لن أسترسل في الكلام، فقد أشبعونا منه، وأشبعناهم به، فنحن نقول ما نريد وهم يفعلون ما يريدون، وبين الأمرين مساحة شاسعة، مريرة، سوداوية، لا نملك معها سوى التحلطم أو الوصول بأغلبية برلمانية يحلونها متى شاؤوا وبأي وسيلة أرادوا.
غريب أمر هذه السلطة أو الحكومة أو حكومة الحكومة أو الحكومة الخفية، لماذا يفترضون أنه بمجرد ممارسة الشعب حقوقه فإن هذا يعني انتقاصا لحقوقهم؟ لماذا عندما يريدون إعطاء دولة ما أو رئيس ما أو حتى مصمم أزياء ما..! يقولون لنا لأن له موقفا مؤيدا لنا في الغزو العراقي البغيض؟ حسنا مارسوا ذات الشيء مع شعبكم، اذكروا له وقفته مع الشرعية الدستورية، واذكروا له وقفته معكم في مؤتمر الطائف، واستذكروا مفردات خطاب المرحوم عبدالعزيز الصقر، حين أكد أن البيعة مع أسرة الحكم لم تنته لتمدد أو زالت لتجدد، بل هي اتفاق تجدد واستمر دستورا وميثاقا؟ لماذا تنسى السلطة موقف الشعب الكويتي الصامد حين رفض الخضوع لسلطة الاحتلال العراقي وتحمل ويلات ذلك في سبيل ولائه لأسرة الحكم؟ هل نحن بحاجة إلى ترديد ذلك؟ ولماذا لا يستمتع الشعب الكويتي بثروته الطائلة التي وزعت من قبل من اؤتمن عليها إلى «عوير وزوير واللي ما فيه خير»، بحجة مواقفهم من الغزو العراقي!
ولماذا تزداد طوابير السكن عندنا حتى تصل إلى مئة ألف طلب مع توافر الأراضي والمال؟ هل هي الرغبة في إخضاع الشعب وإشغاله؟ أم هي الرغبة في جني المال واكتسابه من خلال رفع أسعار أراض يملكها من هو في السلطة أو قريب منها؟ لماذا توزع أموالنا يمنة ويسرة لإنشاء بنى تحتية لدول أخرى ونفتقد نحن إلى ذلك؟ لماذا ترغب السلطة بأن تكسب السمعة الحسنة خارجيا والسمعة السيئة -حتى لا أقول أكثر- داخليا؟ لماذا يحدث لدينا ما يحدث؟ لماذا الخوف من شعب أثبت ويثبت يوميا بأنه قد يخالف أسرة الحكم في الرأي، ولكنه بالتأكيد لا يختلف عليها؟ أين أهل الحكمة والرأي من داخل أسرة الحكم؟ أين هم من قادة الرأي في الشعب؟ لماذا هذا الاحتقان الذي يترسخ في عقول وقلوب الناشئة، الشباب الذين لم يعرفوا حكما أو أسرة حكم غيرها؟ لماذا تغيب الرؤية ويحجب الرأي عن الوصول إلى حل وسط تعزز فيه حقوق الشعب وحماية أمواله، وتكون فيه أسرة الحكم حكما وسراجا لوطن ضاق أبناؤه بما حدث ويحدث؟ لماذا يقبل مثلا بأن لا يعلم الشعب الكويتي عن الإنتاج الحقيقي اليومي للنفط الكويتي؟ ولماذا لا تنشأ معاهد متخصصة وجامعات بترولية تسلم هذه الثروة لأبناء الوطن؟ لماذا يقبل أن توافق وزارة المالية في عهد الحكومة السابقة على استبعاد مصروفات ديوان سمو رئيس الوزراء، ويوافقه في ذلك ديوان المحاسبة وفق ما أعلن النائب فيصل المسلم؟ أي رسالة تريد السلطة وأسرة الحكم إرسالها لشباب الكويت وبناته؟ لماذا يزداد الإحباط لديهم وهم يرون الملايين من أموالهم تصرف من دون حسيب أو رقيب؟ مللنا من الكلام.. وهم يعرفون أكثر مما نقول، فقط نتساءل.. لماذا يحدث لنا ما يحدث؟ وهل نستحق كشعب ووطن ومستقبل ما حدث.. ويحدث؟ سؤال ليس هناك سوى جهة واحدة تستطيع الإجابة عنه!
s-alhashem@yahoo.com صلاح الهاشم
لقد دخلت عقولنا وافكارنا بهذا الموضوع ، فعلا نحتاج ناس توصل للسلطه مانعاني منه في الاسكان هل يعقل ان دوله غنيه مثل الكويت تعاني مثل هذه المشكله
ردحذف