الأحد، 21 مارس 2010

تقرير توني بلير .. و فتاوي عوير و زوير

• أكثر من ستمائة صفحة من القطع الكبير و آلاف الإحصائيات و الأرقام و البيانات المستخرجة من أجهزة الدولة الرسمية و من قبلها وزارة التخطيط التي أصبحت مقبرة للوزراء و النواب و المرضي عليهم دون فائدة تذكر ، و مليون دينار مقدم أتعاب لتوني بلير و فريقه ثم عشرة ملايين دولار كأتعاب نهاية العقد ، و يأتي التقرير في النهاية ليقول كلاما" يعلمه و يردده طالب سنة أولى في كلية الهندسة أو التجارة و الإقتصاد ، و لو رجع جهابذة الخطة التنموية الكويتية إلي أدراج و رفوف مؤسسات الدولة لأمكن توفير هذه المبالغ و لكنه التطبيق السيئ للمثل الكويتي الخالد " تيس الفريج ....."!! و مع ذلك دعى إلي مؤتمر صحفي يستلزم حضور رؤساء تحرير الصحف الذي لا يستطيع أغلبهم كتابة خبر فما بالك بتعليق أو مقال بشأن خطة عشرينية ؟ ما علينا ، فقد حضروا و حضر كل مهتم أو متهم – لا فرق – بالخطة التنموية ، ما عدا السيد توني بلير – قدس الله سره - و لم يسمح لرؤساء التحرير إلا بالحضور دون السؤال فلم يسمح لهم بإحضار مستشاريهم " الإعلاميين " لتلقينهم الأسئلة و مع ذلك اختزل هذا التقرير ذو الستمائة صفحة بصفحات لا تجاوز العشر ، ثم وعدوا بإعطائهم ملخصا" عنه في حدود ستون صفحة جاري طباعتها الآن ، و لا نعلم لماذا لا ينشر التقرير و يناقش من أهل الاقتصاد و القانون و الإجتماع ، إلا إذا كان يعتبر سرا" كويتيا" أفشى عنه توني بلير بإعتبار الكويت ليست " نظاما" مستداما" " أو أن الإنفاق على التعليم و الصحة يزيد عن الإنفاق الأوربي و لكنه أدنى منه إنتاجية ، و هو خبر - تعلمه حتى والدتي – أطال الله عمرها – حين رفضت أن تعالج في الكويت بعد رحيل الدكتور سكدر الذي كان مخلصا" في عمله أكثر من العديد من القيادات الكويتية ، و يا توني بلير ، لقد أرادوا نفعك فدفعوا لك من أموالنا ، و لو كنا دافعي ضرائب لكنا اعترضنا و لكن غياب الوعي و الثقافة التي يرثع فيها العديد من قيادينا هي التي أوصلتنا إلي ما نحن فيه ، و مع ذلك كله كوم و توزيع هذا التقرير و تحديد من يستلمه بشخص المستشار في الديوان الأميري إسماعيل الشطي ... كوم بحد ذاته !!

•••
• " عالم الفتاوي " ، اقتراح ليكون هذا هو عنوان قناة فضائية جديدة تمتلئ بعلماء الفضاء – و نقصد به فضاء الإعلام – فقد تراكمت الفتاوي حتى أصبح لكل مسلم فتواه الخاصة أو شيخ الدين الخاص به و مع وزيادة وحدة و غرائب هذه الفتاوي و عدم وجود من يوقفها ابتداء من رضاع الكبير و حتى ظهر علينا داعية جديد يدعو إلي هدم المسجد الحرام في مكة بحجة منع الإختلاط المحرم ، و هو يذكرني بالدب الذي قتل صاحبه حين حطت ذبابة على وجهه ، و مع ذلك فإن هذا الرجل كان صادقا" مع نفسه و مع ثقافته الدينية التي اكتسبها طيلة عقود و لم يعترض عليها أحد ، و رأيه بأن دفع المفاسد أولى من جلب المنافع ، و هي قاعدة فقهية تقدر بقدرها ، و لو مددنا الأمر على استقامته فسوف نجده يقول بضرورة وقف الحج و العمرة لمدة لحين هدم المسجد و بناءه من جديد بثلاثين دورا" ، و بالتالي فمن يتحمل وزر منع فريضة ثابتة كالحج بسبب رغبته في منع الاختلاط المحرم ؟ و إذا كان ذلك كذلك فهل يعني ذلك أنه ينتقد الحج و العمرة في زمن الرسول ( ص) و الصحابة الراشدين حين كان القوم رجالا" و نساء يطوفون بالكعبة معا" ، و هل يعتقد هذا " الشيخ " أنه أعلم من كل السلف الصالح الذي أجازوا و لم يعترضوا ؟

 

لكن الشرهة ليست عليه ، بل على من يسمح لهؤلاء بتسميم عقول أجيال جديدة نشأت و هي تستمع إلي فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان ، حتى أضحى الأمر أن الأصل في الأشياء هو الحرمة و ليس الإباحة كما أمرنا ديننا .

 
و يا أيها الدين العظيم كم من المخازي و الفتاوى ترتكب بإسمك .

 

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق