الأربعاء، 18 يناير 2012

تطبيـق للحـدود ... أم إثبـات للوجــود ؟

أسعد كثيرا حين أرى حماس الشباب ذكورا وإناثا ، وأتمنى أن يصل لمجلس الأمة والبلدي والمحافظات وجمعيات المجتمع المدني بل وحتى الوزراء شباب لا تتجاوز أعمارهم الأربعين عاما ، فأفكارهم جميلة ومتمردة وثائرة ، ومع ذلك أضع يدي علي قلبي حين أرى شابا يافعا وجريئا مثل الزميل أسامة مناور يضع في أولوية برنامجه الانتخابي أنه يريد تطبيق الحدود على إطلاقها وهو حماس محمود ومقبول ولكن لماذا ينظر البعض إلي الإسلام وكأنه عبارة عن حدود فقط من قطع لليد ورجم بالأحجار والجلد ؟ ولماذا لا يطالبون أولا بتطبيق العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات ؟ وهل يا ترى إذا سرق شيخ أو تاجر أو حتى زعيم لاتجاه ديني هل سوف يضمن أسامة أو غيره بأن الحدود ستطبق عليه أولا قبل غيره ؟ هل نحن بحاجة إلي ترداد الحديث الشريف حول فاطمة ابنة الرسول (ص) ؟ وهل المطلوب هو القفز على كل المقدمات الإنسانية والأخلاقية حتى نبدأ بتطبيق الحدود ؟ هل سمع المرشح أسامة وغيره قول مفتي مصر الشيخ علي جمعة : " لكل زمن ترتيبه " ، وهل ترتيب هذا الزمن الولوج إلي اختلاف حول أولويات تطبيق الشريعة ؟ وهل يجرؤ أسامة مناور أو من يؤيده من أية حركة دينية أن يطرح مسألة وقف الحدود في أوقات معينة ؟ وقبل أن يجيب على هذا التساؤل أذكره بموقف الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - وهو من هو ، حين أوقف ولأسباب الضرورة أربعة من النصوص القرآنية والحدود فقد ألغى توزيع سهم المؤلفة قلوبهم حين قال أن الإسلام قوي وليس بحاجة لذلك رغم ورود النص القرآني بشأنه ، وحين فتحت العراق طالبه الجند بتوزيع الغنائم من الأراضي والأنعام فأوقف ذلك حتى لا تؤخذ الأرض بأكملها و تضيع على المسلمين بالسنوات القادمة ،ثم أعلن عن تأكيد أمر الرسول (ص) حين أمر بإلغاء زواج المتعة حين احتج عليه بعضهم ، وآخرها حين أوقف حدا من حدود الله وهو قطع اليد في عام الرماده ( يراجع الطبري ) تاريخ الأمم والملوك الجزء الثالث صـ559ـ .

- ترى هل يجرؤ أي مرشح ديني على من يقول أنه سوف يطبق الحدود على كبار القوم أولا ، وسوف يفرض العدالة الاجتماعية وأولها الضريبة أو الزكاة على كبار الهيئات والأفراد ، وأن يجعل الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار ، وهي مصادر الطاقة والزراعة وإذا قمت بذلك أو أيا من مرشحكم ، فثق يا أسامة أنني مستعد أن أكون مفتاحا انتخابيا لك ، ندعو إلي المعروف بالمعروف وننهي عن المنكر بدون منكر .

- إن دغدغة مشاعر القوم لا يجب أن تستهين بعقولهم ولا تضرب على أوتار قلوبهم ويا أسامة إن هذا الدين متين فأوغل به برفق .

للرقيب كلمة : لغالبية المرشحين أقول كما يقول الشاعر الجميل شريف الشافعي

أعطيني ورقة بيضاء / سأرسم صورتك بأمانة / وستبقى الورقة بيضاء ..!

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق