الأحد، 13 نوفمبر 2011

حـزيـن أنـا يـا كـويـت

- كانت ساعات السفر طويلة حين عودتي من جاكرتا ،ولم يكن الكتاب سوى رفيق طالت صحبته حتى مللنا بعضنا ،وحين دخلت الطائرة الأجواء الكويتية ، وكان الشوق إليها كثيراﹰ ،نظرت من عل بعد أن أخبرنا الطيار بضرورة أخذ دورة أخرى فوق الكويت ،وليته لم يفعل ،فقد أرانا ما كنت لا أحب رؤيته ،المباني القديمة والمتهالكة في مثلث الإجرام المسمى " جليب الشيوخ " ولو أن للشيوخ لدينا جليباﹰ أو بئراﹰ حقيقياﹰ لكان بالتأكيد أكثر ترتيباﹰ ونظافة من منطقة يقطنها مئات الالآف من البشر ،ثم تلك الخيام المزروعة كالفطر في بيئة فقيرة من النباتات ،عطشى للماء ،تهتك حرمتها عربات الدفع الرباعي مثيرة للغبار المسبب لكل أنواع الأمراض ، وتساءلت لما لا يكون لدينا تحديد للتخييم وأماكن واضحة لها لا تتعدى على هذه الأرض الصحراوية الجميلة مع كافة مستلزمات التخييم الذي تدفع ثمنه تلك الأرض الطيبة ، رأيت خطوطاﹰ تتلوى كثعبان كوبرا عملاق عبارة عن سيارات متراصة تنفث من عوادمها سموماﹰ تضاف إلي سموم الطعام الملوث والماء المسرطن ،والهواء المشبع بالغاز دون أي حل لهذه المشكلة المرورية ،رأيت صحراء شاسعة ، خالية من أي أثر للحياة ،وتساءلت عن سبب تأخير حل المشكلة الإسكانية رغم وجود عنصريها الأرض والمال ،أدرت بصري ناحية البحر فرأيت شريطاﹰ ضيقاﹰ يمتد كالفطر البري عبارة عن شاليهات لا يجمعها لون أو تصميم في تلوث بصري ظاهر ، يحتكر البحر ،ويمنع عشاقه من التمتع فيه لشعب عشق البحر وعشقهم موجه ولونه ،رأيت مطار الكويت الذي بانت عليه مظاهر القدم والشيخوخة حتى بات يخجل كل كويتي قادم إليه ،ولا نعلم السبب لكي تكون الكويت كذلك وهي التي تنفق بيدها اليمنى واليسرى لكل دول العالم لكي تبني منشآتها من أموال هي حق لنا ولشعبنا في شراء لولاء ،أو إرضاء وإدعاء ،أو حتى لدفع البلاء ! .

- تمنيت أن تكون الكويت بجمال قصر بيان من الأعلى ،أو بحداثة وتنسيق قصر السيف مع واجهته البحرية ،أو أن تكون على الأقل شبيهه ببعض القصور المبنية على البحر بدقة وجمال تساءلت ...وتمنيت أن يعتبر من بيده الأمر الكويت باعتبارها قصراﹰ له وبيتاﹰ أو حتى شاليهاﹰ ،ربما يعمّره ويجمله ..ويبرز أحلى ما فيه ..

- آه .. ياكويت ... ماذا ستقولين لو أنطقك الله حروفا ؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق