الأحد، 11 أبريل 2010

حكـومـة .." سـاعـة لقلبـك " الكويتيـة ..

قهقهت ضاحكا" حتى بدت نواجذي .. و النواجذ هي الأسنان قبل أن تتسوس فإذا رافقها السوس ، فإضحك و أخفي فمك ، و مع القهقهه حوقل و تبسمل و تعوذ ، و شكرا" لمن أضحكني فقد طال علينا النكد و أيامه ، ببركة شيوخ الإفتاء و نوائب تحريم الرياضات النسائية و هدم المسجد الحرام ، و مع ذلك شكرا" لمجلس وزراء " ساعة لقلبك " الذي اعلن بعد اجتماعه الأسبوعي بأنه قرر إنشاء مسارح و دار أوبرا .. تخيلوا دار أوبرا مرة واحدة ، و لم لا ؟ فقد انتهى العمر الافتراضي لمسرحي الكويت اليتيمين ، كيفان و الشامية و أصبح مسرح جمعية المعلمين رهنا" بالواسطة و المعارف للحجز عليه ، أما مسرح بيان فهو أجمل و أرقى من أن يترك للحركة المسرحية و لفنون الأوركسترا و الموسيقى ، فهو للعروض الخاصة ، و أصحاب الجلالة و السمو و الفخامة و المعالي حين تعرض لهم أنشطة موسيقية لزوم إعلان الإنضمام إلي الحضارة الموسيقية ، و هذا الإعلان بإنشاء دار الأوبرا و مسارح في كل محافظة هو إعلان تخديري – بالخاء - لجماعة الإنفتاح الليبرالية الكويتية ، و هو إعلان تحذيري – بالحاء – لجماعات التأسلم الديني و المتشدد بأن إذا لم تلتزموا بقواعد اللعبة الحكومية فسوف نعطي خدنا اليسار للحرية و الإنفتاح بعد أن تلقى خدنا الأيمن الراشديات و الكفوف منكم ، و في كلا الحالتين لم أسمع رأي الحكومة في الفن و الطرب و الموسيقى ، لأنه قبل هذا الإعلان رأيت و استمتعت بالأوبريت الغنائي الضخم " الكويت لمن أحبها " من خلال براعم و أطفال لم يبلغوا الحلم – وفق اشتراطات لجنة الظواهر السلبية ، و لو كانت حكومة " ساعة لقلبك " جادة بإعتزازها بالفن و رسالته ، و أبنائنا و مواهبهم ، وفنانينا و قدراتهم ، و شعرائنا و تميزهم ، لما قبلت أن تكون وصية على أبناء و بنات الكويت بمنعهم من المشاركة في هذا الأوبريت الوطني ، و لتركنا كل ولي أمر يقرر و يحدد مشاركة ابنته التي تجاوزت سن الحلم و لكي يتم التنافس و إبراز المواهب الكويتية بدلا" من النظر إلي الفتاة كجسد و حسب .

 
حكومة " ساعة لقلبك " الكويتية ، حكومة رد فعل ، و حكومة أفرطت في شرب " شربت البيذان و النامليت " و ليس حليب السباع ، و سوف نقرأ بعد عشر سنوات من الآن ، تصريحا" لذات الحكومة أو أحفادها ، يقول بعد المقدمات : " قرر مجلس وزراء " ساعة لقلبك " إنشاء دار أوبرا و مسارح في جميع المحافظات "
ألم نقل لكم أنه ضحك .. كالبكاء ؟؟؟


للرقيب كلمة :

بمناسبة الضحك أيضا" فقد أضحكني أقوال شيوخ الدين في تصريحات عديدة منها :

أولها : الشيخ السعودي محمد النجيمي - المعروف بمعارضته الشديدة للإختلاط ردا" على منتقديه الذين نشروا صورة له نشرت في جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 7/4/2010 صفحة (62) و هو يتوسط سيدتين فاضلتين هما عائشة اليحي و أمل عبدالله ، بقوله : " أنهن من القواعد من النساء و الكبيرات في السن " ، ترى ما رأي سيدات الكويت في ذلك ؟

 
ثانيا" : الشيخ السعودي و المدير لهيئة الأمر بالمعروف بمنطقة مكة المكرمة الدكتور أحمد الغامدي ، الذي يؤيد الإختلاط و يعتبره أمرا" طبيعيا" في حياة الأمة و مجتمعها و هو منشور بذات العدد و بذات الجريدة و بذات الصفحة .

 
ثالثا" : الشيخ السعودي محمد العريفي الذي أعلن عن رغبته زيارة القدس لإعداد حلقة تلفازية منها ، و إعلان إسرائيل موقفها تجاه هذه الزيارة ( ذات الجريدة و العدد صفحة 63) .

 
رابعا" : تصريح النائب الدكتورة معصومة المبارك حول إعلان حكومة " ساعة لقلبك " إنشاء الأوبرا حيث قالت : ارجوا أن لا تكون كذبة أبريل !

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق