عديدة
هي الأسباب التي توجب مقاطعة هذه الحكومة وأعضائها ، وليس مجلسها القادم فقط ، ومع
ذلك فكل يوم تزداد أسباب المقاطعة لدي ترشيحا وانتخابا ، ولمن يسأل نقول ماهية الأسباب :
أولا
: المجلس القادم مجلس أليف ، مقلم الأظافر ، حريري الملبس ، ناعس العيون ، خفيض
الصوت ، يبصم بالعشرة ، يرفع اليدين الاثنين لمشاريع وقوانين ومراسيم أهمها ، سجل
عندك :
أ
) مرسوم الانتخابات بالصوت الواحد ، فمن ينجح به ، لا يصوت ضده .
ب)
الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة " الرشيدة " والتي امتنعت طيلة
عقدين من الزمان عن التوقيع عليها حين كانت تتظاهر بحب الدستور والموت في دباديبه
، وهي اتفاقية مفصلة ، ومخيطه ، ومجهزة لدى مستشارين أمنيين وليس قانونيون ، فلم
يدرسوا دساتير الدول الخليجية ، عذرا ، فقط الكويت لديها دستور تعاقدي ، ووضعت
الجرائم الغير سياسية في خانة من يعتدي لفظا وقولا على زوجات الحكام ، وأولياء
العهد ، وأفراد الأسر الحاكمة ، وبالتالي تم تصنيف الشعوب الخليجية وتوحيدهم ليس
في حرية التملك والنقد والحركة ، بل في من يجرؤ على انتقاد زوجات الحكام اللواتي
لا نرى منهنّ إلا واحدة أو اثنتين وفي
المحروسين الأمامير أولاد الحكام فهم كزوجة القيصر لا يخطئون ولا يزلون ولا
يرتكبون معصية ، ومنذ متى كان الشعب الخليجي يتعرض لزوجات حكامه حتى يعاقب على ذلك
؟ أيضا أتساءل وبكل براءة ، أين رأي رجال
الدين الخليجين في عدم جواز انتقاد ليس الحكام ولكن حتى أبنائهم وزوجاتهم ؟ فقط
نذكر رجال الدين لدينا بحادثة القبطي حين اشتكى عند الفاروق عمر حول ابن عمرو بن
العاص حين قال له " أتسبق ابن الأكرمين " ؟ فقط نتساءل وعسى الله يجعل
كلامنا خفيفا على المشايخ بأنواعهم !!
ج
) سيتم الموافقة في المجلس القادم على تعديل قانون B.O.T ، وستمنح الأراضي وتسيل
الأموال ، وكل هذا جميل ، ولكن ما هو مقياس العدل و المساواة في ذلك ؟ وكيف يمكن
لصغار التجار مواجهة كبارهم ؟ لاسيما مع وجود توجه للتعديل والتحوير على قانون
الذمة المالية !!
د
) سوف يتم التعامل في المجلس الجديد مع تقرير ديوان المحاسبة باعتبارها مثل "
حلول الجمعة " وهو مسهل للبطن إذا ما فاد فهو لا يضر ، وسوف تتراكم التقارير
وتنشط إدارة المجلس في حفظه وتبويبه .
ثانيا
: حين صدر المرسوم ، فرق أفراد العائلة الواحدة ، والقبيلة الواحدة ، والطائفة
الواحدة ، ففي صف الأزرق تجد كل أنواع الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي ، وفي
المقابل نجد اللون البرتقالي ، بذات أسماء العوائل والقبائل والطوائف ، وكأنه كتب
على الكويت أن تتخاصم مع بعضها بدلا من أن يتخاصم الجميع مع الفساد الحكومي
والترهل الإداري فيها ، فكيف يمكن أن تشارك في تعزيز هكذا أمر ؟
ثالثا
: إذا كان الأزرق يعتب علينا بأننا لا يجب أن نتدخل بإختيار الوزراء أو رئيسهم ،
فلماذا يقبلوا على أنفسهم أن يتم تحديد من يجب اختياره من قبلهم ولنوابهم وممثليهم
؟ أليست المساواة واجبة ؟ أم أننا لازلنا أو لازالوا تحت سن الرشد السياسي ؟
رابعا
: حاولت إقناع النفس بجدوى بعض المرشحين ، وللحق أقول هناك عناصر جيدة ، ربما تكون
فرصتها في تثبيت موقع قدم لها في مواجهة أمور خطيرة قادمة تتعلق بالحريات والأموال
، ولكنني أخشى الغلبة والكثرة ، والذين يخلطون الحق بالباطل ، فلماذا أقبل أن أكون
شريكا في كتابة تاريخ سياسي للكويت لم يؤخذ رأيي فيمن يكتبه ؟ وكيف يكتبه ؟ ولمن
يكتبه ؟
-
لهذه الأسباب ، ولغيرها أكثر ، لن أشارك في هذه الانتخابات وسأقاطع الانتخابات
فيها ، ولكنني سأراقب فقط لكي أتمنى أن أكون ... مخطئا !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق