الثلاثاء، 7 فبراير 2012

لا عزاء للفن والثقافة

ليس للفن والثقافة والأدب في الكويت أب شرعي، فالمجلس الوطني هو «امرأة أب» لهم، فظاهره تمثيلهم، والواقع أنه يتسلق على أكتافهم، ويتصرف معهم كتصرف الحكومات المستقيلة «تسيير العاجل من الأمور .

وكل مهرجان القرين وفبراير وتلك الأمسيات ليست إلا مكياجا يرمم وجه عجوز شمطاء سرقوا منها مسرحها وهو فستانها الأنيق، ثم فرضوا عليها الرقابة كنقاب يخفون به سوءتهم أكثر من عورتها.

أخمدوا صوت الفنانين الشباب والأدباء والمبدعين من رسم ونحت وتجسيد تحت حجة التحريم والتخويف، فلا يصلح أن يكون قادة المجلس الوطني منذ تأسيسه وحتى الآن يمشون ويتلفتون خلفهم، أو يصمون آذانهم عن شكاوى الأدباء والمثقفين، بحجم صوت التطرف الأصولي العالي، ولا لوم عليهم فحكومتهم أجبن منهم، حيث منعت وضع تمثال الشيخ عبدالله السالم في أحد ميادين الكويت. يرعبها الصوت العالي، ورفع السبابة أمام أي وزير إعلام أو مسؤول يريد أن يحتضن أبناءه، فيمنع بحجة أن المتطرفين هم أحرص على صحتهم وعافيتهم.

قرأت برنامج كتلة التنمية والإصلاح، فلم أجد إلا تنمية حجرية ومالية جامدة، ونسوا أو تناسوا أن التنمية تبدأ وتنتهي بالإنسان، فليس هناك جمال حين تؤخذ منه روح الإبداع.

نريد من كتلة نيابية أخرى أن تعلن أن من بين برامجها إلغاء ثقافة الرقيب المأسورة بالمحاذير الدينية والمجتمعية، فلكل شخص حق التفكير والاطلاع، ونريد أن يعود المسرح المدرسي الذي منعه كل وزراء التربية ومنهم للأسف الشديد الراحل أحمد الربعي، ونريد تحرير مطبوعات الكويت، وتشجيع أدبائها ودعمهم، ونريد دارا للأوبرا ومسارح وزيارات فنية وإبداعا فنيا وموسيقيا ومسرحيا، فيكفي ما نحن فيه من كآبة وقلق، وضغط نفسي، اشغلونا بالمتاحف المفتوحة وعروض الفن وأعمال السيرك، وتأكدوا سوف يقل عدد المهتمين بسياسة لم تخرج لنا سوى الكدر وضيق الخلق.

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق