الخميس، 6 مايو 2010

منحتهـم نصحـي بمنعـرج اللـوى فلم يستبينـوا النصـح إلا ضحـى الغـد .." لسان الحال د. أحمد الخطيب "

كلام " الحكيم " الدكتور أحمد الخطيب له مذاق خاص حين تسمعه بدلا" من أن تقرأه ،فللرجل كاريزما خاصة تجبرك على سماعه بل وتصديق ما يقوله لأنه ببساطة يقول صدقا" وحقا" ،فهو من الآباء المؤسسين للدستور ،ولو لم يكن له سوى ذاك .. لكفاه ، ومع ذلك لنقرأ تصريحاته الأخيرة في جريدة الطليعة .. التي نأمل عودتها بعد أن اتخمت عيوننا بالغث من بعض الصحافة التي يتقيأ أصحابها علينا كل صباح ،ولنقرأ بين سطور الحكيم وما يقوله ،فالوضع لا يسر الخاطر ،وبقراءة فاحصة للعديد من الظواهر والأحداث التي حدثت في الأيام القليلة الماضية ،نجد أن طاقة الأمل لدينا أخذت تضيق في ظل غياب شبه كامل لقيادات شعبية تقود ولا تقاد مع الإشارة إلي أنه ليس من الضروري أن تكون قيادات برلمانية بقدر أن تكون قيادة لديها رؤية تطرحها وتدافع عنها ،ومع كل الإحترام لحكيم الكويت فإننا نطلب منه أن يضع لنا حلولا" لما نراه بدلا" من ترداد نفس الآراء التي حفظناها جميعا" فترداد مقولة أغنية عوض دوخي " راح وقت المزاح يوم جانا صباح " ثم ترداد ذات الرأي – وليس الرؤية – حول عدم قناعة النظام بوجود الدستور وأهميته هو أمر أصبح واضحا" للمجاميع الشعبية وأصحاب المدونات الشبابية الذين يقولون ويكتبون ويعلنون آراء أقسى بكثير مما يطرحه الحكيم وجماعته ،فما نحتاجه اليوم أو يحتاجه الشارع السياسي – إن كان لدينا – هو وضع حلول عملية تطرح على شكل نقاط أو برامج عمل أو حتى مقترحات يتم تبنيها من مجموعات شبابية يكون التحالف الوطني مظلة لها من خلال ورش عمل ومحاضرات تنادي على سبيل المثال لا الحصر بما يلي :

أولا" : إعادة تدريس منهج الدستور والتربية الوطنية في جميع المراحل الدراسية بما يتناسب مع المستوى الدراسي .

ثانيا" : رصد وإعلان كل ممارسة تعارض مواد و روح الدستور الكويتي صادرة عن أي نائب أو سياسي أو سلطة مهما بلغ شأنها وإعلانها ونقدها والدفع برفضها من خلال الكتابة والإجتماع والنشر .

ثالثا" : تعزيز إشراك الشباب والدفع لهم وتشجيعهم على دخول مؤسسات المجتمع المدني التي تقادم أعضائها حتى أصبحوا كالخشب المسندة ،وذلك لزيادة الحيوية وتنفيذ الأجندة الخاصة بحماية الدستور نصا" وروحا" .

رابعا" : إطلاق مبادرات شعبية مدعومة من القطاع التجاري الكويتي الخاص لإبراز القيم الإجتماعية مثل نشر الفنون والموسيقى والأدب وتشجيع البحث العلمي من خلال الضغط على مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتخصيص جزء من ميزانيتها البالغة ستمائة مليون دينار لتطوير العقلية الإبداعية للشباب الكويتي ،بإعتبار أن العقل العلمي هو الحامي للحريات التي هي أساس الإبداع .

 

خامسا" المحاسبة الدقيقة والمستمرة لأي تصرف أو تجاوز على المال العام ،وهذا لن يتأتى إلا بتشكيل قوي ضاغطة لإصدار تشريعات تعزز دور المجتمع المدني في حماية موارد الدولة ،وإتاحة الفرص للوصول إلي المحكمة الدستورية مباشرة ،وتعزيز السلطة القضائية فعلا" وقولا" وتخصيص الميزانية المستقلة له مع إيجاد وسائل متطورة للرقابة ومتعددة بدلا" من حصرها بجهة واحدة كديوان المحاسبة الذي يجب ألا يستمد قوته أو ضعفه من شخص رئيسه بل من كونه هيئة رقابية .

سادسا" : لتكن هذه العوامل أو بعضها هي وسيلة الحكيم ومؤيديه – وأنا أولهم – لإنارة شمعة بدلا" من أن نلعن ظلام استمر أمامنا لفترة طويلة ،وهي أمنية يعبر عنها البيت الثاني من الشعر استكمالا" لعنوان المقال حيث يردد " دريد بن الصمه " لسان حاله عند غياب القيادة بقوله :

ومـا أنــا إلا مــن غزيــه إن غـزت         غـزوت وإن ترشـد غزيـه أرشـد

- ترى ما رأي الحكيــم ؟؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق