أسعد دائما بالجلوس مع أهل الرعيل الأول من رجالات الكويت ، فمعهم أشعر بعبق التاريخ وأريجه ، ولازلت افتقد جلساتي مع الراحل الرائع عبدالله زكريا الأنصاري و محمد مساعد الصالح ولازلت استمتع بحضور الرئيس السابق أحمد زيد السرحان – أطال الله عمره – وأشعر بمتعه الاستماع إلي ما يروونه من أحداث جسام مرت على الكويت قديما ، وهي حوادث لم تسجل – للأسف الشديد –حتى الآن سوى على لسان قائليها ومحاوريهم ورغم تسجيلي ما يدور من هذه الحوارات في قصاصات ورقية بعد اللقاءات معهم ، إلا أنه يبقى لزاما علينا مناشدة ورجاء هؤلاء الرجال تسجيل ذكرياتهم كما فعل جزئيا حكيم الكويت الدكتور أحمد الخطيب ، ومن هؤلاء الرجال الذي أسعدني الحظ بالجلوس معهم العم الفاضل عبدالعزيز ثنيان الغانم ، الذي لازالت صورة شقيقة الأكبر المرحوم عبداللطيف ثنيان الغانم حين تقديم مسودة الدستور إلي المغفور له الشيخ / عبدالله السالم تزين حائط مكتبه ، وحين يسترسل العم بوسعود في الكلام فليس من الحكمة مقاطعته فالرجل يمتاز بتسلسل جميل في الشرح والسرد وربط الأحداث ببعضها ، مقارنة ما يحدث حاليا في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإسقاط ذلك على الوضع الحالي ، فتكون النتيجة سلبية للغاية على المراقب الحالي ، وحين استمع إلي بساطة العلاقة والاتصال بالحاكم والمحكوم بذات الوقت ، وسرعة اتخاذ القرار والإنصاف والعدل والاستماع إلي الرأي والرأي الآخر ، أشعر أنا شخصيا بأن ما وصلنا إليه الآن ما كنا لنصل إليه لولا حكمة أب الدستور الشيخ عبدالله السالم الصباح ، فرؤيته وبعد نظره كانا السبب فيما ننعم به الآن من مميزات دستورية والحديث مع العم بوسعود فيه العديد من المحطات والذكريات وكلما ابتدأ بذكر سالفة معينة يطلب أن تكون بيني وبينه فقط ، ويستذكر في هذا مقولة أخيه الأكبر عبداللطيف - يرحمه الله – حين طلب منه العم بوسعود كتابة مذكراته ، فأجابه : " يا عبدالعزيز لو كتبت كل ما حدث لي لتأثرت عائلات كثيرة ، وهناك من الأحداث ينبغي أن ترافق صاحبها إلي دار الحق "
الحديث استمر أكثر من ساعتين ، وعدت إلي المنزل وفي عجالة قمت بتسجيل بعض نقاط الحوار ، ولكن بإعتبار أن المجالس أمانات فسوف احتفظ بها لتكون لي دافعا للكتابة حول الكويت وأهلها وكرامة شعبها .
فقط استمتعت بقصة " الهيوس " التي رواها لي العم بو سعود ، و " الهيوس " – جمع " هيس " – باللهجة المحلية ، ولمن لا يعرفها فليسأل من يعرف معناها ، أو يرجع إلي موسوعة عبدالرحمن السعيدان الكويتية ، ولكن " للهيوس " قصة ... وللقصة ... قصة أخرى !!
للرقيب كلمة :
كنت أتمنى أن تكون لجنة التحقيق في استثمارات التأمينات التي وافق عليها المجلس بالأمس من صلب مجلس الأمة وليس بتكليف ديوان المحاسبة ، لاعتبارات عديدة ، ومع ذلك ما لا يدرك جله لا يترك كلمة ، ونشكر النواب الذين وافقوا على هذا الاقتراح ، ولننتظر نتائج التحقيق الذي نتمنى أن ينتهي سريعا !!
للرقيب كلمة ثانية :
بالدخول إلي موقع غرفة تجارة وصناعة الكويت تبين لي أن الوزير أحمد الرجيب لا يزال رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية لتعليم قيادة السيارات سجل تجاري رقم 25028 وأن النائب محمد جاسم الصقر رئيس مجلس إدارة شركة هانويل الكويتية رقم السجل التجاري 15857 والنائب عبدالحميد عباس دشتي رئيس مجلس إدارة شركة مراكز التجارة العقارية برقم السجل التجاري 75809 ونطالب مجلس الأمة بتطبيق نصوص الدستور المادة (121) والمادة ( 12 و 14 ) من اللائحة الداخلية التي تمنع الجمع بين عضوية المجلس ورئاسة مجالس إدارة شركات .
أما باقي الأعضاء فأغلبهم شركاء في شركات لم يمنع القانون ذلك عليهم ، فماذا أنتم فاعلون ياأغلبية المجلس بهذه المخالفة اللائحية .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق