في سويسرا – يا الله من فضلك – كل منطقة أو كانتون يعني بأموره من شوارع وحدائق ومدارس ومحافظة على البيئة والنظام ، فقط أتساءل لماذا لا نطبق هذا المبدأ السويسري لدينا ؟ لدينا جمعيات تعاونية في كل منطقة ، ولتكن هذه الجمعية المنتخبة مسئولة عن كافة أمور منطقتها ، ويتم تخصيص ميزانية حكومية سنوية لها تراقب من الجمعية العمومية للجمعية التعاونية ، وتقوم بالإشراف على الحفريات الحكومية ومتابعتها بل والتعاقد مع جهات خاصة لإنشاء طرقها وحدائقها ، وان يتم الصرف من خلال التبرعات والتطوع والميزانية الحكومية ، صدقوني سوف نختصر الدورة المستنديه ونشجع الإبداع الفردي وتنتهي الأعمال بصورة أسرع وأكثر دقة ونظافة ، والأهم توفير الأموال ، لنجرب عمل ذلك في منطقة واحدة في شمال الكويت والثانية في وسطها والثالثة في جنوبها ؟ هل سوف نخسر ما قد نخسره الآن ؟
■■■■■■■■■■■
في بداية السبعينات اشتركت مع مجموعة من شباب المدارس في معسكر العمل الشبابي في الجهراء برئاسة طيب الذكر الأستاذعبدالرحمن المزروعي – أمده الله بالصحة والعافية – هذا الرجل الرائع والنبيل الذي قدم ولا يزال الكثير للكويت وأهلها ، في هذا المعسكر الذي أقيم في فصل الصيف كانت مهمتنا أثناء النهار هي زرع آلاف من شجر الأثل والسدر على طوال المساحة الصحراوية التي تقع يمين الطريق المتجه إلي المطلاع ، وأذكر أنني شخصيا قد زرعت ما يقارب الألفين شجرة على الأقل وكانت الفكرة بسيطة للغاية إذ تحفز أخاديد في الصحراء تملأ بمياه المجاري المعالجة آنذاك بدائيا ، ثم يأتي دورنا لغرس عيدان طولها حوالي ثلاثون سنتيمترا فيها ، وبعد مضي كل هذه السنوات وحين أذهب هناك أشاهد هذه الغابة وقد أهملت ويبست أغصان أشجارها ، أو قطعت ، واستذكر بحسرة كيف كانت جهودنا وأين أصبحت الآن ، إنها حسرة أتمنى أن لا يراها الأستاذ عبدالرحمن المزروعي .
■■■■■■■■■■■
ومادام الشيء بالشيء يذكر ، فلماذا لا تبادر وزارة الشؤون الآن وجامعة الكويت وجماعة لوياك ، والأندية الرياضية بإيجاد هذه الوسائل لإشغال الشباب والطلاب في فصل الصيف الطويل ولماذا لا نستغل طاقة الشباب وإبداعهم لعمل شيء مفيد لبلدهم ووطنهم وأهلهم ؟ ما جدوى ملايين الصفحات من المناهج والكتب ، حين يقوم طالب بإتلاف لمبة كهربائية عامة ؟ أو إلقاء قذارته بالشارع ؟ إنها محاولة لترشيد طاقة شبابنا بدلا من تركه فريسة لأهل التيارات المتطرفة ، فمن يسمع ؟
■■■■■■■■■■■
شخصيا لم أعد أصدق وعود أي مسؤول كبير أم صغير حول إنشاء المسارح ودار الأوبرا والمتاحف ، فالفكر المتخلف قد أخافهم وجعلهم يرتعدون حين يرون متطرف ما يصف الفن بالمجون ، والتماثيل بالأنصاب ، والموسيقى بكلام الشيطان ؟ ليس هناك من أمل سوى بقرار شجاع من رجل شجاع في زمن قل فيه العقل أو غاب ، فمن يرفع الراية ؟
■■■■■■■■■■■
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق