الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

رسالة إلى السيدة إقبال الأحمد العزيزة أم عزيز..

قرأت باستمتاع مقالك المنشور بالأمس في القبس تحت عنوان «حكومتا زينات صدقي وعبدالفتاح القصري»، وقبل الرد على مقالك أود تصحيح معلومة فنية تتعلق بهذين الممثلين العملاقين، فزينات صدقي لم تكن زوجة القصري في الفيلم وهو «ابن حميدو» بل كانت ابنته وتسمى «حميدة»، أما أمها «أم حميدة « فهي الفنانة الراحلة سعاد أحمد، وهو فيلم من إخراج فطين عبدالوهاب في العام 1957، أما حتة القشطة المهلبية هند رستم فهي «عزيزة» في فيلم شاركهم فيه الراحل احمد رمزي، الواد الشقي، وهو له مرادف في حكومات أم حميدة!!

وبالقياس على وصفك للحكومات السابقة والحالية بأسماء الممثلين، فسوف أسايرك في ذات الأمر وتكون الحكومات من 2006 وحتى 2011 هي حكومات «أم حميدة» القوية، المتجبرة، التي لا تستمع إلى صوت رجلها «أبو حميدة»، ولتكن الحكومات بعد2011 هي حكومات «أبو حميدة» بعد أن استرد سلطاته الزوجية وبدأ بممارستها على أقرب الناس له، وهي «أم حميدة» وحميدة ابنتهما!!

حكومات «أم حميدة» يا أم عزيز كانت تتصرف بالبلد وكأنها إلى زوال، وأن ثروتها إلى نضوب، وأن أفراد الشعب الكويتي رعايا وليسوا مواطنين، ففي عهد حكومات «أم حميدة» حدثت كارثة الداو وغرامتها الفادحة، وهو أمر لا يجب تبريره بأن الصراخ الشعبي جعلها تعدل عنه، فأم حميدة كانت هي الأقوى، ثم فضائح ومخالفات ديوان المحاسبة: هاليبرتون، الفحم المكلسن، الديزل المهرب، عدم تحصيل أموال الخدمات العامة (مواصلات، كهرباء، هاتف، رسوم شاليهات، مناطق صناعية)، عدم المحاسبة على الأخطاء في المشاريع ( محطة مشرف، استاد جابر، جامعة جابر، جسر جابر)، لم ينشأ مستشفى جديد، أو طريق حديث، أو مطار مميز، خطوط جوية تتردى، جامعة يتيمة، تدهور صحي وتعليمي، طلبات إسكانية تجاوزت المئة ألف طلب، بطالة بين الشباب بلغت أكثر من سبعة عشر ألف مواطن، أراض كثيرة، ولكن أولوية الخدمات فيها للهوامير ملاك مناطق كاملة مثل جنوب السرة وضواحيها، فساد ما تحمله البعارين في البلدية، سرقات متكررة دون وجود «حرامي» واحد، هل نزيد يا أم عزيز؟ أم نلقي بلومنا على مجلس له صوت عال دون مخالب؟

حكومات أم حميدة هي ذاتها التي أحبطت المواطن حين سمع عن التحويلات والإيداعات المليونية، حكومات أم حميدة هي ذاتها التي قال رئيسها أمام لجنة التحقيق الوزارية في محكمة الوزراء حين ووجه بالاتهام المقدم من الزميل نواف الفزيع «... إن جميع التحويلات كانت تتم بناء على طلبه أو طلب وتكليف من الديوان الأميري بذلك.. وإنه في حوزته شيكات مسحوبة على البنك المركزي من مكتب القيادة السياسية لمصلحة وزارة الخارجية...» ( نشر هذا التقرير في كافة الصحف في حينه ).
حكومات أم حميدة يا أم عزيز كان لديها أوامر سامية من القيادة السياسية بتطبيق القانون على الجميع، فهل تستطيعين تزويدي بحادثة واحدة تم فيها تطبيق القانون؟ حسنا سأفعل العكس، سأورد لك حادثة واحدة فقط كمثال لم يطبق فيها القانون، وهي قضية محاسبة وكيل ديوان المحاسبة في فضيحة طوارئ 2007، إذ يقضي القانون بوقف الموظف العام أثناء التحقيق معه، فماذا حدث؟ وينسحب ذلك على مدير عام التأمينات الاجتماعية منذ عام 2008 تاريخ تقديم الشكوى ضده من الدكتور فهد الراشد، فمن خالف الأوامر والوصايا الأميرية أكثر من حكومات «أم حميدة» يا أم عزيز؟

صاحب السمو يا أم عزيز يطالب بل ويعلن تأكيده بضرورة تطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، ويتعين أن يكون ذلك أمرا أميريا واجب النفاذ، فماذا فعلت حكومات «أبو حميدة» منذ 2011 وحتى الآن؟

حين يعلن الشيخ فلاح بن جامع، وهو شيخ قبيلة العوازم الكريمة، بأن اثنين من مستشاري الديوان الأميري كانوا يطلبون منهما أن يؤيدا الصوت الواحد أو الصوتين قبل الدخول إلى صاحب السمو الأمير، حين يقول بن جامع ذلك علنا وفي مهرجان خطابي، ثم لا نسمع نفيا أو توضيحا من حكومة «أبو حميدة» فماذا تسمين ذلك يا أم عزيز؟

أجيبك يا أم عزيز، حين يعلن سمو الأمير أنه طبق القانون على اثنين من أبناء أسرة الصباح، فكيف يمكن تطبيق النص الدستوري الذي يؤكد «أن الأمير يمارس سلطاته من خلال وزرائه»، فماذا فعلت حكومة أبو حميدة الحالية؟ وحين يطالب سمو الأمير بتعزيز دولة المؤسسات فهل حكومة «أبو حميدة» كشفت للناس اسم هذين الشخصين، وماذا فعلا؟ وما الجريمة التي ارتكباها، وهل تمت إحالتهما إلى إدارة التحقيقات أو النيابة العامة- حسب التهمة؟ ثم حين تقول القيادة السياسية وتكرر وتعيد بضرورة توفير السكن والصحة والتنمية للبلد، ألا يفترض من كل حكومات أم حميدة وأبو حميدة، بل وحميدة ذاتها، أن يكون هذا منهاجا ونبراسا لها للإسراع في إصلاح وتنمية وتطبيق عادل للقوانين؟ فكيف يرتجي المواطن الخير من حكومات لا تلتزم ولا تنفذ أوامر أميرية صادحة وواضحة؟

لست معنيا بما تقوله المعارضة أو الأغلبية أو شعارات ترفع هنا وهناك، أنا يا سيدتي مواطن أحزن حزنا شديدا حين أذهب إلى دبي وأجد فيها ثلاثة مطارات وأربع شركات طيران ومترو، وهي ليست بلدا نفطيا، أحزن كمواطن ليست لي علاقة بالأغلبية أو المعارضة حين أرى قطر تتحول إلى ورشة عمل استعدادا لكأس العالم في 2020، أتألم حين أرى البحرين تحافظ على تراثها القديم، وتفتح المدارس لتعليم الجيل الجديد حرفة ومهارة الأقدمين، أصاب باليأس وخيبة الأمل حين أذهب إلى عمان وأرى احترام القانون والنظافة والالتزام من المواطن لأنه يراه في قدوته وسياسته وحكوماته.
أم عزيز.. ليس الوطن لفئة دون أخرى، ولا امتيازا لأحد ولا حصانة إلا لسمو الأمير فقط، أما الباقي وكل حكومات حميدة وأخواتها وأبنائها فهم تحت المحاسبة والرقابة بل والعقاب.. ويبقى السؤال الأزلي: من يمنع حكومات أم وأبو حميدة من عقاب المسيء والمخطئ والمتجاوز على المال العام والقوانين؟ صحيح من يمنع من يا أم عزيز؟
 
 للرقيب كلمة:
في العدد الأخير من مجلة العربي يتحدث الدكتور محمد محمود الطناحي عن الشيخ عبدالله السالم الصباح، الحاكم الحادي عشر للكويت، في ذكرى الدستور ويورد جملة له قالها في خطاب له: «إن الحاكم الواثق من نفسه لا يخاف من شعبه أبدا إذا كان العدل رائده ومحبة الجميع مبدأه والمصلحة العليا وسيلته».
ذات المفردات أو ما يشابهها وردت في خطابي صاحب السمو الأمير، ولكن عجز الحكومات المتتالية عن تلبية هذه الطموحات الأميرية، أوصلنا إلى ما نحن فيه.
•••••••••

للرقيب كلمة ثانية:
حتى يستقيم طلب ترخيص لأي مسيرة يتعين أن يتم التجديد لمحافظي المحافظات أولا الذين انتهت مدة تعيينهم في 2/4/2010.. ومنا لحكومة «أبو حميدة»!!

salhashem@yahoo.com صلاح الهاشم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق