الخميس، 12 فبراير 2009

في العيــد .. ُﻴحتفــي بــك ..





لست معنيا" برزنامة التاريخ أو أرقام الأيام و سرعتها ، و لكنه يوم ليس كالأيام ، اتفق فيه ملايين البشر على الاحتفال بالحب و ليس أي حب و لكنه العشق و الغرام و الوجد لشخصين من شخصين ، و رغم محاولة البعض ربط هذا الحب بالأم أو الوطن أو الأسرة ، إلا أنه يبقى رمزا" لحب من نوع آخر يعيد إنسانية الحياة إلي قلوبنا و يشعل لهيبا" قد احتضر أو ضاع أو خمد ، إنه حب المرأة للرجل و هو حب ليس له قيود أو ضوابط أو كوابح ، و هو فعل لا إرادي ينتج عنه أحيانا" و ليس دوما" رد فعل يساويه في القوة و مضاد له في الإتجاه ، أنه ببساطة شوق و شبق و خيال و ذكرى تجمع في إنسانه واحدة يختصر وجودها العالم ، فكيف إذا أجمع مليارات البشر على اعتبار حبيبتهم بأنها العالم ، و كيف يتم تقسيم العالم إلي محب و محبوب ؟ و كيف يمكن أن يصادر الإنسان حق الطيور و الفراشات و الأسماك بل و حتى الأفيال و الأسود في الحب و اللمس و الهمس لأنثاه ؟ هل هو طمع الإنسان بإحتكار الجمال أم هو الخوف على الحب من الإنتشار و التوسع حتى يدخل إلي خلايا العقل قبل القلب فيقف العقل حائرا" حين يقوده القلب إلي متاهة جميلة و ضياع رائع يتبعون فيه سرابا" نهايته حب و أوله عشق و آخره عتق من عبودية الجسد ؟

سيدتي .. يا من استذكر قولك معي دائما" ، إليك في هذا اليوم و كل يوم احترامي قبل حبي ، فلولا احترامي لذاتي ما عشقت وجودك بقربي ، و حبي حين يحاول التململ و التملص من قيود البعد أو تجاهل كونك مسجلة على اسم آخر ليس لأنه ينتقص من وجودك داخل عقلي ، فالبعد يكون أحيانا" سببا" لاشتعال الشوق و الوجد ، و هو رغم عنفه و بدائيته فهو وسيلة لتجديد ما اختزنه من شوق و ترجمة لحب ظل ساكنا" أكثر من سبعة و عشرون عاما" كنتي فيه المرأة التي ملأت الوجود بقربي ، و التي اكتسحت بعاطفتها الثائرة و مزاجها العصبي ، و ضحكتها الصافية ، و قلبها الصغير كل السدود و كل الحواجز لكي تقنع بأن تقترب مني من خلال رائحة عطر أضعها أو غتره امتلكها أو حتى رقم هاتف يرن بقربها ، أو حتى حين أعلم سعادتها حين تشم رائحة جلد سيارة مغلقه في يوم حار ، أو تقديمها لسمكة الزبيدي ، أو حين تترغل بالأرقام العشرية بلهجتها المحببة .

سيدتي .. في هذا اليوم لا أملك لك شيئا" يساوي أكثر من كونك كنتي و لازلت و أتمنى بقائك قربي أغرق معك بالحب و ألفاظه ، و العشق و معانيه ، و نستذكر أياما" و لحظات و سويعات سرقناها من عمر الأيام و الذي هو ما اعتبره عمرا" تضيفينه إلي عمري ... و يا سيدتي ... لنكن كما كنا ... معا" دائما" .



صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق