الثلاثاء، 20 مارس 2012

نريد قضاء مستقلا لا مستغلا !

كانت هذه اليافطة من أكثر اليافطات التي لفتت انتباهي في مظاهرة حاشدة خرجت في الرباط في المغرب وكانت هذه الجملة الصادمة لقانوني عتيق مثلي تجعلني أبحث عن سبب كتابتها ورفعها على رؤوس الإشهاد في بلد يتمتع بتعددية حزبية وديمقراطية جافه وشعب خشن يدين بالولاء للملك أكثر من النظام ذاته ومؤسساته ، وحين تمعنت في موضوع المظاهرة كان موضوعها فتاة في السادسة وعشر من عمرها تدعى أمينة الفيلالي ، اغتصبت على يد رجل يكبرها بضعف عمرها ، وتم تقديم الرجل للمحاكمة ، حيث خيرته المحكمة إما بإنزال القصاص عليه أو بتزويجه من الفتاة المغتصبة والتي رفضت ذلك ، ومع ذلك حكمت المحكمة بزواجه منها دون اعتبار رأيها وشعورها ورفضها بأن ترتبط بمن انتهك قدسية جسدها وأفقدها عذريتها ثم يأتي القانون بحجة عادات باليه لكي يلبس هذه العلاقة الشائنة غطاء شرعيا بإرغامها على الزواج ممن اغتصبها ، لم تتحمل أمينة الفيلالي ذلك لاسيما بعد أن واجهت الأمرين مع عائلة زوجها المغتصب فقد كانوا يعاملونها بإعتبارها امرأة ساقطة أجبر ابنهم على الزواج بها حماية له من الحبس أو الإعدام ، بعد أقل من شهر على زواجها انتحرت أمينة الفيلالي بتناولها سم الفئران وأخذت قصتها بعدا عالميا وإنسانيا جعل كل منظمات المجتمع المدني في المغرب تتبنى قضيتها وتطالب بتعديل القانون الذي يمنح الجاني العفو عن العقوبة إذا تزوج من اغتصبها ، وقد يكون ما سلف مقبولا فيما لو قبلت الفتاة ذلك ، ولكن إجبارها على الزواج لا يقل إثما وشناعة عن عملية الاغتصاب ذاتها ، والذي يتكرر يوميا بحجة عقد زواج نطق به قاض .

هذه الصرخة القانونية والإنسانية ليست للمغرب وحدها فقط بل أن تجاوز حقوق الإنسان عامة والمرأة خاصة في مجتمعات ذكوريه قاحلة يفرض على المرأة في كل مكان ان تطالب ليس بحقها في منع الإعتداء عليها ، بل على الحد الأدنى عدم مكافأة من يعتدي عليها بحجة قانون أو عادات أو تقاليد .

ويا أيها العالم العربي ..نحن شركاء في الهموم من محيطنا إلي بحرنا ...

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق