الخميس، 13 يناير 2011

" أتـؤمنـون ببعـض الكتـاب و تكفـرون ببعـض " " قرآن كريم "

كنت خارج البلاد حين حدثت تلك الصدامات في ديوان الحربش و ما تبعها من استجواب الذي يؤكد الجميع على دستورية و حق أصحابه و لكنهم يقيدون هذا الحق بقيد يلغيه أو يطيح به ، و طالعت اللقاء التلفزيوني مع النائب علي الراشد و جميل عودة الوعي الديني إلي نواب " إلا الرئيس " ،ولست عاتباً على أحد منهم بقدر عتبي على الزميل العزيز النائب علي الراشد حيث نزع عقاله وغترته في ذلك اللقاء التلفزيوني وارتدى عمامة خضراء وجبه سوداء وأخذ يساند موقفه بمجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة حول ضرورة طاعة ولي الأمر وفي علم القانون واللغة فإن المؤكد لا يحتاج إلي تأكيد ،وأن الواضح توضيحه غمامه ،وأن المفهوم لا يفهم ،وكل هذه المترادفات تؤكد للشيخ النائب علي الراشد أن الاستشهاد بأحاديث نبوية شريفة هي سنة حسنة ووسيلة جميلة لتأكيد المؤكد ،والمؤكد أنه لا أحد يقبل مخالفة ولي الأمر ،هذه واحدة ،والثانية أن المخالفة وعدم الطاعة مرفوضة لمن يتبناها حتى وإن كانت ستة حكومات لرئيس حكومة واحد ،فصاحب السمو الأمير كان ولا يزال داعياً إلي أن تكون الكويت مركزاً مالياً متقدماً ،وأن تتأكد سيادة القانون على الكبير قبل الصغير ،وقد سمعت من سموه ذلك شخصياً مما أعطاني اعتزازاً بهويتي الكويتية ،وصاحب السمو الأمير هو من وصف الفساد الموجود بالبلدية بأنه لا تحمله البعارين ،إذاً كل هذه الأمنيات والأوامر الأميرية من هو المخول بتنفيذها ؟ ووضعها موضع التنفيذ وفق نص المادة (55) من الدستور التي تنص على أن يمارس الأمير صلاحياته من خلال وزرائه ورئيسهم ؟ من الذي خالف وعطلّ هذه الرغبات السامية ولم يسع إلي محاسبة المفسدين وإصلاح المعوج من الأمور وتطبيق سيادة القانون على الكل بل من عارض ولا يزال الرغبات الأميرية السامية المتكررة بأن تكون الكويت في عيون أهلها ؟ هل هو الشعب أم حكومة الحكومة ؟ ومع ذلك لنردد على مسامع الشيخ علي الراشد بعضاً من الأحاديث النبوية الشريفة و منها : " إنما أهلك الذين من قبلكم أنه إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد " ،وأيضاً " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " ، وأيضاً " من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه " ،وها هي جموع من الأمة تعترض المنكر والمناكر من خلال لسانها و تتوجه للإعلام والتوجيه فلم تجد أذناً صاغية بل لقيت هراوات و بسطارات تعاقب من يسمع و من يتكلم ،وأيضاً نقول لمن زاد ثرائه من النواب والنوائب والنائبات ونذكرهم بالحديث الشريف حين عاد عامل الرسول (ص) وهو يحمل هدايا وعطايا فيقول للرسول (ص) هذا لكم وهذا أهدي إلي ، فيغضب الرسول الكريم (ص) ويقول : هلا جلس في بيت أمه وأبيه ليرى من يهديه ؟ سؤال نطرحه إلي الكل وليس هناك استثناء لأحد نواباً أم وزراء ؟ وشيء لله يا شيخ علي الراشد .

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

هناك تعليق واحد: