لم أطق صبرا حتى ينشر هذا المقال في ذكراه الأليمة في الخامس من إبريل وها قد نشرته قبلها بيوم ، وهو تصرف يطابق الحزن المسبق على هذا الوطن ، فقي مثل هذا اليوم من عام 1988 تم اختطاف طائرة الجابرية وهي في رحلتها من بانكوك إلي الكويت ، وبقيت الطائرة ستة عشر يوما توقفت لمدة ثلاثة أيام في مشهد في إيران ثم خمسة أيام في لارنكا قبرص ، ثم ثمانية أيام في الجزائر ، وفي وحشية بالغة قل نظيرها تم اغتيال الشهيدين الكويتيين عبدالله حباب الخالدي وخالد أيوب الأنصاري ، في محاولة خبيثة وبشعة للتفرقة بين أهل الكويت ، رد عليها الشعب الكويتي بكل طوائفه بالصلاة والدعاء لهم بالرحمة في حسينيات ومساجد الكويت ، والدعاء لله بفك كرب الرهائن الآخرين .
أربعة وعشرون عاما مضت ، وتوجهت أصابع الاتهام إلي حزب الله اللبناني وإلي عماد مغنيه بالذات وإن لم يقطع أحد بذلك ، وبذات الوقت لم ينفي الحزب مسئوليته أو يقوم بإدانة العملية الإرهابية التي استهدفت مواطنين كويتيين ؟ فماذا فعلت الكويت منذ ذلك الحين للجنوب اللبناني الذي يسيطر عليه هذا الحزب ؟ قام الصندوق الكويتي للتنمية بمنح الجنوب اللبناني خاصة مساعدات مالية ومنح وقروض منذ عام 1988 تاريخ الاختطاف وحتى تاريخه مبلغ وقدره مائتين وثمانية وسبعون مليون دينار كقروض بفائدة تتراوح بين واحد وواحد ونصف بالمائة وفقا للتقرير السنوي الصادر من الصندوق الكويتي للتنمية لعام 2010-2011 مع فترة سماح لم يعطها الخاطفون اللبنانيون لشهيدينا ، وقد أنشأ الصندوق من أموالنا منشأة صحية وكهربائية وإعادة إعمار الجنوب بعد حرب تموز 2006 التي خاضها حزب الله المتهم الرئيسي بالاختطاف ، بل وساهم الصندوق حتى في بناء متحف بيروت التاريخي رغم عدم وجود متحف لدينا في الكويت !! وبذات الوقت ومنذ اختطاف الإمام موسى الصدر في ليبيا فإن نبيه بري رئيس مجلس النواب لا يزال يرفض التطبيع مع ليبيا ، ويرفض أن يزور لبنان أحدا من ليبيا ، بل ويطالب في كل عام وفي ذكرى اختطاف موسى الصدر بضرورة كشف مصيره وتحديد من اختطفه وأصبح تقليدا سياسيا أن تصطف الحكمة اللبنانية مع هذا التوجه .
لم ينسوا ما فعله القذافي مع الصدر ، ويطالبوننا بنسيان من اختطف أبنائنا وقتلهم أمام وسائل الإعلام ؟ ومع ذلك فنحن من ندير خدنا الأيمن لكي نضرب على خدنا الأيسر ، ولو لم نكن كذلك لما تجرأت إيران على اختطاف حسين الفضالة ، ولما تلكأت الحكومة العراقية في الإفراج عن علي الحربي ، وسوف نرى مستقبلا العديد من هذه الممارسات مادامت حكومتنا اللارشيدة تنظر بعين العطف وتغدق المال على من يهين ويختطف ويقتل مواطنين كويتيين !!
آخر الكلام ، يقول وزير الداخلية الفرنسي حين تم اعتقال كارلوس في السودان بعد دفعهم خمسون مليون دولار " نحن لا ننسى من يسفك الدم الفرنسي " .
ومنا إلي .... من ؟ لا أعلم لمن أوجه خطابي ولكنه بالتأكيد ليس إلي هذه ... الحكومة الكويتية !!
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق