الثلاثاء، 22 يوليو 2008

الـــــدولار بـيــتــكــلــــــم عــــــربــــي !


الــرقيـب :


الـــــدولار بـيــتــكــلــــــم عــــــربــــي !

جميل أن يكون لرجال الأعمال لدينا رأيهم السياسي المعلن و المكتوب ، فلم أسمع لأي منهم رأيا" في الشأن الكويتي العام ماعدا ما يتعلق بالإقتصاد و المال و دورته المتصاعدة ، و عندما يكتب السيد ناصر الخرافي رأيا" في وضع سياسي لبناني كحزب الله في جريدة القبس يوم الأربعاء الماضي 16/7/2008 ، و رغم جرأة الطرح و ألفاظ التفخيم ، و استفزاز القارئ الكويتي خاصة لاسيما مع مواقف حزب الله بشأن قضايا كويتية بحته مثل اختطاف الجابرية و محاولة اغتيال صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في الثمانينات ، و إنتهاء بمجلس تأبين عماد مغنيه و الذي أطلق اسمه " رضوان " على عملية تبادل الأسرى اللبنانيين و رفات بعضهم مقابل رفات الجنديين الإسرائيليين ، أقول رغم هذا كله فقد انتظرت و غيري أن أسمع رأيا" مخالفا" أو مؤيدا" أو منتقدا" أو حتى محايدا" من قبل أي كاتب أو جريدة محلية ، بإعتبار وجود وجهات نظر كثيرة بشأن هذا الموضوع ، و من أسف و ليس من عجب أنني لم أقرأ أي من ذلك طيلة الأيام الماضية ، مما جعلني استذكر – بحزن – سيطرة المال على الرأي في الكويت لاسيما من شخص لم يعرف عنه أنه متهم بالشأن السياسي المحلي دع عنك الشأن العربي أو الدولي ، بل يروي بعض المقربين للرجل بأنه على خلاف مع شقيقه جاسم رئيس مجلس الأمة بشأن ضرورة التركيز على الأنشطة الإقتصادية رديفا" و بديلا" عن الشأن السياسي و الذي يعيق عمل الإقتصاد في دول لا تفرق بين رأس المال و رأي صاحبه ، و هي حكمة جعلت من السيد ناصر الخرافي من أبرز مائة شخصية اقتصادية في العالم – اللهم زد و بارك – و رغم أملنا في الكويت بأن نرى بعضا" من أعماله الخيرية في الكويت كإنشاء جامعة جديدة أو منتجع سياحي أو حتى مستشفى كما يفعل في دول عربية أخرى ، إلا أنه مع ذلك فنجده في مقاله قد سبح ضد التيار الشعبي الغالب في الكويت بشأن مواقف حزب الله ضد الكويت خاصة ، و ربما قد نعذر العديد من العرب الآخرين على استغرابهم من الموقف الكويتي بشأن حزب الله و عماد مغنيه نظرا" لعدم معرفتهم أو عدم رغبتهم في المعرفة بشأن مواقف الحزب تجاه الكويت و قيادتها ، و لكن ما هو عذر السيد ناصر الخرافي ، و هو يؤيد عملية أطلق عليها اسم من اتهم بالإعتداء على الكويت و سيادتها و قيادتها ؟ و مع ذلك لماذا يمدح السيد ناصر الخرافي بهذه الصورة المبالغ بها ؟ و هل تحتاج أعماله في لبنان و سوريا إلي إعلان موقف كهذا حماية لمصالحه الإقتصادية لاسيما مع أنظمة تطالب المستثمر بإعلان التأييد السياسي لها قبل أعماله الإقتصادية ؟ و مع ذلك ، فنحن مع الشعور الجميل الذي يعتري السيد الخرافي ، و الفرح بالإفراج عن مساجين عرب داخل السجون الإسرائيلية هو أمر افتقدناه بالنسبة إلي السجون العربية مثل مصر و سوريا و السعودية و الأردن ، و مع ذلك لماذا لم نسمع من السيد الخرافي انتقادا" أو نصيحة توجهها إلي قيادات حزب الله حول ضرورة الإعتذار أو التوضيح للشعب الكويتي بشأن موقف عماد مغنيه و عملياته ضد الكويت و أهلها ؟ بل و لماذا لم يتمنى السيد الخرافي أن لا تسمى عملية الإستبدال التي تمت بإسم هذا الرجل الذي وصفه وزير الداخلية الكويتي بأنه " لا شريف يقبل أن يؤبن هذا الرجل " ، و إذا كان موقف السيد الخرافي نابعا" من شعور قومي وطني – و هذا ما نحبه و نتمناه 0 فلماذا لم ينتقد الحكومة المصرية حين أغلقت معبر رفح عن الفلسطينيين ، أو حتى الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء في المخيمات اللبنانية أو الأردنية أو السورية ؟ إلا إذا كان للدينار أو الدولار أو اليورو لغة أخرى غير لغة المنطق ، و احترام العقل بل و قبل هذا و ذاك ، الشعور بالعرفان و الولاء لدولة و شعب و نظام لم يبخل على ناصر الخرافي ، و بخل هو بأن يراعي شعور قومه و أهله و ناسه ....
صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق