أرجو أن لا يغضب من يعنيه القول ، فهم شخوص عامة ، يؤثرون ويتأثرون وكل مجال له ملك فهناك ملك الشاورما ، وملك العصير و وملك الكنافة ، وهناك من ملك القلوب بلسانه رغم عدم قدرته على إقناع العقول أو تطبيق ما يقول ، وحتى نقيس القول على الفعل ، فنحن في الكويت وطيلة فترة مراقبتي للوضع العام اكتشفت وجود ملوك عدة كل في مجاله واختصاصه واهتمامه ، فمثلا تجد من الناس أو القياديين أو المرشحين أو الكتّاب وأهل الفن والسياسة والصناعة والتجارة ، من يعجبك قوله ولكن حين يوسد إليه الأمر تجده يعجز عن تطبيق ما يقول ، ليس نقصا به ، ولكنها قدرات بشرية يملك بعضها وتغيب عنه معظمها ، فمثلا كان الراحل الدكتور أحمد الربعي خير من يتكلم ويناقش ويحاجج خصومه وكان قادرا على إفحامهم سواء في الصحافة أو في اللقاءات المتلفزه ، وكنا ولازلنا نسعد بكلامه ونسترجعه ، ونتمنى حينها أن يكون مسئولا ينفذ ما قاله ، فماذا حدث ؟ حين أصبح نائبا لم يكن قادرا على تنفيذ ما يقوله ربما لتركيبة المجلس آنذاك ، ولكن حين أصبح وزيرا تبين أن قدراته العملية تختلف عن كلامه ، ويكفي أن أضرب مثلا حول إقراره لقانون الاختلاط الذي كان يعارضه بشدة مما سبب صدمة لكل مريديه ، أيضا لا ننسى المستشار فيصل الحجي ، فقد كان يعقد عليه الأمل في التغيير وزيادة الحريات منذ كان رئيسا لجمعية الخريجين ، وحين أصبح وزيرا ، لم يشأ السباحة ضد التيار الحكومي ، وأصبح صوتا ناعما يبرر للسلطة أفعالها أكثر من أي شخص آخر ، بل أنني لا أنسى حين أردنا تأسيس جمعية الدفاع عن المال العام وعرض عليه الأمر باعتباره وزيرا للشؤون ، تحجج بضرورة الإحالة إلي مجلس الوزراء واشترط إلغاء حق الجمعية باللجوء إلي القضاء لمن يعتدي على المال العام ، وأزال بيده – لا بيد غيره – مخالب شعبية كانت تستطيع منع الإعتداء على المال العام – إلي حد ما – هل تريدون مثالا أكثر ، كنا نستمتع بأحاديث الدكتور سعد بن طفلة وقفشاته أكثر من تحليلاته السياسية ، واستبشرنا خيرا حين عين مديرا للمركز الإعلامي في لندن ، وقد اشتكى لي مرة من أن وزارة الإعلام لا تصرف لهم المبالغ الكافية لتأدية أعمالهم ، وحين أصبح وزيرا للإعلام بتوجيه من الراحل الشيخ سالم الصباح ، لم يقم حتى بدعم المكاتب الإعلامية الخارجية دع عنك توسيع صلاحياتها ، ثم كانت استقالته الغامضة وسفره إلي السعودية لفترة طويلة ، هل نزيدكم ؟ حسنا ، انظروا إلي الزميل علي البغلي ، فهو من أكثر الكتاب الذين أحب متابعة ما يكتبونه ، ورغم توليه منصب وزير النفط ، لم يستطع فك الحصار عن ثروة الكويت الأولى ولم يستطع أن يحرك واحدا من مافيات النفط المرتبطين سياسيا بأحزاب وحركات ، وكانت تصرفاته وأعماله – للأسف الشديد – يقوم بها تحت وطأة الخشية من اتهامه بالطائفية رغم قربي الشديد له وعلمي بانه أبعد الناس عن ذلك ، بل حتى تحريره لمساحات واسعة من الأراضي لإستغلالها إسكانيا لم يقم بتحصينها إداريا ، وتم إلغاؤها بمجرد خروجه من الوزارة .
ولازال في القلم الكثير ، ولننظر إلي وزير الإعلام الأسبق ، محمد السنعوسي فهو كان من أكبر المنتقدين للحكومة خاصة في سياستها الإعلامية ، وكان مقدما ناجحا لبرامج شعبية ، وكان يتمنى أن تكون له صفة الوزير في تاريخه السياسي بدلا من وكيل وزارة مساعد ، ودخل وزارة الإعلام مطلوبا ، وخرج منها مغصوبا بعد أن عجز عن تنفيذ ولو عشرة بالمائة من طموحاته فيها ، من تفكيك الوزارة أو دعم الإعلام الخارجي أو الفني ، بل كان له رأي مسبق بأن السينما فن ليس له مستقبل في الكويت .
ثم نأتي إلي آخر المحسوبين على التيار الليبرالي ، فمن كان يقرأ ويستمع للزميل سامي النصف في كتاباته ومقالاته كان يتمنى – وأنا منهم – أن يتبوأ هذا الرجل منصب رئيس لوزراء دولة الكويت لما يحمله من أفكار وخطط هادفة ، بل أنني أذكر أنني سألته مرة وبحضور أصدقاء وكان حينها عضوا في مجلس إدارة الخطوط الكويتية وسألته عن وضع معوج معين داخل المؤسسة ، فأجابني إجابة فاجأت الجميع قبل أن تفاجئني إذ قال : " لقد كتبت مقالا أنتقد فيه ذلك " وأجبته : ولكنك تستطيع الإصلاح بموقعك هذا ، فلمن تكتب المقال ؟ ولمن توجهه إن لم يكن إلي مجلس الإدارة ؟ ولم تعجبه إجابتي !! وحين أصبح وزيرا لأخطر وزارتين الإعلام والمواصلات ، عجز حتى عن اختيار وكيل له وعن مواجهة شركات الانترنت ، أو عن وضع خدمة بريدية للكويت أو عن تحصيل رسوم الخدمات في وزارة تعتبر هي مصدر الدخل الثاني بعد البترول ! واستقال بعد فترة بحجة الحالة الصحية !!
ويلاحظ القارئ تركيزي على التيار الليبرالي الذي أنتمي إليه ، فقد كان العشم فيهم كبيرا ولكنهم قطعوا الحبل فينا .
أما الوزراء والمسئولين من التيارات الأخرى وخاصة الدينية منهم فالحديث عنهم يحتاج إلي وقت آخر ويكفي أن نذكر رموزهم أمثال إسماعيل الشطي ، محمد البصيري ، أحمد باقر ، الذين أثبتوا بالفعل والواقع أن انتماؤهم الحزبي المغطى بالدين هو وسيلتهم لكي يقيموا تحالفا غير مقدس مع السلطة بسكوتهم عن كل الممارسات التي حدثت وستبقى تحدث .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ولازال في القلم الكثير ، ولننظر إلي وزير الإعلام الأسبق ، محمد السنعوسي فهو كان من أكبر المنتقدين للحكومة خاصة في سياستها الإعلامية ، وكان مقدما ناجحا لبرامج شعبية ، وكان يتمنى أن تكون له صفة الوزير في تاريخه السياسي بدلا من وكيل وزارة مساعد ، ودخل وزارة الإعلام مطلوبا ، وخرج منها مغصوبا بعد أن عجز عن تنفيذ ولو عشرة بالمائة من طموحاته فيها ، من تفكيك الوزارة أو دعم الإعلام الخارجي أو الفني ، بل كان له رأي مسبق بأن السينما فن ليس له مستقبل في الكويت .
ثم نأتي إلي آخر المحسوبين على التيار الليبرالي ، فمن كان يقرأ ويستمع للزميل سامي النصف في كتاباته ومقالاته كان يتمنى – وأنا منهم – أن يتبوأ هذا الرجل منصب رئيس لوزراء دولة الكويت لما يحمله من أفكار وخطط هادفة ، بل أنني أذكر أنني سألته مرة وبحضور أصدقاء وكان حينها عضوا في مجلس إدارة الخطوط الكويتية وسألته عن وضع معوج معين داخل المؤسسة ، فأجابني إجابة فاجأت الجميع قبل أن تفاجئني إذ قال : " لقد كتبت مقالا أنتقد فيه ذلك " وأجبته : ولكنك تستطيع الإصلاح بموقعك هذا ، فلمن تكتب المقال ؟ ولمن توجهه إن لم يكن إلي مجلس الإدارة ؟ ولم تعجبه إجابتي !! وحين أصبح وزيرا لأخطر وزارتين الإعلام والمواصلات ، عجز حتى عن اختيار وكيل له وعن مواجهة شركات الانترنت ، أو عن وضع خدمة بريدية للكويت أو عن تحصيل رسوم الخدمات في وزارة تعتبر هي مصدر الدخل الثاني بعد البترول ! واستقال بعد فترة بحجة الحالة الصحية !!
ويلاحظ القارئ تركيزي على التيار الليبرالي الذي أنتمي إليه ، فقد كان العشم فيهم كبيرا ولكنهم قطعوا الحبل فينا .
أما الوزراء والمسئولين من التيارات الأخرى وخاصة الدينية منهم فالحديث عنهم يحتاج إلي وقت آخر ويكفي أن نذكر رموزهم أمثال إسماعيل الشطي ، محمد البصيري ، أحمد باقر ، الذين أثبتوا بالفعل والواقع أن انتماؤهم الحزبي المغطى بالدين هو وسيلتهم لكي يقيموا تحالفا غير مقدس مع السلطة بسكوتهم عن كل الممارسات التي حدثت وستبقى تحدث .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق