غريب أمر العالم العربي، يبدو أن مشاكله وهمومه واحدة، ودليلي هو تشابه الأمثال والحكم في كل قطر عربي، فالمثل تلخيص لواقع مستمر أو ظاهرة مزمنة أو انتقاد مبطن إذا عز التصريح أو خشي منه، ومع ذلك فأنا من المؤمنين بالمقولة «قل لي مثلك.. أقل لك من أنت!»، وربما كان أساس الأمثال العربية والشعبية هو اقتداء بيت شعر للشاعر أبي تمام:
فما أنت إلا مثل سائر ... يعرفه الجاهل والخابر
وحين ترى في إقليم عربي أن هناك من لا يفارق لعبته أو صنعته يقال عنه في مصر «يموت الزمار وصباعه بيلعب»،
أو «تموت الحداية وعينها في الصيد»،
فما أنت إلا مثل سائر ... يعرفه الجاهل والخابر
وحين ترى في إقليم عربي أن هناك من لا يفارق لعبته أو صنعته يقال عنه في مصر «يموت الزمار وصباعه بيلعب»،
أو «تموت الحداية وعينها في الصيد»،
ويقابله في أقصى المغرب العربي: «سيوانه كتموت وعينها في الحوت»،
باعتبار أن الحوت هو أكبر الفرائس المائية، أما السيوانه فهو طائر برمائي عينه دائما على ما يأكله ولو كان شبعان، عندنا منهم الكثير على هيئة إنسان!
ليس ذلك فقط ففي السودان يبلغ الزهد والخوف مبلغه من السلطان أو الحاكم حتى يقال درءا للمخاطر: «لا مال ياخده السلطان ولا عقل ياخده الشيطان»، أي اقنع بكفاف يومك تعش سعيدا، وهو تقليد عربي يوجه القوم إلى الاهتمام بلقمة العيش بدل السماع إلى الإذاعات الأجنبية المغرضة المسيرة من الإمبريالية والصهيونية، مثل ما يقال في سوريا «قبل ما تمضغ لحمتك، وتبلع حلوتك، بص الأول وشوف كسوتك».
ورغم أن الأمثال تتنادى لتبادل الخبرات على مر الأجيال، إلا أن تشابه أخلاق القوم يؤكد صحة المثل القائل: «من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم وصاروا منه».
وربما ذلك يفسر عشرة الفلسطينيين مع قوم بني إسرائيل وضياعهم أربعين عاما في صحراء التيه في سيناء وجبل الطور، ثم العشرة معهم منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن، حتى أصبحت لا تميز حين تسمع الخطاب الفلسطيني من الإسرائيلي! وفي العراق مثل يؤكد مبدأ التقية وهو كتم المشاعر والرغبات لحين وقتها فيقول المثل: «من صادق المصلين صلّى، ومن رافق المولّين ولّى».
والمولي باللهجة العراقية هو الذي سار في درب الظلال ولم يعد.. حتى الآن! ويمكن تطبيق ذلك من خلال رؤية الزعماء والقيادات السياسية العراقية الحالية! فهم تطبيق حي ومستمر لذلك! بل يقول أهل الجزيرة العربية: «اللي له والي.. ما يبالي».
ونرى ذلك واضحا حين يكون عضو مجلس الأمة أو المرشح أو حتى الوزير واليا ومتوسطا لغيره على حساب الآخرين، مثل ما حدث في لجنة القبول في كلية الشرطة الكويتية، ويتجلى الظرف المصري حين يطابق ما سبق بقوله:
«اللي له ظهر ما ينضربش على قفاه».
وتتوالى الأمثال وتترادف، حتى نصل إلى وصف السلطة الجديدة أو الوالي الحديث بقولهم: «كل غربال جديد وله شده».
ورغم أن ذلك لم ينطبق على أي قيادي كويتي جديد.. حتى الآن! أو حتى أي مشروع لقيادي!
وأعجبني مثل من لبنان يقول: «امشي مع السعد تكسب بضايع، ولا تماشي النحس المشي معاه ضايع».
ولا أعلم إن كان السعد في هذا المثل هو السيد بدر السعد مسؤول الاستثمارات الكويتية لدينا! ولاسيما بعد ازدياد نسبة احتياطي الأجيال إلى أكثر من أربعة عشر مليارا في السنة.
وفي الختام أستذكر مثلا عراقيا مغرقا في القدم حين يطرح البعض رؤيته لحل مشاكلنا مع العراق المائية والحدودية والتعويضات وخلافه، وأضحك كثيرا وأنا أردد: «على ما ييجي الترياق من العراق.. يكون العليل مات».
وتخيلوا أن يكون الترياق العراقي ماء شط العرب.. مثلا!
وأضيف أيضا من العراق: «البذرة في الأرض السبخة.. خسارة».
فقط حتى نوجه رسالة إلى صندوق التنمية الكويتي ليضع المثل السابق على المدخل الرئيسي للصندوق.. لعل وعسى!
باعتبار أن الحوت هو أكبر الفرائس المائية، أما السيوانه فهو طائر برمائي عينه دائما على ما يأكله ولو كان شبعان، عندنا منهم الكثير على هيئة إنسان!
ليس ذلك فقط ففي السودان يبلغ الزهد والخوف مبلغه من السلطان أو الحاكم حتى يقال درءا للمخاطر: «لا مال ياخده السلطان ولا عقل ياخده الشيطان»، أي اقنع بكفاف يومك تعش سعيدا، وهو تقليد عربي يوجه القوم إلى الاهتمام بلقمة العيش بدل السماع إلى الإذاعات الأجنبية المغرضة المسيرة من الإمبريالية والصهيونية، مثل ما يقال في سوريا «قبل ما تمضغ لحمتك، وتبلع حلوتك، بص الأول وشوف كسوتك».
ورغم أن الأمثال تتنادى لتبادل الخبرات على مر الأجيال، إلا أن تشابه أخلاق القوم يؤكد صحة المثل القائل: «من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم وصاروا منه».
وربما ذلك يفسر عشرة الفلسطينيين مع قوم بني إسرائيل وضياعهم أربعين عاما في صحراء التيه في سيناء وجبل الطور، ثم العشرة معهم منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن، حتى أصبحت لا تميز حين تسمع الخطاب الفلسطيني من الإسرائيلي! وفي العراق مثل يؤكد مبدأ التقية وهو كتم المشاعر والرغبات لحين وقتها فيقول المثل: «من صادق المصلين صلّى، ومن رافق المولّين ولّى».
والمولي باللهجة العراقية هو الذي سار في درب الظلال ولم يعد.. حتى الآن! ويمكن تطبيق ذلك من خلال رؤية الزعماء والقيادات السياسية العراقية الحالية! فهم تطبيق حي ومستمر لذلك! بل يقول أهل الجزيرة العربية: «اللي له والي.. ما يبالي».
ونرى ذلك واضحا حين يكون عضو مجلس الأمة أو المرشح أو حتى الوزير واليا ومتوسطا لغيره على حساب الآخرين، مثل ما حدث في لجنة القبول في كلية الشرطة الكويتية، ويتجلى الظرف المصري حين يطابق ما سبق بقوله:
«اللي له ظهر ما ينضربش على قفاه».
وتتوالى الأمثال وتترادف، حتى نصل إلى وصف السلطة الجديدة أو الوالي الحديث بقولهم: «كل غربال جديد وله شده».
ورغم أن ذلك لم ينطبق على أي قيادي كويتي جديد.. حتى الآن! أو حتى أي مشروع لقيادي!
وأعجبني مثل من لبنان يقول: «امشي مع السعد تكسب بضايع، ولا تماشي النحس المشي معاه ضايع».
ولا أعلم إن كان السعد في هذا المثل هو السيد بدر السعد مسؤول الاستثمارات الكويتية لدينا! ولاسيما بعد ازدياد نسبة احتياطي الأجيال إلى أكثر من أربعة عشر مليارا في السنة.
وفي الختام أستذكر مثلا عراقيا مغرقا في القدم حين يطرح البعض رؤيته لحل مشاكلنا مع العراق المائية والحدودية والتعويضات وخلافه، وأضحك كثيرا وأنا أردد: «على ما ييجي الترياق من العراق.. يكون العليل مات».
وتخيلوا أن يكون الترياق العراقي ماء شط العرب.. مثلا!
وأضيف أيضا من العراق: «البذرة في الأرض السبخة.. خسارة».
فقط حتى نوجه رسالة إلى صندوق التنمية الكويتي ليضع المثل السابق على المدخل الرئيسي للصندوق.. لعل وعسى!
للرقيب كلمة:شكرا من الأعماق للجارة العزيزة الشيخة أمثال الأحمد الجابر على حماسها بشأن إنهاء الأعمال في المباركية والشارع الجديد وساحة الصفاة، وهذا هو العشم دوم يا أم ماجد.
للرقيب كلمة ثانية:شكرا جزيلا للأخ الكريم الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح على متابعته لهذه الزاوية، وعلى الهدية المطبوعة التي وصلتني منه، ولن نذكرها رفقا بأنجلينا جولي.. الكويتية!
salhashem@yahoo.com صلاح الهاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق