الجمعة، 26 يوليو 2013

جهاد الخازن .. انظر حولك !!

للزميل جهاد رؤية قد نختلف معها ، ولكنه رجل يكتب على سلك مشدود أو على قشر بيض – كما نقول - فالمطبوعة التي يكتب بها تحتم عليه ذلك  ولا نلومه ، ونشكره حين قال أنه لو بيده الاختيار لفضل العيش في الكويت ، ويبدو أن أسلوبنا في انتقاد الحكومات والمجالس وبعضنا البعض هو سبب اختياره ذلك وربما يراه انعكاسا لشخصيته ، وبالتالي لا نتمنى عليه أن يستهزئ بما نطالب به أو نطلبه ، فنحن شعب قليل العدد ولكنه عالي الصوت ، وعلو الصوت لا يكون إلا على قدر الألم ، وإذا كانت الشعوب الأخرى تخرج منتفضة على حكوماتها ، وأنظمها بسبب الجوع والفاقة والبطالة والعجز ، فنحن في الكويت نعتقد أن عدم توافر هذه الأسباب يعطي مصداقية أكثر في الاعتراض حيث أن الشعب أو أغلبه في الكويت ينطبق عليهم وصف حكيم الكويت الدكتور أحمد الخطيب بقوله : " نحن جياع كرامة وليس جياع بطون "  وحين يرى الكويتي ويعيش تغيير أحد عشر حكومة وستة مجالس برلمانية في خلال سبع سنوات أي منذ عام 2006 ، فهناك عذر مشروع للمقاطعة والمعارضة ، وبالتالي فحين يعارض المتخم " كما وصفته " فإن معارضته تكون أصدق ومدعاة للتأمل لأنه يعارض لأشياء ليست في قواميس الشعوب الأخرى أو على الأقل ليس في معظمها . 
جهاد الخازن يحكم على الأمور من بعيد ويستمع إلي أهل السلطة والسطوة والحظوة ، فأصدقاءه الملوك والأمراء والوزراء بل والشعراء الذي يتبعهم الغاوون وما أكثرهم ، وكل هؤلاء يعزفون على نوته واحده وهو أن الشعوب لازالت قاصرة ديمقراطيا وأنهم لا يعلمون صالحهم ، ونحن نعلمهم ذلك ، ومن أسف أن " الجود من الماجود " وبالتالي فإن ترداد قولهم يربك القارئين للزميل جهاد فلا يعرفون هل يقرأون له رأيا أم هو صدى لصوت ليس صوته ؟!
الزميل جهاد الخازن ، اعتقده نظيفا ، وهو ذو قلم مقروء ، ووجوده بيننا بالكويت هو لصالحه أكثر مما هو لصالحنا ، ونتمنى عليه أن يذهب لزيارة دواوين المقاطعة والمعارضة ليسمع ، فقط ليسمع، وليضع أذنه الثانية لسماع الرأي الخشن كما يصفه تارة وبالتافه تارة أخرى ، نحن لا نجزع من الاستماع ولا من القول ولا من الكتابة ، ولكننا نخشى على قلم نظيف – ونحسبه  كذلك – نخشى عليه أن يكون ما يكتبه صدى لرأي ليس رأيه ، وصوت بخلاف صوته .

أنزل إلي الساحة الكويتية يا جهاد ، وألتق بكل من تريد لقاءه ، ثم بعد ذلك .. وبعد ذلك فقط ، قل لنا رأيك أيا كان .. فالكويت رغم كل ما فيها من ضجيج سياسي إلا أنها تبقى واحة حرية وديمقراطية معقولة نسبيا في محيط عربي داكن السواد .. وأهلا بك في وطنك المختار . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق