شعب مفكك ، و قوى سياسية متناحرة ، و مجتمع مدني مهمل و خائف و مرتبك و جمعيات نفع عام انشغل أصحابها و القائمين عليها بالنفع الخاص ، و صحافة مصلحجيه ، تكتب افتتاحيات جرائدها و عينها على لجنة المناقصات المركزية ، و تراقب كتاب الرأي لديها و أذنها على ما يتردد في كواليس مجلس الوزراء و مجلس البترول الأعلى ، أكثر من خمسة عشر صحيفة يومية لا تتجاوز استفادتنا منها حين نفرشها لنأكل عليها السمك المشوي أو لإلتقاط فضلات الحيوانات لإضافتها إلي فتات المكتوب بها ، رؤساء تحرير يتغنون بالحرية و الدفاع عن حرية الرأي و غيرهم أو أغلبهم لا يفرقون بين الخبر و التعليق و لا يستطيع أحدهم أن يكتب مقاله مترابطة من بدايتها حتى نهايتها ، غرفة تجارة أصبحت " عبود " بعد أن أمسكت السلطة و حكومة الحكومة بصنبور المال و تدفقات النفط و توزيع المناقصات و أضحى التجار الذين كان يحسب لهم ألف حساب بالأمس أضحوا لا يستشارون حتى في تعيين وكيل وزارة دع عنك تشكيل حكومة ربما للمساومة معهم على حل قادم مظلم !! ، و ليس هذا بعجيب على المجتمع الكويتي ، فالكل لديه ما يخافه أو يخاف عليه – و هي معادلة استطاعت السلطة في الكويت أن تعزف على أوتارها ، و أن تجعل القوم أو أغلبهم يرقصون على موسيقاها ، و أن تجعل لهاث هذه القوى السياسية و الدينية و المدنية ينحصر في قوت اليوم ، و التخطيط لمستقبل أطفالهم في الغد ، فلا أحد يرغب إغضاب حكومة تمتلك أموال البلد و توزعها حسب رضاها و سخطها و ليس هناك قيادات شعبية بعد إختفاء جاسم القطامي بحكم المرض و انسحاب الدكتور أحمد الخطيب بسبب فقدان الأمل ، و أضحى الشباب الكويتي مشغولا" بدورة الخليج أكثر من انشغاله بسرقة المصفاة الرابعة أو حقول الشمال أو الداو كيميكال ، لقد أوصلونا أو كادوا إلي حافة اليأس ، حتى نكفر بكل جميل في وطننا ، و زرعوا في أغلبنا القهر و الغضب على مؤسسات دستورية رائعة ليس العيب في وجودها بقدر ما هو في من يمثلنا فيها ، و يا أهل الكويت نخاطب من بقي فيكم متمسكا" بالأمل ، لا تتركوا وطنكم بيد من يغتاله يوميا" ، و أرفعوا الصوت عاليا" تجاه كل التيارات التي تقود الكويت إلي الخلف و خاصة الدينية و القبيلة منها و بقيادة حكومية ماهرة في تقطيع أوصال البلد و لكنها أسوأ ما تكون حين تخطط لسعادة البلاد و ازدهاره ، و مادام هذا قدرنا حتى الآن لماذا تعجب حين تأتي الحكومة الخامسة بذات الأعضاء الذين رفضوا رقابة الشعب الكويتي عليهم من خلال مجلس الأمة ؟ للإجابة على هذا السؤال ، أعد قراءة العنوان مرة أخرى !!
من قالك متعجبين
ردحذفبالعكس متوقعينها
نحتاج اصلاح فكر لانفسنا حتى نستطيع ان نطالب بحكومة اصلاح
ردحذفحن نعيش في سفالة فكرية جماعية..
ردحذفاذا الشعب صحى تعال لوم الحكومة.. اما اذا مازلنا هائمين على وجهنا لانعرف للوعي طريق.. فكما نكون يولى علينا..
مرحبا
ردحذفمقال مميز من كاتب مميز فعلا كم نحن أحوج لأمثال جاسم القطامي ود.أحمد الخطيب وغيرهم ممن اعتادوا على زراعة الامل
في تصوري نحن بحاجة لفترة حتى يصحى البعض من سباته!!