الاثنين، 18 فبراير 2013

غاب المؤرخون ... وحضر التاريخ

أثار اهتمامي ما نشره الزميل أحمد الصراف في القبس قبل أيام بشأن عدم تصدي حملة شهادات الدكتوراه – المضروبة - كما أسماهم لتاريخ الكويت المعاصر والقديم ، لاسيما علاقة الشيخ مبارك الصباح مع الشيخ خزعل بن مرداو حاكم المحمرة ، والوضع السياسي مع الشيخ يوسف آل إبراهيم ، وخلفياته ورغم أن ذكر هذه الوقائع قد تصدى لها الباحث خلف بن صغير الشمري في دراسة قيمة ومحكمة وأكاديمية محايدة عنوانها ( المستودع والمستحضر في أسباب النزاع بين مبارك الصباح ويوسف الابراهيم من 1896-1906 ) ، وهي موجودة لدى المركز الكويتي للبحوث ومنشورة على الانترنت بموقع الباحث ، وهي بحوالي ثلاثمائة وخمسون صفحة من القطع الكبير وبها استشهاد من الوثائق البريطانية والعثمانية ومن عميد أسرة الإبراهيم الذي ينحدر من سلالته الدكتور يوسف الإبراهيم المستشار في الديوان الأميري ، وبها كتابات من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي عاصر جزء من هذه الأحداث ، وهذه الدراسة تستحق وبحق أن تكون عملا دراميا يقدم لأجيال الكويت ، ففيها من الموعظة والحكمة والحزن والفرح ما يستحق التسجيل والتذكر ، وقد قام بهذا المجهود مشكورا السيد / شريدة المعوشرجي – وزير العدل الحالي – حين كتب قصة مسلسل " أسد الجزيرة " ، وعهد بإنتاجه إلي شركة سورية صورته في سوريا ولعب دور الشيخ مبارك الصباح الفنان القدير الصديق محمد المنصور ، ولعب بإقتدار أكبر دور الشيخ يوسف الابراهيم الفنان المتألق عبدالرحمن العقل ، ومن أسف أنه قد تم منع هذا المسلسل من الظهور والعرض ، وقام الديوان الأميري آنذاك أثناء رئاسة رئيس الوزراء السابق بشراء حقوق النشر بمبلغ يقال أنه بلغ مليون دينار دفعت للسيد شريدة المعوشرجي مقابل أن لا يعرض – نتمنى أن يؤكد المعوشرجي هذه الحادثة أو ينفيها – وبقي المسلسل حبيس الأدراج الحكومية ، حتى تم تسريبه إلي الناس من خلال الانترنت ، والحق يقال أن المسلسل كان من الحرفية المهنية بمكان بحيث أنني رأيته أكثر من مرة رغم السرد الطويل في أحداثه .

واستذكر هنا في أيام دراستي المتوسطة أن واقعة قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه محمد وجراح كانت تكتب كما هي ، ثم بعد فترة تغيرت المفردات وأصبحوا يكتبون بأنه " وثب " إلي الحكم ، ثم بعد ذلك أزيلت نهائيا من المناهج الدراسية ، ومن الذكريات التاريخية لهذه الحادثة التي تمت في 1896 إن الكويتيون لم يحتفلوا بعيد الأضحى كما لم يخرجوا للغوص في هذا العام .

كانت علاقات الشيخ مبارك مع الشيخ خزعل قوية وحدية ولازلت أتساءل مع الزميل الصراف والعديد من الأصدقاء حول عدم البدء بإعادة تعمير قصر الشيخ خزعل المقابل للسفارة البريطانية الحالية ، وهل لذلك سبب سياسي أم نفور شخصي من الرجل الذي كان عاشقا للكويت وأهلها ؟    

ليس هذا فحسب فبيت الغانم الذي يقابله تماما أصبح آيلا للسقوط دون صيانة أو ترميم ، وسبقهما في ذلك مجموعة بيوت بهبهاني خلف الكنيسة التي تحولت إلي مطاعم للأكل السريع دون اهتمام بتاريخها ونسقها ومعمارها الفني ، واستذكر على عجالة فترة سكني في المنزل رقم 21 منها من عام 86 وحتى يوم الغزو العراقي عام 1990 ، وكيف كنا نحافظ مع الساكنين الأجانب على نمط المعمار وصيانته التي تدهورت الآن .

الحديث قد يطول ، ولكن سامح الله الزميل أحمد الصراف الذي أثار المواجع التاريخية ، ولمن يريد الاستزادة في هذا الموضوع نحيله إلي كتاب " المغامر العربي " لستانتن هوب – ترجمة رضوان مولوي ، أو ليقرأ الدراسة التي أشرنا إليها في البداية ، ويا مؤرخي الكويت ، عليكم حق حفظ التاريخ للأجيال ، فهو عظة ونصح وتذكار وقبلها للمجلس الوطني بأن يبادر فورا لتأدية وممارسة دوره في حفظ تراث الكويت ، بدلا من التركيز على معارض فنية صغيرة تذهب فلا تبقى لها أثرا أو محلا 
●●●●●●●●●●●●●●●
للرقيب كلمة :
أعجبني مقال كتبه الزميل خالد العوضي في الزميلة القبس بالأمس بعنوان " الله يرضى؟  الله ما يرضى " ، أنصح بقراءته من قبل مجلس الوزراء ...ورئيسه !!
لعل وعسى ...

للرقيب كلمة :
أردد دائما مقولة أن يملك أن يمدح يملك أن يذم ، وأنا لا أملك لا هذه ولا تلك ، ولكنني سأخالف ما قلته ليس دفاعا عن القاضي إبراهيم العبيد الذي وجه سيد حسين القلاف سؤالا حول خضوعه للتفتيش القضائي من عدمه ، ولكنها من باب الشهادة التي يأثم من يكتمها ، وسبب ذلك هو أن القضاة لا يستطيعون الرد وهم القادرين عليه ، فهذا القاضي بالذات أستطيع أن أشهد له بالالتزام الشكلي والموضوعي للهيئة التي يرأسها ، وكل قضية لديه تفحص وتمحص وتقرأ ، وأقولها عن تجربة وعن شهادة ، فقط نقولها أتق الله با سيد حسين ، ونتمنى عليك الإسراع في إعلان قانون السلطة القضائية إن كنت حريصا على القضاء ونحسبك كذلك  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق