الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

إنـي أرى هـذه الوجـوه نـواطقـا".... .بالسـر لكـن نطقهـنّ مجمجـم

- معروف الرصافي -
أكثر النقاط إيجابية في عزم النائب المليفي تقديم استجواب لرئيس الوزراء هي كشفه للعديد من الأقنعة التي تختفي خلفها وجوه كثيرة دينية و ليبرالية و مستقلين ، و مع ذلك لنجعل من التاريخ البعيد شاهدا" حول إدعاء التيارات الدينية بعدم ملائمة الوقت و الظروف و المناخ ، و رغم كونها قياسا" مع الفارق ، فإن الخليفة أبو بكر الصديق حين استتب الأمر لديه فوجئ بمن يمتنع عن دفع الزكاة ، فعزم على قتالهم تأكيدا" لمبادئ الإسلام فوجد من ينصحه من الصحابة بتأجيل الأمر و الحرص على ترسيخ دعائم الدولة الإسلامية الوليدة آنذاك و مراعاة لخواطر و محاولة لإقناع الخصوم بمشروعية الزكاة ، فلم يلتفت الخليفة الصديق إلي كل ذلك و قال قولته المشهورة : " و الله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلي رسول الله لقاتلتهم دونه " و هذا هو الإسلام الذي نعرفه الذي لا يجامل و لا يحابي و لا يطأطئ الرؤوس أو ينظر إلي المصالح الإقتصادية و خواطر كبار القوم و إلي مستندات المناقصات و المشاريع العملاقة ، بل لا ينظر من يحمل لواء الدعوى الدينية إلي مقدار الربح و الخسارة الدنيوية و تكاليف الحملات الإنتخابية الجديدة فقط بحجة الملائمة و الموائمة و التوقيت ، فالخطأ واقع و السكوت عنه هو خطيئة و نواب السكوت عنها يرتكبون خطيئة الخطايا .

أما نواب التجمع الوطني و التحالف و الشعبي و المستقلون ، فقد أصبحوا مثل " طين الخاوه " لا طعم لديهم و لا رائحة بل ملمس لزق و دبق يتقلب في أقواله و أفعاله حينا" و يسكت عنها حينا" آخر ، و لو كان ما يقولونه حول الملائمة و الموائمة صحيحا" لما كان إصرار الوفد الشعبي في مؤتمر جده بعد التحرير فعالا" و مؤثرا" ، و لما كانت مسألة انتقال الإمارة من أمير إلي أمير برعاية مجلس الأمة فعّالة ، و لما كانت المواقف المعلنة من الشعب و نوابه بشأن العديد من القضايا الأخرى الكثيرة مؤثرة و واضحة ، و لكنها التفسيرات التي جعلت من وجودهم على الكراسي الخضراء وسيلة لزيادة الأرصدة و السكوت عن الخطأ عنها ، و أتمنى و ما كل ما يتمنى المرء يدركه أن يصدر تشريع قانوني يتيح الفرصة لكل مواطن أو مجموعة بعزل أي نائب أثناء مدة عضويته إذا أخل بشروط و أمانة العضوية و لا أجد خيرا" من بيت الشعر عنوان المقال لكي نصف فيه حال الشعب و نوابه .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق