استمعت
إلي كل الخطب التي ألقيت بالأمس في جلسة افتتاح مجلس الأمة ، تطرقوا إلي كل شيء ،
حتى معدل الفساد الذي تراجعت فيه الكويت إلي الموقع 66 ، لم أسمع أحدا يركز على
إحياء الروح الكويتية الخلاقة في الفن و الموسيقى والثقافة ، بل رأيت وعايشت منع
أديبة سعودية بالدخول إلي الكويت " لظروف أمنية " ورأيت كيف أزالوا هذه
الظروف دون أن نعلم ماهية هذه الظروف ، استمعت إلي خطط إنشاء دار أوبرا منذ عشرون
عاما وحين استقروا على ساحة العلم تبدل الرأي !!
فقط
أتابع بعين العاشق المتحسر تنقل " معرض ذخيرة الدنيا " لعاشقي الآثار
الشيخ ناصر صباح الأحمد وزوجته الشيخة حصة صباح السالم ، فلا استطيع وغيري
الاستمتاع بهذه الكنوز لأنه لا يوجد لدينا متحف يليق بها ، أمسيات موسيقية وفنية
متواضعه يقيمها المجلس الوطني للثقافة على استحياء كأنه خفر فتاة عذراء في ليلة
دخلتها ، الأسماء الممنوعة في معرض الكتاب تقارب تلك المسموح بها ، وهي ذاتها
المقبولة في معارض الكتاب في السعودية والشارقة ، اختفى الإبداع الموسيقي وازدادت
لغة التحريم لكل شيء جميل ، حتى تمثال الراحل الشيخ عبدالله السالم رفض "
طيور الظلام " وضعه في حديقة الحزام الأخضر بحجة أنه تمثال ، وكأن عمرو بن
العاص وهو الصحابي الجليل لم يبقىة على تمثال أبو الهول في مصر لأنه يعلم أن
العبرة بعقل الناس ونيتهم وليس بأشكال التماثيل وتواجدهم .
لا
أعلم ماذا يفعل التجار في بلدي ، فشخص مثل عبدالعزيز البابطين يغرد منفردا ، ودار
الآثار الاسلامية تهرب بروائعها إلي الخارج لكي تعرض على ناس تقدر الفن والجمال ،
فقط نحن في الكويت تزداد لدينا ثقافة البطون والطعام والحضارة الأسمنتية الخالية
من الروح والإبداع والحياة
حزني
على وطن يحاسب نيات أفراده ، ويتحكم فيصل واحد منهم فيما نشاهد ونسمع ونقرأ .. ترى
من يعلق الجرس إذا لم تكن هذه الحكومة .. أو جزء منها ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق