الجمعة، 5 أبريل 2013

طائرة الجابرية

منذ أربعة وعشرون عاما وأنا أكتب في ذكرى اختطاف الجابرية الذي يصادف 5/4/1988 ، ولا أمل من التكرار ، ولا الإعادة ، أو التذكير ، ولازال شهيدا الكويت – عبدالله محمد حباب الخالدي وخالد أيوب إسماعيل بندر يشغلان شغاف القلب والعقل ، وأنا أراهما مع الملايين حين قام الجبناء التابعون لحزب الله بقتلهما وإلقاء جثمانهما من الطائرة ، وتمر السنون ولازالت استذكر تصريح وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد في جريدة الراي بتاريخ 14/2/2008 العدد رقم 10454 ،  وهو يعلن صراحة بعد اغتيال عماد مغنيه على يد الاستخبارات الإسرائيلية في دمشق " أن مقتل المجرم عماد مغنيه هو انتقام إلهي ممن قتل الشهيدين الكويتيين ، وقد أبت العدالة إلا أن تنتقم من المجرم بعد كل تلك السنوات " ، ورغم أنني تمنيت أن تكون الاستخبارات الكويتية وليست الإسرائيلية هي من قتلت مغنيه اعتمادا على تأكيد وزير الداخلية الكويتي آنذاك بمسئوليته عن اختطاف الطائرة واغتيال أبنائنا ، إلا أنه مما يحزن أن الكويت صمتت وسكتت كل هذه السنوات ، فلا هي طالبت حزب الله بالإعلان رسميا عن عدم مسئوليته عن الاختطاف أو الاعتذار والتعويض إن كان غير ذلك .

وهكذا هي حكومتنا " اللارشيدة " تطبق نصوص ما قاله السيد المسيح : " من ضربك على خدك الأيمن " ، فأعطه وجهك وقفاك كله " .... و بدلا من الضغط على حزب الله وقياديه نجد الصندوق الكويتي سيء الذكر يعطي من أموال الكويت لمن قتل وتستر على من قتل أبناء الكويت وتعمّر قراهم وتبني مدارسهم ، وتنسى مستشفيات لتقديم علاج لمن قتل أبنائنا ، فأي هوان وأي ذله تجعلنا هذه الحكومات الكويتية نعيش بها ؟

في فرنسا ، تم اعتقال كارلوس في السودان بعد أن دفعوا خمسون مليون دولار للسودانيين بعد متابعة لصيقة له ، وحين قبض عليه قال وزير الداخلية الفرنسي : " إثنان وعشرون عاما ونحن نطارد كارلوس فنحن لا نترك من يسفك دما فرنسيا " ، لأنه قتل شرطيين فرنسيين !!

هذا وزير داخلية فرنسا ، أما وزارة داخليتنا وخارجيتنا وكل حكوماتنا ، فتقول تصريحها ثم يعود أصحابها إلي بيوتهم وشاليهاتهم ويتجشأون ويتثاوبون ، فقد صرحوّوا وأعلنوا وقالوا .. وكفى الله الحكومة الكويتية القتال .


 فقط نسأل نواب مؤيدين لحزب الله في الكويت عن رأيهم بما يرون ويسمعون ، ونتسائل عن دور النواب الذين شاركوا بتأبين وتعزية مقتل عماد مغنيه وهم عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وناصر صرخوه وفاضل صفر ، وربما نضيف إليهم بعضا من أهل وطننا ومواطنينا ، لماذا لا تحصلون لنا على جواب شاف من حزب الله الكويتي أو اللبناني أو الإيراني على سؤال واحد محدد : هل كان حزب الله ضالعا أو عالما أو مشاركا في خطف طائرة الجابرية ؟ ونريد إجابة واضحة نفيا أو تأكيدا فإن كان نفيا ، فنريد توضيحا من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد عن صحة معلوماته آنذاك ، وإن كان تأكيدا من الحزب على المشاركة فنريد اعتذارا وترحما على الشهيدين وتعويضا لأهاليهم ربما يأتي بعضا من هذه الأموال من الصندوق الكويتي للتنمية ، ويا دولة ضحكت من جهلك الدول والأحزاب !!

من قتلوا بدم بارد ، هم أبناء الكويت ، وهم في رقبة كل حكومة كويتية وكل مسؤول وكل من أقسم من نواب الأمة ممن ذكرناهم وغيرهم ، وهو دم وتاريخ في رقابهم إلي يوم الدين .


ويبقى أن نترحم على الشهيدين ونستذكر معهم أن سوء حظهم جعلهم كويتيين وليسوا فرنسيين وهو أمر نقوله بحسرة وغضب من حكومة أمن الغير من عقابها فإستطال وتطاول حتى تجاوز و اللهم لا نسألك رد قضاء الحكومة الكويتية ولكننا نسألك اللطف فيه .    


    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق