قبل البدء بأي كلام ، نود الإشارة بكل ألم غرائب الإبل وتعجب يملأ الكون ، وحسرة تعتصر الفؤاد والقلب ، عن صحة ما أورده النائب الفاضل مسلم البراك يوم الخميس الماضي من أن الأردن طلب مبلغ مليار ومائتي مليون دولار لسد النقص في ميزانيته ، وأن حكومة دولة الكويت الرشيدة أدام الله ظلها وافقت على دفع ستمائة مليون دولار كوديعة غير مستردة ، هذا الكلام – إن صح – يستلزم صحوة وانتفاضة من نواب المجلس ومؤسسات المجتمع المدني ، ولا نعلم تحت أي قانون سوف يتم سداد هذا المبلغ ، وسوف نتابع – لأننا لا نملك سوى ذلك – هذا الأمر في الأيام القادمة .
•••
ومع ذلك فلابد من الإعلان صراحة عن خيبة الأمل في أداء كل مؤسسات الرقابة في الكويت وأهمها بل أولها هو مجلس الأمة ، فقد نجحت الحكومة بإقتدار في قلع أظفار هذا المجلس ، وشذبت من مخالبه وبرمت أسنانه ، فغدا لا يتكلم إلا كرد فعل على ما يحدث ولا يقوم بما ألزمه به الدستور من التشريع والرقابة ، وعلى ذلك ضاعت الرؤية وغابت البصيرة ، وازداد الفساد كما لم يستشري من قبل ، ولعلاج ذلك نقترح تفعيل مؤسسات الدولة المدنية مثل ديوان المحاسبة وإضافة مواد إلي قانونه تسمح له بالإحالة إلي النيابة العامة ، والتوجيه يعزل أي مسئول حكومي لا يتعاون مع الديوان ، ومع تحديد ميزانية تتناسب وعمل الديوان وزيادة العاملين والمحاسبين ليكون بالفعل ذراع رقابية للمجلس ، كما يستلزم الأمر عدم قابلية رئيس الديوان للعزل وخضوع التعيين لإرادة مجلس الأمة فقط ، وأيضا" تعزيز دور هيئة الرقابة على المال وإعطائها صلاحيات مطلقة للتحقق والتقصي ، وإعلان أي إعتداء على المال العام الداخلي والخارجي ، وأيضا" إشهار جمعية الشفافية والدفاع عن المال العام ، وتعزيز دور الصحافة و حمايتها حين الكشف عن أي فساد أو تجاوز يحدث من أي جهة ، ويا حبذا لو قام مجلس الأمة أو أي كتلة برلمانية فيه بتشكيل حكومة ظل يكون لكل نائبا" وزيرا" يتابعه ويترصد عمل وزارته بحيث يكون النائب أكثر تخصصا" في تشريعه ورقابته دون الإخلال بواجباته الأخرى .
- نريد أن يقوم الشعب الكويتي بدوره ليس فقط في إيصال نوابه إلي البرلمان ، بل أن يكون صانعا" لقراره ، ممسكا" بإرادته التي وإن تنازل عن جزء منها لنوابه إلا أنه يبقى هو الأصيل في ممارسة كل حقوقه الدستورية ، وكل ما سلف ذكره لا يمكن تحقيقه إذا لم يتم تدريس الطلبة والطالبات في سنواتهم الأولى بأهمية الولاء للأرض والوطن قبل أية أمور أخرى ، لنجرب ذلك ، فربما نعود كما كنا مثالا" لغيرنا ، بدلا" من أن نكون أمثوله كما يريد لنا البعض فهل نحن فاعلون ..؟؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق