الــــرقيـــــــــــــب :-
المبنــــى ... أم المعنـــــى ...؟
لماذا كلما كبرنا ازداد عشقنا للقديم ؟ لماذا حين يزداد اللغط و تتراكم الأحداث و يصبح الشوق الأكبر أن تستمع إلي صوت الصمت يحيط بك و بخيالات تتخيلها حتى تعتقد أنها أقرب إليك من الحقائق ؟ تزداد لدى الكبار فينا الرغبة في رؤية منزل روائي قديم ، أو سياسي مضى و رحل ، في السبعينات ذهبت مع فوج جامعي إلي الهند ، أخذونا إلي منزل المهاتما غاندي هذا المعلم الزميل – فقد كان محاميا" – كان دليلنا يشرح لنا بحب و إنفعال ، هنا نام المهاتما هنا غزل هدومه ... هنا التقى أصحابه و مريديه ... لم يعن ذلك شيئا" لنا نحن في فوران المراهقة و حمى الشباب ، الآن أصبحت أبحث عن مباني و منازل و مقاهي الذين أثرّوا حياتنا و أثرّوا بها ، حرصت على الذهاب إلي مقهى في الكي وست في ولاية فلوريدا لكي أتعايش مع أجواء ارنست همنغواي و الذي كتب رائعته العجوز و البحر فيها ، في امستردام تجشمت عناء البحث عن منازل الموسيقين العظام و الذهاب فقط لمطالعتها ، في انجلترا يحلو لي المرور على 21B بيكر ستريت فقط لأزور المتحف الخاص بهذه الشخصية الخيالية التي قاربت الواقع و تفوقت عليه ، شرلوك هولمز ، في النمسا ، لا يزال منزل يوهان شتراوس مزارا" لعاشقيه و مريديه ، في القاهرة هدموا منزل أم كلثوم و بنوا مكانه مسخا" عاليا" مليئا" بالبشاعة البصرية ، ولازلت أذهب إليه فقط لأدور حوله مستذكرا" ماضيا" جميلا" ، منزل أحمد شوقي ، و رامتان طه حسين ، كل هذه الأماكن لماذا نعشق رؤاها حين نكبر و نشيخ ، هل هو الحنين ... أم الشوق ... أم التعويض عن نقص نراه و نعايشه ؟ لماذا ترتبط عظمة هؤلاء القوم بالأماكن التي عاشوا فيها ؟ و أبدعوا حولها ؟ هل للمكان دور و تأثير في صاحبه ؟ أم العكس دوما" هو الصحيح ؟ و يبقى التساؤل المر دائما" ، لماذا لا توجد لدينا هذه المباني لأشخاص أثروّا بنا ؟ ، لماذا يتحول مكتب مبارك الصباح إلي محل لبيع الفلافل في المباركية ؟ و أين ترنم فهد العسكر و صقر الشبيب بأشعارهما ، أين أثارهما و منازل هؤلاء القوم ؟ و أخيرا" هل هو الخوف من أن يرتبط المبنى بالمعنى لدى القوم ؟ ، فأصبحت إزالة المباني هي الوسيلة لإختزال عقل و تاريخ و تراث حقبة من الزمن لازلنا نتمنى وجودها .....؟ سؤال من يجيب عليه ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
المبنــــى ... أم المعنـــــى ...؟
لماذا كلما كبرنا ازداد عشقنا للقديم ؟ لماذا حين يزداد اللغط و تتراكم الأحداث و يصبح الشوق الأكبر أن تستمع إلي صوت الصمت يحيط بك و بخيالات تتخيلها حتى تعتقد أنها أقرب إليك من الحقائق ؟ تزداد لدى الكبار فينا الرغبة في رؤية منزل روائي قديم ، أو سياسي مضى و رحل ، في السبعينات ذهبت مع فوج جامعي إلي الهند ، أخذونا إلي منزل المهاتما غاندي هذا المعلم الزميل – فقد كان محاميا" – كان دليلنا يشرح لنا بحب و إنفعال ، هنا نام المهاتما هنا غزل هدومه ... هنا التقى أصحابه و مريديه ... لم يعن ذلك شيئا" لنا نحن في فوران المراهقة و حمى الشباب ، الآن أصبحت أبحث عن مباني و منازل و مقاهي الذين أثرّوا حياتنا و أثرّوا بها ، حرصت على الذهاب إلي مقهى في الكي وست في ولاية فلوريدا لكي أتعايش مع أجواء ارنست همنغواي و الذي كتب رائعته العجوز و البحر فيها ، في امستردام تجشمت عناء البحث عن منازل الموسيقين العظام و الذهاب فقط لمطالعتها ، في انجلترا يحلو لي المرور على 21B بيكر ستريت فقط لأزور المتحف الخاص بهذه الشخصية الخيالية التي قاربت الواقع و تفوقت عليه ، شرلوك هولمز ، في النمسا ، لا يزال منزل يوهان شتراوس مزارا" لعاشقيه و مريديه ، في القاهرة هدموا منزل أم كلثوم و بنوا مكانه مسخا" عاليا" مليئا" بالبشاعة البصرية ، ولازلت أذهب إليه فقط لأدور حوله مستذكرا" ماضيا" جميلا" ، منزل أحمد شوقي ، و رامتان طه حسين ، كل هذه الأماكن لماذا نعشق رؤاها حين نكبر و نشيخ ، هل هو الحنين ... أم الشوق ... أم التعويض عن نقص نراه و نعايشه ؟ لماذا ترتبط عظمة هؤلاء القوم بالأماكن التي عاشوا فيها ؟ و أبدعوا حولها ؟ هل للمكان دور و تأثير في صاحبه ؟ أم العكس دوما" هو الصحيح ؟ و يبقى التساؤل المر دائما" ، لماذا لا توجد لدينا هذه المباني لأشخاص أثروّا بنا ؟ ، لماذا يتحول مكتب مبارك الصباح إلي محل لبيع الفلافل في المباركية ؟ و أين ترنم فهد العسكر و صقر الشبيب بأشعارهما ، أين أثارهما و منازل هؤلاء القوم ؟ و أخيرا" هل هو الخوف من أن يرتبط المبنى بالمعنى لدى القوم ؟ ، فأصبحت إزالة المباني هي الوسيلة لإختزال عقل و تاريخ و تراث حقبة من الزمن لازلنا نتمنى وجودها .....؟ سؤال من يجيب عليه ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق