آ ه ه ه ه ه هل تذكرون هذه الصرخة في فيلم " النوم في العسل " لعادل إمام صرخ بها الآلاف معه ومشوا في مسيرة واحدة إلي مركز الشرطة ، أخبروهم بأن لا شعارات ولا هتافات ولا يافطات ، فخرجت هذه الآه ه ه ه المحروقة بشعور العجز الغارق في العدم ، ضاقت الصدور وامتلأت ، وانتفخت الأوداج ، دمعت الأعين ، أصبح الصراخ ليس على قدر الألم بل على قدر الخسارة والحسرة والندم ، هذه الآه ه ه ه ، يرددها غالبية أهل الكويت ، ليس للممارسة السيئة لهذه الحكومات أو المجالس النيابية بل هي صرخة حول ما نراه من هدر وإنفاق وحتى لا نطيل اقرءوا واستعدوا لفتح أفواهكم لإطلاق صرخة ....آه ه ه ه ....
أولا : يقول مالك حسين الوزان ممثل الكويت في مجلس حقوق الإنسان في سويسرا متفاخرا ومتشدقا بأننا دفعنا خمسمائة وخمسة عشر مليار دولار ( 515 مليار دولار ) أي ما يعادل أقل من مائتين مليار دينار كويتي ، منحها الصندوق سيء الذكر ، صندوق التنمية الكويتي ، وليس به من الكويتية إلا اسمه ، منحها منذ تاريخ إنشائه وحتى الآن ، لأكثر من مائة دولة بعضها لا نعرف كيف نلفظ اسمها ، هذه المليارات التي لا نعلم كم سدد أو استرجع منها حتى الآن ، كانت كافية لإنهاء مشكلة الإسكان في الكويت التي يحتكر كبار القوم الأراضي الصالحة للسكن والتي لا تتجاوز الثلاثة بالمائة من مساحة الكويت ، كانت هذه المليارات تكفي لبناء عشر جامعات متخصصة ، ومطارات مختلفة وتنمية للجزر الكويتية الثمان ومترو الأنفاق ، وإصلاح بنية تحتية مهترئه تنقطع الكهرباء عنها صيفا ويقل الماء في كل الأوقات ، أرض قاحلة جرداء من النويصيب حتى العبدلي ، لا زرع ولا ضرع ولا منشآت ، لماذا هذا الحقد على الكويت التي أعطتكم ومنحتكم خيرها فوزعتم خيرها وثرواتها على كل أصقاع الأرض ما عدا شعبكم ؟
●●●●●●
هل نزيد الآه ه ه ه ؟ حسنا بالأمس فقط أعطى هذا الصندوق دولة مالي خمسة ملايين لتنمية المشاريع الصغيرة لشعبها ، وفي الكويت يشحذ القائمون على لوياك والتي تتبنى أنشطة شباب الكويت التبرعات بعد أن يأسوا من الدعم الحكومي لتنمية مواهب شبابها .
●●●●●●
هل نقول أكثر ، ساعد هذا الصندوق الدول على بناء دور أوبرا ومسارح نفتقدها في بلدنا وأندية رياضية لا نملكها ، ودعم هذا الصندوق الثقافة والرياضة والصحة ونحن نتراجع فيهم كلهم ، بربكم من نخاطب ؟ من نناشد ؟ نزيد القول بالأمس نشرت الصحف حول تبرع الكويت بستة ملايين دولار لتكملة إنشاء قطار في اليابان .. نعم في اليابان .. وكأن القطارات الكويتية أصبحت تملأ الأفق الكويتي ،وحين انتفض بعض نواب مجلس 2012 حول ضرورة حصول الحكومة على موافقة مجلس الأمة حول منح القروض ، حل هذا المجلس ، ويا خوفي أن يكون هذا أحد أسباب الحل ؟!!
●●●●●●
آه ه ه ه يا وطن ، لمن نشكي ؟ وهل نشكو من المشكو في حقه بالشكوى إليه ؟ وهل هناك في بلدي وفي السلطة فيها وحكومة الحكومة من يصرخ نصف صرختي تلك ويطالب فقط يطالب بإعادة النظر في أموال الكويت التي يزيد إنفاقها العام بمعدل 05/31% واحد وثلاثون بالمائة سنويا الذي كان 57 مليار دولار عام 2011 ويتوقع له أن يصبح 69 مليار عام 2012 وفق ما صرح به أحد أقطاب الحكم الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية السابق في محاضرته قبل أسبوع أمام جامعة لندن ؟
●●●●●●
إلي متى لا نفرض الضرائب على الأغنياء الذين يأخذون ولا يعطون أو الزكاة لمن ينادي بكل فروض الإسلام ما عداها .. ؟ وإلي متى يكون الصوت الكويتي ذليلا حين يطلب حقه ؟ وإلي متى نكون صغارا أمام عيون من نظنهم كبارا ؟ آه ه ه ه كبيرة ... و لا نقول غيرها .....
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق