الأحد، 18 أبريل 2010

أخ ... يا قــوم ماكـارى ...!

بمناسبة الحديث عن الشعر ، فقد تابعت وغيري ما حدث بشأن موضوع مزدوجي الجنسية ، وهو أمر قانوني كان يتعين على وزارة الداخلية ممارسة صلاحيتها القانونية الآمرة لتنفيذه وفق المادة (11) من القانون 15/59 ، وهي مادة قانونية لازالت معطلة بفضل المساومات السياسية والمزايدات بل والخوف من يفترض بهم وضع القانون موضع التنفيذ ،فإزدواج الجنسية ممنوع قانونا" ومرفوض شعبيا" ومستهجن إجتماعيا" ، فلماذا يترك الأمر حتى يصل إلي التجريح الشخصي لأي مواطن يبدي فيه وجهة نظر قابلة للنقاش ؟ ولماذا لا يبادر المعترضون من نواب وغيرهم إلي تغيير هذا القانون - إن شاءوا - ؟ إنها أسئلة يبدو أن إجابتها أصعب بكثير من طرحها .
•••



وبالمناسبة فقد قام البعض بالتعريض بالمواطن الشيخ علي جابر الأحمد الصباح الذي طالب بتطبيق نصوص القانون على هذا الموضوع ، أقول قام البعض بالتلميح حينا"والتصريح حينا" آخر بأنه ليس من حق من يكتب شعرا" للأطفال – وهو بالمناسبة أصعب أنواع الشعر – أن يكتب نقدا" أو رأيا" سياسيا" ، ويبدو أن المعارضين لما كتب المواطن الشيخ علي الجابر لم يجدوا شيئا" ينتقدونه به سوى ذاك ، ومع ذلك نذكرهم بالشاعر حسين السيد الذي ألف أغنية " ماما زمنها جايه " وكتب بها بيت الشعر للأطفال وهو "... جايبه وزه وبطة بتقول واك واك واك " هو ذاته الشاعر الذي كتب النشيد الأشهر في العالم العربي " وطني حبيبي وطني الأكبر " . وأيضا العملاق صلاح جاهين الذي كتب قصيدة " والله زمان يا سلاحي " الخالدة والتي استعملت لفترة نشيدا" وطنيا" لمصر ، وهو ذاته الشاعر الذي كتب " الدنيا ربيع و الجو بديع " ، وأيضا" " يا واد يا ثقيل " ، والتي نهديها لكل من تلوث قلمه بالسباب والفجور في الخصومة والفحش في القول ، وهي بالمناسبة أسهل أنواع الكتابة .

•••
- أيضا" من الغريب سكوت غالبية كبيرة ممن يؤيدون الشيخ علي الجابر في رأيه ذلك ، ومنهم عدد كبير من أفراد الأسرة الحاكمة والنواب وأصحاب الدواوين ، وهو تأييد يستمد قوته وشرعيته من نطاق قانوني بحت يطالب بتطبيق هذا القانون على كل محافظات الكويت الستة ، ومن شمالها إلي جنوبها وشرقها إلي غربها ، بل أن السكوت عن تأييد ذلك يرسل إشارات سلبية لا نريدها في مجتمع يتعين أن يتم تطبيق القانون أولا" على كبار القوم حتى يكونوا عبرة وأمثولة للغير ، ومع ذلك لا أفهم هذا السكوت سبب قراءة عنوان المقال مرة أخرى !!

•••



شعرت بالإحترام الشديد للشعب التايلندي بقمصانه الحمر ، وتنظيمه ، وتوحده حول طلبهم إقالة رئيس الوزراء ، فقد نظموا الصفوف ، وحددوا المسئوليات ، أداروا حركة المرور في العاصمة تايلند ، و لم يعتدوا على أحد ولم يكسروا محلا" أو يهاجموا أي مؤسسة حكومية ، بل أحضروا مسرحا" متنقلا" عرضوا عليه مسرحيات سياسية ساخرة ، وأعلن قادتهم بأنهم سيستمرون في اعتصامهم السلمي إلي حين رحيل الرئيس ، فماذا كان رد فعل الحكومة ؟ أعلنت حالة الطوارئ و أنزلت الجيش إلي الشوارع و تحول هذا العصيان المدني المسالم إلي حمام دم ، ولكن المتظاهرين ثبتوا ولم يفزعوا واستمروا في عصيانهم السلمي فليس بأيديهم سوى القمصان والأعلام والمسرح وهي الأدوات التي لا يفهمها أي نظام دكتاتوري ، بل ويخشى منها ويخافها ، ويا أيها الشعب في تايلند ، إنك من يستحق الحياة ، أما نحن في عالمنا العربي فلم نفلح إلا في الشعر وترداده لقول الشاعر:

" قف دون رأيك في الحياة مجاهدا

                                                  فإن الحياة عقيدة وجهاد "
•••
 خمسة مليارات ومائتين مليون دينار قيمة صفقة طائرات الرأفال الفرنسية ، مائة وخمسة وعشرون مليون دينار منها كعمولة الشخص السوري – الفرنسي ، وشريكه الكويتي ابن المتنفذ الفلاني ، أخبار طفت على الساحة السياسية مؤخرا" و لم نجد لها تأكيدا" أو متابعة سوى من كتلة التنمية البرلمانية التي تخفي من المعلومات أكثر مما تظهر ، ومع ذلك أين دور جمعيتي الدفاع عن المال العام و جمعية الشفافية التي مللنا من رؤية عضوها الوحيد وهو " يترزز " أمام الإعلام دون اللجوء إلي القضاء وإثارة هذه المواضيع الهامة واللجوء إلي القضاء لوقف هذه الممارسات من قبل جمعيات نفع عام تضم العشرات أو المئات من الأشخاص ، هي رسالة قابلة للوصول للغير ، حتى لو تم رفض هذه الدعاوي لأي سبب ، فالصخب الإعلامي المرافق لها هو المطلوب بدلا" من التحلطم و الترقطم كالعجوز التي اسكب حليبها منها .

يا قوم ماكاري ... استيقظوا يرحمكم الله حتى لا يكون حالكم كما قال الرائع معروف الرصافي :

أطلّـت وكـــــاد يعيينـــــي الكــــلام

                                  مــلامــا" دون وقعتـــه الحســـــام

فمــــا انتبهـــــوا ولا نفــــــع المـــــــلام

                                كــــأن القــــــــوم أطفــــــــال نيــــــــام

                   تهـــــزّ مــن الجهالــــــــة فــي مهــــــــــود


 

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق