قبل وفاته بعدة أشهر ، كنت جالسا" معه أسأله عن رئاسته لمعهد الكويت للأبحاث العلمية ، و لماذا لم يقم هذا المعهد الذي أنشئ بتبرع ياباني من شركة الزيت العربية – سيئة الذكر – بأي مجهود أو نتاج علمي أو مساهمة للمجتمع الكويتي رغم قدم هذا المعهد و تفرده على الساحة الخليجية بل و العربية قبل أكثر من خمسين عاما" ، كان الدكتور حمود الرقبة يرحمه الله يستمع إلي سؤالي بإنصات شديد كعادته ثم أجابني بصوته الهادئ : كان لدينا مشروع في السبعينات أو أوائل الثمانينات بشأن استخدام الشمس و الرياح كمصادر طبيعية للطاقة ، و كانت التكلفة زهيده للغاية مقارنة بالفائدة الموجودة ، بل وجدنا دعما" قويا" من الجانب الياباني باعتبار أن الشمس الكويتية لا تغيب عن الكويت معظم أيام السنة ، و كان أيضا" تجربة مميزة لهذا المعهد لكي يبادر بهذه المبادرة ، و لكن – و آه من لكن – أتانا قرار من جهة عليا – لم يشئ أن يحددها المرحوم الرقبة – أخبرنا ما لكم و هذه الخرابيط فسعر النفط يبلغ ثمانية دولارات و هو أرخص من تكلفة إنشاء محطات شمسية أو هوائية لإنتاج الطاقة ، و رغم محاولة المعهد - و الكلام لازال للمرحوم الدكتور الرقبة – إقناع هذه الجهة العليا بأننا يجب أن نفكر للمستقبل ، إلا أن طلبنا رفض و تم وأد هذه الفكرة في مهدها ، استذكرت هذه المحادثة حين قرأت بحثا" للدكتور أحمد زويل العالم الحاصل على جائزة نوبل لاختراعه " الفيمتوثانيه " - و ليس الفيمتو الذي يشرب في المناسبات - و يقول الدكتور زويل أن الخمسين سنة القادمة ستشهد ارتفاعا" في أسعار النفط و شحا" و نقصا" في استخراجه مما يدفع العالم إلي البحث عن بدائل للطاقة مثل الشمس و الرياح ، و حين يتكلم عالم مثل الدكتور زويل فإن الجهات العلمية في الكويت مثل المؤسسة المأسوف على شبابها ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، و معهد الأبحاث ، بل و جامعة الكويت ، مطالبين بسرعة تمويل و إنشاء هذه الطاقات البديلة ، فبناء الخبرة الفنية لهذه الأعمال و توليد الطاقة منها قد يكون هو بديل الكويت خلال المائة سنة القادمة حين يحدث ما يحدث للنفط و أيامه ، و كل خوفي أن يكون لدينا شخص ما في جهة ما ، يؤمن بعقلية ما ، و يمتلك سلطة ما ، و لا يوجد لديه مستشار ما و لا يعارضه أحد ما ، و لا يمنعه أحد ما ، و لا يعقب على قوله أحد ما ، كل خوفي أن يقوم هذا الـــ( ما ) بمنع أي توجه لاستغلال شمس اللاهوب الكويتية أو الرياح التي لا تنقطع عن الكويت ، نقول ما نقوله ، و نحن نشاهد كل المؤسسات المعنية بالبحث العلمي تبحث عن أي شيء و كل شيء ما عدا .... البحث عن العلم!!
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق