كان غيابه أكثر صخباً من حضوره ، وكم تمنى أن يعود بعد رحيله بيومين ليرى كيف يحتفي الناس به وبذكراه ، وكان يضحك مردداً : " إذا يبون يسمون مدرسة أو شارع على اسمي ، خل يكون فيهم ناس تحب الضحك والوناسة " ، جميلاً كان في خصومته ، فلم يجرح أحداً أو يتطاول على شخص ، أو حتى يتهم دون دليل ، كانت خصومته ترتدي رداء النصح أكثر منها الإيذاء وكان ظريفاً في طرحه لأكثر القضايا جدية ، وكان محباً للجمال أينما كان ووجد ، في ابتسامة طفل أو غنج امرأة ، أو تفتح زهرة ، أو حتى كتاب جديد يرسم ابتسامه على شفتيه ، آه كم أكره استخدام كلمة " كان " على بوطلال فهو كان ولا يزال وسيبقى مدرسة في علم الإختزال الصحفي المشاكس ، فهو يكتب كما يتكلم ، بطلاقة وسلاسة وترابط حتى تكاد تسمع صدى صوته في مقالته .
ويا بوطلال إرقد هانئاً فوالله لقد كسبت احترام خصومك قبل محبيك ، وستبقى مدرسة عملاقة وجميلة ينهل منها كل من يحتضن القلم بين أنامله ، يرحمك الله ويلهمنا وأهلك ومحبيك الصبر لفراقك ، والدعاء والرحمة لك .
ابنك المشاغب
صلاح الهاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق