزير الداخلية الكويتي آنذاك بمسئوليته عن اختطاف الطائرة واغتيال أبنائنا ،
إلا أنه مما يحزن أن الكويت صمتت وسكتت كل هذه السنوات ، فلا هي طالبت حزب الله
بالإعلان رسميا عن عدم مسئوليته عن الاختطاف أو الاعتذار والتعويض إن كان غير ذلك
.
وهكذا هي حكومتنا
" اللارشيدة " تطبق نصوص ما قاله السيد المسيح : " من ضربك على خدك
الأيمن " ، فأعطه وجهك وقفاك كله " .... و بدلا من الضغط على حزب الله
وقياديه نجد الصندوق الكويتي سيء الذكر يعطي من أموال الكويت لمن قتل وتستر على من
قتل أبناء الكويت وتعمّر قراهم وتبني مدارسهم ، وتنسى مستشفيات لتقديم علاج لمن
قتل أبنائنا ، فأي هوان وأي ذله تجعلنا هذه الحكومات الكويتية نعيش بها ؟
في فرنسا ، تم اعتقال
كارلوس في السودان بعد أن دفعوا خمسون مليون دولار للسودانيين بعد متابعة لصيقة له
، وحين قبض عليه قال وزير الداخلية الفرنسي : " إثنان وعشرون عاما ونحن نطارد
كارلوس فنحن لا نترك من يسفك دما فرنسيا " ، لأنه قتل شرطيين فرنسيين !!
هذا وزير داخلية فرنسا
، أما وزارة داخليتنا وخارجيتنا وكل حكوماتنا ، فتقول تصريحها ثم يعود أصحابها إلي
بيوتهم وشاليهاتهم ويتجشأون ويتثاوبون ، فقد صرحوّوا وأعلنوا وقالوا .. وكفى الله
الحكومة الكويتية القتال .
فقط نسأل نواب مؤيدين لحزب الله في الكويت عن
رأيهم بما يرون ويسمعون ، ونتسائل عن دور النواب الذين شاركوا بتأبين وتعزية مقتل
عماد مغنيه وهم عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وناصر صرخوه وفاضل صفر ، وربما نضيف
إليهم بعضا من أهل وطننا ومواطنينا ، لماذا لا تحصلون لنا على جواب شاف من حزب
الله الكويتي أو اللبناني أو الإيراني على سؤال واحد محدد : هل كان حزب الله ضالعا
أو عالما أو مشاركا في خطف طائرة الجابرية ؟ ونريد إجابة واضحة نفيا أو تأكيدا فإن
كان نفيا ، فنريد توضيحا من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد عن صحة معلوماته
آنذاك ، وإن كان تأكيدا من الحزب على المشاركة فنريد اعتذارا وترحما على الشهيدين
وتعويضا لأهاليهم ربما يأتي بعضا من هذه الأموال من الصندوق الكويتي للتنمية ، ويا
دولة ضحكت من جهلك الدول والأحزاب !!
من قتلوا بدم بارد ، هم
أبناء الكويت ، وهم في رقبة كل حكومة كويتية وكل مسؤول وكل من أقسم من نواب الأمة
ممن ذكرناهم وغيرهم ، وهو دم وتاريخ في رقابهم إلي يوم الدين .
ويبقى أن نترحم على
الشهيدين ونستذكر معهم أن سوء حظهم جعلهم كويتيين وليسوا فرنسيين وهو أمر نقوله
بحسرة وغضب من حكومة أمن الغير من عقابها فإستطال وتطاول حتى تجاوز و اللهم لا
نسألك رد قضاء الحكومة الكويتية ولكننا نسألك اللطف فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق