الأحد، 12 مايو 2013

أقتلوا قاتل الكلب !!

فى الأثر، أن اعرابياً دخل على مضارب قوم ، فنبح عليه كلبهم ، فقتله ، فتسامح القوم معه ،وبعد حين عدا عليهم من قربهم وسبوا نسائهم وإبلهم ، فذهبوا إلى حكيمهم يسألونه العمل فأجاب " اقتلوا قاتل الكلب " وظنوه يخرف ويهذى ، وسكتوا عن غزوهم ، وتكاثرت عليهم الغزوات والسلب والنهب ، واستسهل القوم غزوهم ، فضاقوا ذرعاً وذهبوا الى حكيمهم يسألونه العمل فأجابهم " اقتلوا قاتل الكلب " وضاقوا بما يقوله فسألوه عن الحكمه فى قتل الكلب فقال : لو قتلتم قاتل الكلب فى حينه ما تجرأ عليكم أخرين رأوكم مغنماً سهلاً .
استذكرت هذه القصة وأنا أتابع أثار غرامة الداو كيميكال ، ولن استطرد الى ما قبل الغزو فالغزو يجبُ ما قبله ، أو هكذا نحسبه ، ولكن حين استذكر قضايا الاستثمارات الكويتية فى اسبانيا ودلاروس والمليارات المسروقه من المال العام . استذكر ثم اتحسر!
هل اصطدنا سارق المال على وزن قاتل الكلب ؟ هل عوقب الفاعلين!!على فعلهم وهم الأن فى جزر البهاما ؟ هل أعيد ترتيب هيئة الأستثمار بحيث لا يتكرر الأمر ؟ حدث الغزو وسرقت أموال الناقلات والأستثمارات ، وفى وقت الغزو ذاته يخرج لنا فرد أخر سلمت اليه الماليه ويتصرف بالمليارات بحجه ان هذا " نصيبه ونصيب أولاده " وتحول المليارات وتختفى ، ويكتب افراد من الشعب الكويتى تقريرهم ومنهم الصديق الدكتور فهد الراشد حول هذه السرقه ، فماذا يحدث ؟ يلبس جريمة الناقلات واحد ويضيع تاريخ على الحكم ، وتسقط الدعوى الجنائيه ويختفى الشريك الامريكى!!
ومع ذلك يبقى حق الدعوى المدنيه . وحق المطالبه بارجاع المال ، ولم يضبط المتصرف بالمال ، وعلى وزن قاتل الكلب ترك يسرح ويمرح ويسب ويقدح ويذم ولا يمدح !!
حسنا .. وتمضى السنون ، وتأتى شركة كويتيه نفطيه توقع عقداً مع الداو كيميكال ، بمباركة من حكومه ومجلس أعلى للنفط يرأسه رئيس الحكومة ، وتوضع غرامه بمليارين دولار ، ونكتشف مصالح متعارضه لاعضاء فى المجلس الأعلى للبترول ، ويثور الوعيد والتهديد ، وتخاف الحكومه وتصطك أرجلها فتلغى الصفقه ، فيخرج علينا من هو متضرر من الالغاء فيسرع فى دفع الغرامه !!لماذا ؟ لاننا لم نقتل قاتل الكلب قبل عشرون عاماًونيف !!
لم ننتهى.. ولن ننتهى .. فكل يوم يدخل على الكويت مائة مليون دينار, وهناك العديد ممن يتربصون الان بالغزو على مضارب هذه الدولة المسكينة , ولماذا يفعلون ذلك ؟ لانهم علموا ويعلمون بانه لا احد سوف يطالب بدم الكلب المقتول!! ولن يقتل احداً ,قتل الكلب , او حتى يسائله : باى ذنب قتلت ؟؟ وهكذا يكون الامر.. ولله الامر من قبل ومن بعد...
●●●●●●●●●●●●●●●


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق