الثلاثاء، 26 مارس 2013

أنا أشك وأحسد..إذا أنا كويتي !!

غريبة هي ظاهرة الحسد والشك بل وحتى التخوين في المجتمع الكويتي , فرغم قلة عددنا, وقله حيلتنا , بل وقله الحصافة والتدبير في مسئولينا وحكوماتنا المتعددة ، إلا أننا مع ذلك انشغلنا عن إصلاح أنفسنا بأنفسنا وأصبح  هم أغلبنا التشكيك فيما يطرحه الآخر, أو يعمله ، أو حتى حين يبدع فيه أو يربح منه ، انظروا حولكم ، شاهدوا حجم الشماتة والفرح حين يخسر مشروع  وطني ما , أو تستحوذ جهة أو شركة كويتية على مناقصه ما , أو يعين شخص كفؤ في منصبه. وهو أمر شاهدناه ونشاهده حتى في مشروع صغير وناجح مثل " كويتي وافتخر " أو جماعة لوياك الرائعة أو حتى تقديم أفكار بناءه لتطوير الكويت مثل مشروع المثلث الذهبي لجليب الشيوخ , أو حتى قبلها لمشروع  النهر الصناعي الذي يقطع الكويت من أبراج الكويت إلى فندق الشيراتون , وحيث تكاتفت السبل لإعاقه هذه المشاريع و وأدها , دون معرفه السبب أو المسبب.  
يبدو أنها قضيه نفسيه , أو لها علاقة بالشعور بعدم الاستقرار في بلد كل ما فيه ينبئ عن ضياع البوصلة لمن هم في موقع المسئولية , فالكل يتكلم ولكن لا أحد يسمع , وكأنها حاله من مرحله تعذيب الذات أو جلدها.
تريدون أمثله أخرى ؟  حسنأ انظروا إلى مشاريع مثل مشروع المطار ومحاوله هدم مطار الشيخ سعد العبدالله , ثم جسر جابر وما دار حوله , ومحطة الزور وما أثير بشأنها حقا أم باطلا , وانظروا إلى حرائق رحيه للإطارات المستعملة والذي تسبب الحسد في تعطيل استقدام شركات أجنبيه للتخلص من هذه الإطارات بحجه أو بأخرى , وانظروا إلى مشروع المترو والقطار الذي تعطل فقط لأن وكلاء السيارات في الكويت يرغبون بذلك , ووجدوا حكومة ضعيفة , خائفة , مترددة , تقدم رجلا وتؤخر عشرا ويسبقها الزمن وهى لازالت تخطط بعقليات تجاوزها الزمن , وبإحساس منعدم بالوقت والزمن اللذان يساويان مالا كثيرا.
أيضا استثارني نقاش مع زملاء حول قانون إلغاء منع الاختلاط , وبدلا من مناقشه أهميته وضرورة دعمه بغض النظر عن رأينا في المجلس ومعظم أعضائه إلا أن الحوار والحديث تشعب للتشكيك في الدوافع والأسباب والمصالح وراء من قدموه , وهو تصرف قد يكون مشروعا لو اقتصر الأمر على ذلك ، ولكن أن يتم رفض القانون فقط بسبب من أصدره هو أمر لا يليق وإن كنا لازلنا نطمع في أن  ترفض قوانين تقيد بعضا من حرياتنا مثل إلغاء الضوابط الخاصة بالحفلات , أو إلغاء رقابه الكتب المسبقة , أو محاسبه المغردين والناشطين السياسيين على كلمه هنا أو تغريده هناك , القضية ليست ما هي وسيله إلغاء ما يقيد حرياتنا , بل لموضوع الحريات وتعزيزها , وإذا كان عذرهم بان مجلس الصوت الواحد هو من رغب بتشديد العقاب على المغردين وتقييد الحريات , فان ذات الأعضاء في ذات المجلس هم من تقدموا بقانون إلغاء الاختلاط الذي ينبغي دعمه لموضوعه دون النظر إلى الآلية أو الأسماء ، أيضا لماذا لا ننتظر لنرى بعضا من أعضاء هذا المجلس يسعى إلي استصدار تشريعات موجودة لديهم وجاهزة مثل قانون السلطة القضائية ومخاصمة القضاء ؟ أو تحرير الأراضي الإسكانية ؟ أو تعزيز الدور الرقابي لديوان المحاسبة في إحالة المخالفات إلي النيابة العامة ؟ لماذا لا يتم تطوير نظام B.O.T ، وتحديد سنوات القياديين ووكلاء الوزراء الذين مضى على بعضهم أكثر من ثلاثين عاما قدموا كل ما لديهم وأخفقوا في تقديم شيء جديد ؟ لماذا لا يعاد النظر في دور الصندوق الكويتي للتنمية الذي يعطي كل دول العالم من أموالنا ويبخل علينا رغم وضوح النصوص في قانونه بأنه يستطيع منح القروض للداخل الكويتي بل وأن يساهم في حل الأزمة الإسكانية من خلال تقديم 25% من أرباحه لحلها ؟

القضية ليست قانون للاختلاط من عدمه ، بل أراها كأنها وسيلة لإرضاء من كان غاضبا ومعارضا لآلية انتخاب هذا المجلس ، وماذا في ذلك ؟ فمن يحاول إرضائنا بهذه القوانين الداعمة للحرية يعلم أن القضية ليست لديه ، والسلطة والمقدرة ليست طيع بنانه ، بل العبرة كل العبرة في قدرة هذا المجلس أو بعض أعضائه على إقناع الحكومة بالتصويت معها ، فلا فائدة من كسب إعلامي مؤقت ونحن نعلم أن الحكومة تمارس لعبة  " فخار يكسر بعضو " ، فالفخار ليس المجلس وتركيبته فقط ، بل أن فخار الحكومة أكثر هشاشة من فخار الشعب ، ومع ذلك فلننتظر ، ونأمل ولنتذكر جيدا ، أنه حتى الساعة العطلانه تكون على حق مرتين يوميا !!    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق