قبل أسابيع التقيت الرئيس الألماني وزوجته الفاتنة في حفل استقبال بالسفارة الألمانية وتبادلت معه حديثا قصيرا أشاد فيه بالشفافية والحرية في الكويت ، وجاملته في ذلك مجاملة دبلوماسية ليست من عادتي ، وحين عودته إلي ألمانيا استقبلته مظاهرات غاضبة رفعت الحذاء في وجهه وأمام منزله وذلك حين نشرت إحدى الصحف الألمانية أنه قد حصل على تسهيلات بقرض خاص بمنزله ، ثم اتصاله بالمحررة في الجريدة التي نشرت الخبر ، وقام بتهديدها ثم اعتذاره عن هذا التهديد من خلال رسالة صوتية تدينه أكثر مما تبرئه ، وقامت القيامة ولم تقعد لدى الألمان إذ كيف يقبل الرئيس على نفسه الحصول على قرض بتسهيلات لا يحصل عليها المواطن العادي ، وهي مفارقة جعلتني أسأل السفير الألماني الصديق العزيز فرانك : فقال أنه يوجد قوانين لمنع استغلال السلطة في ألمانيا ونحن حريصون على تطبيقها بشدة ضد أكبر رأس بل أزيدك شيئا والكلام مازال للسفير : أن الوفد الرسمي الذي كان بمعية الرئيس أثناء زيارته الكويت قد حصل على ساعات سويسرية ثمينة لكل فرد هدية من السلطات المسؤولة الكويتية ، ولكن أعضاء الوفد ، يعلمون أنه لا يحق لأي مسؤول أو موظف رسمي أن يحتفظ بأي هدية يفوق ثمنها خمسة وعشرون يورو !! وإذا أراد شرائها فيتم تقدير سعرها الأصلي ويدفع الفرق !!
يحدث هذا في ألمانيا ، أما نحن في الكويت فلدينا ديوان محاسبة لم نسمع من رئيسه شيئا وكل هذه الملايين توزع من أموال الشعب يمنة ويسره لمن يستحق ولا يستحق ، ولدينا قضاء ونيابة وصحافة ومع ذلك نرى القوم يشخرون ويشغلون أمورهم بحجم أرصدتهم المالية التي يحلبونها من ضرع هذه الدولة الصغيرة التي أصبحت تستنجد بشبابها الآن لحمايتها .
الانتخابات القادمة فرصة لإصلاح كل هذه الأخطاء ، وقبل ذلك لتطبيق نصوص قانونية لازالت جامدة و ثابتة فهل نطمع في كثير ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق