الخميس، 11 أبريل 2013

قـراقـوش .. المجـد لـك .. - مسرحية قصيرة جدا -

المشهد الأول – نهار – داخلي /
 قصر السلطان قراقوش في قاهرة المعز ، مجلس السلطان قراقوش جالسا بعمامته الكبيرة المزينة بالزمرد والياقوت ، وهو يعبث بلحيته الكثة التي تتخللها قطرات من شوربة الملوخية – الملوكية – يرفع رأسه و يخاطب حاجبه .
قراقوش : يا حاجب ، أصدر فرمانا يمنع عامة الناس من أكل الملوكية ، فهي للسلطان فقط .
الحاجب : أمر مولاي .
يدخل شاهبندر التجار ، متأبطا أوراقا ملفوفة ويقدم رجلا ويؤخر الأخرى ، ويخاطب قراقوش وعينه عند موضع قدميه .
الشاهبندر : أدام الله عز مولاي قراقوش ، نشكو إليك عاملك على السوق ، فقد زاد الضرائب على التجار والسوق في كساد ، و اللون الأحمر طغى على لون مرق البامية .
قراقوش : يعبث بلحيته قليلا ، ويمصمص أصابعه بما تبقى من الملوخية فيها ويتجشأ ، ويقول :
إذا عجز التجار عن السداد فأنت مسؤول يا شاهبندر ، وسوف تدفع من مالك لخزانة بيت المال .
الشاهبندر – مذعورا : ولكن ما ذنبي يا مولاي .. إن ..
يقاطعه قراقوش : بحجم المسئولية تكون المساءلة وأنت مسئول ومسائل .
 يخرج الشاهبندر بظهره من الديوان مستكينا ، ويصطدم به راعي الإعلام القراقوشي أو ما يسمونه " خبر دار " ، ويقول لاهثا : مولاي السلطان .. لدي خبر لك من إقليم في الخليج العربي يدعى الكويت .  
يقاطعه قراقوش بضيق : أليست الإمارة الغنية التي لديها أموال لا يعرفون كيفية التصرف بها ؟ والذين يقولون شيئا ويعملون عكسه .
 يجيبه " الخبر دار " : نعم مولاي ، .. ولكنهم فعلوا شيئا جميلا الآن يا مولاي .. وهو شيء يجب أن يسجل لكم و لطلعتكم البهية يا مولاي .. و ...
يقاطعه قراقوش بنفاذ صبر : أخبرني و لا تستطل بالكلام .
الخبر دار : لقد نما إلي علمي يا مولاي صدور فرمان حكومي من الوزير الأول لديهم بإصدار قانون للإعلام الموحد ، به من العقوبات ما يسعد مولاي ومن الغرامات ما يملأ خزنة مولاي ، ويفلس خزنة معارضي مولاي ، إنه قانون يا مولاي ، لو رأيته لابتهجت ، ولو سمعته لانتشيت ، ولو مارسته لبلغت ووصلت ، وإنه يا مولاي ليس مثل قوانيننا بشيء ، فهو يحبس ويعاقب ويغرّم لمجرد الكلام ولا شيء غيره ، ويا مولاي ..
يقاطعه قراقوش بلهفة ونفاذ صبر : آه يا أصحاب العقل والغتر المنشاة والبشوت المقصبة ، لقد فاق كيدكم كيدي ، ولذلك أعلن .. ينادي على حاجبه ووزيره الأول ، يأتي الوزير الأول خاضعا مكتفا يديه أمام قراقوش ، قائلا  بصوت خاضع : أمر مولاي ..
قراقوش : أصدر فرمانا قراقوشيا ينعم بالعمامة القراقوشية على الوزير الأول الكويتي ، وعلى الخبر دار الكويتي ( وزير الإعلام كما يسمونه ) وعلى شاهبندر السياسيين والمشرعين لديهم – يقاطعه – " الخبر دار " هو  " رئيس مجلس الأمة يا مولاي "

يشير قراقوش بيده متأففا قائلا : لا يهم فقد تجاوزوا ما أستطيع فعله ، فعمامتي حق لهم ، و يا أيها الوزير الأول أبعث رجال ديواننا لكي يأخذوا دوره تدريبة لدى هذه الإمارة الواقعة في شمال الخليج العربي ، فقد أضحت قراراتهم درسا ومنهاجا للحكم القراقوشي الآن .. وأبدا ...

المشهد الثاني : ديوان الوزير الأول – الكويت – نهار /
 يدخل مندوب قراقوش ورسوله حاملا ثلاثة عمامات على ظهور الإبل مزدانة بالسجاد وتفوح منها روائح البخور والمسك والعنبر .
-   داخل الديوان الوزاري يجلس الوزير الأول الكويتي والخبر دار الكويتي ( وزير الإعلام ) وشاهبندر السياسيين ( رئيس مجلس الأمة ) والعديد من السياسيين والمستشارين وأعضاء المجالس .
-   يخطب رسول قراقوش ، محييا الوزير الأول الكويتي على قراره ، ومشيدا بالقدرة على كتم الأفواه وتحجيم الألسنة وتوقيع العقوبات ، يقاطعه الوزير الأول الكويتي قائلا :
 شكرا لقراقوش ، فهو القدوة والمثال لنا ، ولولاه ما أسكتنا الأفواه .. و لا جمعنا الأموال .
يقاطعه الحاضرون تصفيقا واستحسانا .
-   يفكر رسول قراقوش قليلا ، ثم يستأذن من الوزير الأول الكويتي ، ويخرج إلي ساحة الديوان ، ويتلفت يمنه ويسره ، ثم يخرج جهاز " الأي فون " خلسة و يبعث " واتس أب " إلي قراقوش يقول فيه : " مولاي قراقوش أنا بحاجة إلي أكثر من مائة عمامة حتى أوزعها على هؤلاء المؤيدين ، فقد أصبحت لك رعية أنت ملهمها "
-   يصدر صوت الصفير الذي يعلن وصول واستلام " الواتس أب " ، وتسدل الستارة على صورة للسلطان قراقوش .. وهو حاسر الرأس ويتفقد محال الأقمشة الخاوية لديه بعد أن تم تصنيع العمامات القراقوشية منها وإرسالها إلي تلك الإمارة الصغيرة الواقعة .. شمال الخليج العربي .
-       تغلق الستارة .. وتطفأ الأضواء .

للرقيب كلمة :
ضحكت حتى بدت النواجذ ، فقد وقعت الكويت مع دولة " ناورو " لبدء العلاقات الدبلوماسية هذه الدولة ما غيرها هي التي استشهد بها الدكتور محمد الصباح كدليل لسوء الإدارة ، ويقول مندوبنا لدى الأمم المتحدة : " هناك أوجه تشابه كثيرة بين الكويت و ناورو " ، واعتقده صادقا في هذه ... فقط !! ... هل تلوموننا الآن على الضحك الذي هو .... كالبكاء .

للرقيب كلمة ثانية :
كل الشكر والتحية للزميل النائب يعقوب الصانع حول توجيهه سؤال إلي وزير الخارجية حول جدوى المنفعة السياسية من منح قروض لنيبال و توغو وسيراليون بعشرات الملايين من الدنانير .. انتظر الإجابة بفارغ الصبر لكي نعلم ماذا سوف نستفيد من هذه الدول ، ترى ألم يحن الأوان لإعادة النظر في هذا الصندوق ودوره المستفز للشعب الكويتي ؟؟      

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق