الاثنين، 16 فبراير 2009

النـار ما تحـرق إلا رجـل واطيهـا

هل هي الغفلة السياسية ؟ أم هو التخطيط الخبيث ؟ أم هو استغفال هذا الشعب و اللعب بمستقبله ؟ أم هي كل هذه الأمور مجتمعة ؟ دارت هذه الأسئلة في الذهن و أنا أتابع الفيلم السمج الذي تقوم بتمثيله حركة حدس و من قبلها أو معها هذه الحكومة المشلولة التي تتعمد وفق دراسة أو تخطيط – لا نعلم أيهما – أن تضع قنابل موقوتة في تشكيلها ابتداء من عودة كل أعضائها و انتهاء بتعيين وزير النفط الذي طرحت الثقة المعنوية به قبل اللائحية مرورا" بالطبع بمخالفات مكتب رئيس الوزراء و خسارة المليارات في الاستثمارات الخارجية و قضايا المصفاة و حقول الشمال و تأخير المشاريع التنموية في دولة يبلغ الفائض لديها أكثر من ثلاثمائة مليار دولار كان يمكن توجيهها إلي إنشاء مدن جديدة في الشمال و جنوب البلاد لإنهاء أزمة سكن لدولة لا يتجاوز عدد مواطنيها مليوني نسمه ، و كان يمكن إنشاء عشرات المستشفيات المتخصصة و الجامعات و المعاهد و على الأخص جامعة خاصة للبترول و صناعته و مشتقاته في دولة يعتمد إنتاجها الرئيس على النفط و ليس لديها كلية خاصة به ، هل نقول أكثر ؟ حسنا" تحالفت السلطة أو حكومة الحكومة أو الحكومة الخفية ، سمها ما شئت ، تحالفت هذه الحكومة مع التيار الديني – و لا نقول الإسلامي – و منذ عام الحل 1976 اعتقادا" منها بأن سياسة السادات بالتحالف مع التيار الديني قد تنفع معهم ، و من أسف أنهم لم يتعظوا بنهاية السادات ، مع قياس الفارق بالطبع ، فماذا حدث ؟ انقلب السحر على الساحر و أصبحت حركة حدس – و يا للمفارقة – تقود المعارضة و تعض اليد الحكومية التي أغنتها من فقر و أمنتها من خوف ، فماذا فعلت الحكومة بعد أن ضاعت البوصلة لديها أو كادت ؟ التفت إلي إعادة الجمعية الثقافية – و هو حق مشروع – اعتقادا" منها بتحقيق توازن ضد التيار الديني الآخر ، و هو لعب بالنار لا يتفق مع الحكمة و الحنكة السياسية ، فتحقيق التوازن ليس باللعب على التناقضات و الاختلافات السياسية و العقائدية و الأيدلوجية في مجتمع أبرز صفاته هذا التنوع و الاختلاف الرائع في الرأي ، و لو كان هناك مستشاري رجال دولة لنصحوا الحكومة بإعادة نادي الاستقلال و قبول استقالة الحكومة بل و تعيينها حكومة جديدة بأكملها بعد مشاورات مع أعضاء مجلس الأمة ، و لكن يبدو أن قدر الكويت أن يبقى – حتى إشعار آخر – مرهون بالقمار السياسي الذي يمارسه " البعض " غير عالمين بأنهم ربما يلعبون " الروليت الروسي " و هي مقامرة قد تؤذي من يلعبها أكثر من غيرهم ... هل نقول أكثر أم وصلت الرسالة ؟

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق