يقول لي صاحبي ، ألم تتعب من الكتابة في السياسة ؟ يا أخي أكتب لنا شيئا في الحب ، الغزل ، الأكل ، السياحة ، الصحة ، العلاقات الإنسانية ، مللنا من هذا الطبيخ السياسي الذي نقتات عليه يوميا ، استذكرت هذا القول من صاحبي الهادئ ، وأحسست بأنه لديه والكثيرين الحق في الابتعاد عن الأمور التي كنا ولازلنا نتحدث عنها منذ عشرات السنين ، فلا إصلاح يتم إلا بموافقة ورضي حكومة الحكومة ، وهم بالإختصار اللاعبون خلف الستار ، ومع ذلك حاولت أن أطبق ما يقوله صاحبي ، فتابعنا بعض الأنشطة الثقافية ، وسمعت عن كتب تثرى قارئها مثل كتاب الحكيم الدكتور أحمد الخطيب " من الإمارة إلي الدولة " وجزئه الثاني " من الدولة إلي الإمارة " فوجدت أن هذا الكتاب ممنوع من التداول من الكويت رغم أن مؤلفه قد تم تكريمه الأسبوع الماضي بإعتباره من الرعيل الأول المؤسس للمجلس البرلماني وللدستور ، ثم سألت عن كتب ممنوعة أخرى فوجدت أن كتاب " مائة عام من الإسلام السياسي " بجزئية السني والشيعي لكاتبه رشيد خيون قد منع أيضا في الكويت رغم السماح به في معرض الكتاب السعودي !! ، فدفعتني حاسة الفضول الصحفي إلي الرغبة في معرفة آلية المنع ومن هم هؤلاء الأفذاذ أصحاب العقول الجبارة الذين يقرأون نيابة عنا ، ويحددون ماذا نقرأ وماذا يصلح لنا ؟ اتصلت بالأستاذ القدير والأديب عبدالله خلف ، فأفادني بكل أريحيه بأنه وآخرين أعضاء في لجنة الرقابة على الكتب في وزارة الإعلام ، ورغم اعتراضه على أسلوب المنع إلا أن الكثرة تغلب العقل وبالتالي يخضع الأمر للتصويت بين أفراد اللجنة ، وهنا طلبت منه معرفة أعضاء اللجنة ، وحين أورد أسمائهم عجبت ليس من وجودهم في اللجنة ، بل كان عجبي سيزداد لو لم يكونوا أعضاء في اللجنة ، فهم نخبة أو أغلبهم في الأدب والفكر فكيف يعاملوننا كأشخاص فاقدي الأهلية وحتى لا نزيد لنسرد عليكم أسمائهم .
الأديب عبدالله خلف ، د. عادل عبدالجادر - مدير إدارة الإعلام بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، د.عبدالرحمن الأحمد – عميد كلية جامعية ومدير النادي العلمي ، خليف الإذينة من وزارة الأوقاف ، منيرة الهويدي – وكيلة مساعدة للمطبوعات ، لافي الظفيري – مدير إدارة المطبوعات بوزارة الإعلام ، فهد المطيري من الإعلام ، فيصل المحميد ، وبقيت ولازالت هذه اللجنة موجودة منذ أكثر من عشر سنوات يتقاضى كل فرد فيها مكافأة ألفين دينار سنويا !!
حيث تكون العقول مسيرة ، وموجهه ، وعديمة الاختيار ، يكون هناك سبب للصراخ ، والدعوى إلي الوزير الشاب محمد المبارك بإزالة هذه الخدوش والنتوء عن وجه الثقافة الكويتية ، نقول ما نقوله ونحن نتحرج عن الوقوع في شرك النقاش السياسي حتى لا يزعل صاحبنا !!
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق