الــــرقيـــــــــــــب :
أيها الفـرح ...ما أجمــلك
من يملك أن يفسر تدافع عشرات الآلاف من المواطنين و المقيمين شيوخا" و أطفال و نساء منقبات و سافرات في جو عاصف مغبر ليشاركوا في الإحتفال بإفتتاح مهرجان شهر فبراير ؟ و من يملك أن يحلل هذا الإندفاع العفوي للمشاركة و كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليضحكوا و يمرحوا و يغنوا و يشدو كل منهم بحبه لممارسة حريته و تعبيره عن الولاء لوطنه و حرصه عليها ، هذا الفرح العفوي ، هل هو ردة فعل على المحرمات و النواهي التي ابتلينا بها ممن يعتقدون أنفسهم أوصياء علينا و على حرياتنا ؟ أم هي تعبير حقيقي عن الطبيعة المتسامحة للمجتمع الكويتي الذي لازال يستذكر النهضة الفنية و الموسيقية و المسرحية خلال العقود الماضية ، و حين كانت مهرجانات الأعياد الوطنية تسير على طول شارع الخليج العربي و بمشاركة جنسيات مختلفة ، لم تذكر الصحف و وسائل الإعلام و الجهات الأمنية عن أية حوادث أمنية تذكر ، و لم يضبط أحد يمارس الزنا أو يلتقط أطفالا" لقطاء من الشارع ، بل رأينا فرحة و بسمة و رقصه و غناء ، يحمي فيه الشاب الكويتي أخته و زوجته و والدته و يعطيها حقها في الفرح البريء المعلن و المكشوف بدلا" من التشجيع على دفن الفرح في السراديب و الشقق و الشاليهات ، و كم هي جميلة مبادرة المحافظات لاستعادة دورها في تنظيم هذه المهرجانات لاسيما مهرجان محافظة العاصمة بقيادة المايسترو الشيخ علي جابر الأحمد حين أصر على مشاركة الفرق الشعبية و الموسيقية على شاطئ الشويخ بتنظيم رائع استذكرنا به أياما" سابقة ، ليس للفرح جنسية أو وقت أو مكان ، و كم كان المنظر حضاريا" حين أرى ابتسامة طفل و غناء شيخ و رقصة طفلة تزهو بشعرها و ثوبها و هي ترفع علم الكويت ، ثم يأتي بعد ذلك من يفتي بحرمه الفرح ، و يهدد و يتهم و يقذف ، بحجة الخوف على الدين ، و لو تفقهوا في حديث الرسول (ص) ما معناه : " أن هذا الدين متين فأوغلوا به برفق " ، و أقول لو فهموا المعنى لما جلبوا إلي حياتنا العبوس و القنوط و الخوف ، و مع ذلك أنا من المتفائلين دوما" ، فيا أبها الفرح أقدم و النشر ردائك و أنثر عطرك فقد آن أوانك . .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
أيها الفـرح ...ما أجمــلك
من يملك أن يفسر تدافع عشرات الآلاف من المواطنين و المقيمين شيوخا" و أطفال و نساء منقبات و سافرات في جو عاصف مغبر ليشاركوا في الإحتفال بإفتتاح مهرجان شهر فبراير ؟ و من يملك أن يحلل هذا الإندفاع العفوي للمشاركة و كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليضحكوا و يمرحوا و يغنوا و يشدو كل منهم بحبه لممارسة حريته و تعبيره عن الولاء لوطنه و حرصه عليها ، هذا الفرح العفوي ، هل هو ردة فعل على المحرمات و النواهي التي ابتلينا بها ممن يعتقدون أنفسهم أوصياء علينا و على حرياتنا ؟ أم هي تعبير حقيقي عن الطبيعة المتسامحة للمجتمع الكويتي الذي لازال يستذكر النهضة الفنية و الموسيقية و المسرحية خلال العقود الماضية ، و حين كانت مهرجانات الأعياد الوطنية تسير على طول شارع الخليج العربي و بمشاركة جنسيات مختلفة ، لم تذكر الصحف و وسائل الإعلام و الجهات الأمنية عن أية حوادث أمنية تذكر ، و لم يضبط أحد يمارس الزنا أو يلتقط أطفالا" لقطاء من الشارع ، بل رأينا فرحة و بسمة و رقصه و غناء ، يحمي فيه الشاب الكويتي أخته و زوجته و والدته و يعطيها حقها في الفرح البريء المعلن و المكشوف بدلا" من التشجيع على دفن الفرح في السراديب و الشقق و الشاليهات ، و كم هي جميلة مبادرة المحافظات لاستعادة دورها في تنظيم هذه المهرجانات لاسيما مهرجان محافظة العاصمة بقيادة المايسترو الشيخ علي جابر الأحمد حين أصر على مشاركة الفرق الشعبية و الموسيقية على شاطئ الشويخ بتنظيم رائع استذكرنا به أياما" سابقة ، ليس للفرح جنسية أو وقت أو مكان ، و كم كان المنظر حضاريا" حين أرى ابتسامة طفل و غناء شيخ و رقصة طفلة تزهو بشعرها و ثوبها و هي ترفع علم الكويت ، ثم يأتي بعد ذلك من يفتي بحرمه الفرح ، و يهدد و يتهم و يقذف ، بحجة الخوف على الدين ، و لو تفقهوا في حديث الرسول (ص) ما معناه : " أن هذا الدين متين فأوغلوا به برفق " ، و أقول لو فهموا المعنى لما جلبوا إلي حياتنا العبوس و القنوط و الخوف ، و مع ذلك أنا من المتفائلين دوما" ، فيا أبها الفرح أقدم و النشر ردائك و أنثر عطرك فقد آن أوانك . .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق