الاثنين، 31 مارس 2008

تعــاون خليجــي نـــووي

في مذكراته بقول الجنرال ديغول ، كلما واجهت أزمة دولية أو اضطررت إلي اتخاذ قرار سياسي مصيري ، لجأت إلي خريطة العالم ثم إلي الأقليم الذي تشمله هذه الأزمة أو القرار ، استذكرت مقولة هذا القائد الفذ و أنا أطالع خبر ملفت للنظر تم الأسبوع الماضي ، فقد أبرمت دولة الإمارات العربية إتفاقا" مع أمريكا بشأن إنشاء محطات طاقة نووية للإستعمال السلمي ، و كذلك قامت الجزائر بذات الأمر مع فرنسا و روسيا ، التي وقعت اتفاقا" مشابها" مع مصر ، و من أسف أن نرى عدم التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي و هي التي تغطي دولها كامل الجزيرة العربية إذا أضفنا اليمن بشطريه و لا أفهم حقيقة سبب انفراد دولتين على الأقل حتى الآن هما الإمارات و السعودية في توقيع اتفاقيات منفصلة بشأن ذات الموضوع ، فالسعودية بما حباها الله من مساحات شاسعة تستطيع أن تكون هي القاعدة الرئيسية لهذه المحطات – في أماكن تكون قريبة من كافة الدول العربية التي تحيط بها من كافة الإتجاهات ، و يمكن لهذا المشروع لو تم التنسيق من خلال دول مجلس التعاون و بالخبرات الأجنبية أن يكون نواة لمصدر طاقة هائل يوفر بشكل كبير الإستهلاك الغير ناضج للطاقة النفطية الناضبة ، فدول مجلس التعاون الخليجي تنتج بحدود عشرون مليون برميل يوميا" يذهب نصفها تقريبا" للإستهلاك المحلي لتوليد الطاقة ، فإذا علمنا أن الطاقة النووية هي طاقة نظيفة و رخيصة نسبيا" على المدى الطويل لاسيما مع وجود طاقات بديلة مثل الغاز الطبيعي الذي يمكن الإستفادة منه كرصيد مستقبلي ، أيضا" لا يجب أن ننفي ضرورة توافر إمكانية تدريب شباب المنطقة الخليجي على هذه التقنية الجديدة ، و توافر المعاهد المتخصصة بالطاقة النووية ، و إثراء نطاق البحث العلمي في ظل اتفاقات تعاون مع الدول العظمى ، فمؤسسات البحث العلمي في هذه الدول اقتصر عملها للأسف الشديد على إنتاج ثمرة الفقع كما يفعل معهد الأبحاث الكويتي ، أو تحليل و إثبات وجود أنهار منذ ملايين السنين في وادي الجزيرة العربية كما تفعل معاهد أبحاث أخرى !!!

القضية ليست استهلاكا" محليا" و ليست ردا" على التطور أو التدهور الإيراني في مجال الطاقة النووية ، المسألة هي في إقتناع قادة مجلس التعاون – بعد أن تم تغييب المواطن – اقتناعهم بأن المستقبل هو للطاقة النووية ، و ليس في حرق ثروة الأبناء و الأحفاد من الأجيال القادمة ، إنها دعوة لتعجيل الأمر و التنسيق بشأنه ، و نأمل أن تكون دعوة مستجابة .

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الخميس، 27 مارس 2008

المبنــــى ... أم المعنـــــى ...؟

الــــرقيـــــــــــــب :-
المبنــــى ... أم المعنـــــى ...؟
لماذا كلما كبرنا ازداد عشقنا للقديم ؟ لماذا حين يزداد اللغط و تتراكم الأحداث و يصبح الشوق الأكبر أن تستمع إلي صوت الصمت يحيط بك و بخيالات تتخيلها حتى تعتقد أنها أقرب إليك من الحقائق ؟ تزداد لدى الكبار فينا الرغبة في رؤية منزل روائي قديم ، أو سياسي مضى و رحل ، في السبعينات ذهبت مع فوج جامعي إلي الهند ، أخذونا إلي منزل المهاتما غاندي هذا المعلم الزميل – فقد كان محاميا" – كان دليلنا يشرح لنا بحب و إنفعال ، هنا نام المهاتما هنا غزل هدومه ... هنا التقى أصحابه و مريديه ... لم يعن ذلك شيئا" لنا نحن في فوران المراهقة و حمى الشباب ، الآن أصبحت أبحث عن مباني و منازل و مقاهي الذين أثرّوا حياتنا و أثرّوا بها ، حرصت على الذهاب إلي مقهى في الكي وست في ولاية فلوريدا لكي أتعايش مع أجواء ارنست همنغواي و الذي كتب رائعته العجوز و البحر فيها ، في امستردام تجشمت عناء البحث عن منازل الموسيقين العظام و الذهاب فقط لمطالعتها ، في انجلترا يحلو لي المرور على 21B بيكر ستريت فقط لأزور المتحف الخاص بهذه الشخصية الخيالية التي قاربت الواقع و تفوقت عليه ، شرلوك هولمز ، في النمسا ، لا يزال منزل يوهان شتراوس مزارا" لعاشقيه و مريديه ، في القاهرة هدموا منزل أم كلثوم و بنوا مكانه مسخا" عاليا" مليئا" بالبشاعة البصرية ، ولازلت أذهب إليه فقط لأدور حوله مستذكرا" ماضيا" جميلا" ، منزل أحمد شوقي ، و رامتان طه حسين ، كل هذه الأماكن لماذا نعشق رؤاها حين نكبر و نشيخ ، هل هو الحنين ... أم الشوق ... أم التعويض عن نقص نراه و نعايشه ؟ لماذا ترتبط عظمة هؤلاء القوم بالأماكن التي عاشوا فيها ؟ و أبدعوا حولها ؟ هل للمكان دور و تأثير في صاحبه ؟ أم العكس دوما" هو الصحيح ؟ و يبقى التساؤل المر دائما" ، لماذا لا توجد لدينا هذه المباني لأشخاص أثروّا بنا ؟ ، لماذا يتحول مكتب مبارك الصباح إلي محل لبيع الفلافل في المباركية ؟ و أين ترنم فهد العسكر و صقر الشبيب بأشعارهما ، أين أثارهما و منازل هؤلاء القوم ؟ و أخيرا" هل هو الخوف من أن يرتبط المبنى بالمعنى لدى القوم ؟ ، فأصبحت إزالة المباني هي الوسيلة لإختزال عقل و تاريخ و تراث حقبة من الزمن لازلنا نتمنى وجودها .....؟ سؤال من يجيب عليه ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 26 مارس 2008

علمانيـــــة الدولــــــة الـدينيــــــة ..

قد يبدو العنوان غريبا" ، و لكنه حقيقة واقعة في تركيا ، فمؤسسها كمال أتاتورك حرص على علمانية دولته التي بنيت على إنقاض الخلافة العثمانية التي امتدت لأكثر من أربعمائة سنة ، و رغم وصول حزب التنمية و العدالة إلي سده الحكم الحالي في تركيا و محاولته البطيئة إعادة الصورة الدينية - و لا أقول الإسلامية – إلي الواجهة ، إلا أنه يبدو أن الدولة المدنية و مؤسسات الدولة التي اعتنقت العلمانية عنونا" لها و أهمها مؤسسة الجيش القوية هذه المؤسسات لازالت تقف بالمرصاد لأي محاولة لهدم هذا الجدار القوي ، و الدعوى التي قدمها النائب العام التركي في موقف واضح لإستقلالية السلطة القضائية و النيابة العامة التركية ضد الحزب الحاكم يطلب فيها من المحكمة الدستورية التركية إلغاء و حجب نشاط حزب التنمية و هو – الحزب الحاكم – لأنه قد صدرت من هذا الحزب بصفته القيادية للدولة بعض الإشارات التي تنبئ عن التراجع عن الأصول و القواعد العلمانية للدولة و من أبرزها تساهله في قضية الحجاب في الجامعات التركية ، قضية مثيرة للجدل ، و جديدة على عقولنا العربية إذ كيف تبادر مؤسسة حكومية بمقاضاة رئيس الدولة و رئيس الحكومة ؟ و هي ُسنة حسنة و سابقة متميزة نتمنى أن نراها في دولنا ، فالإيمان بالمبدأ سواء كان دينيا" أو علمانيا" هو ما يتعين على مؤسسات الدولة أن تدافع عنه بغض النظر عن رأي الحاكم أو السلطة الحاكمة ، فهناك ميثاق و عهد و إتفاق ، و أي إخلال من أي طرف بهذا الميثاق يفقد الطرف المتراجع شرعيته ، و هذا بالضبط ما حرص النائب العام التركي على تذكير السلطة الحاكمة فيه ، و من الجميل أن السلطة الحاكمة ارتضت اللجوء إلي السلطة القضائية للإحتكام و هو تصرف حضاري يزيد من منعه و استقلالية السلطة القضائية و يرسخها كسلطة أساسية و مستقلة يقوم عليها نظام الحكم ، التجربة التركية في الشكوى ضد الرئيس و رئيس وزرائه لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها شأن تركي خالص ، فتركيا تعمل جاهدة لتبييض صحائفها أمام الإتحاد الأوربي حتى يدخلها تحت مظلته ، و لكن ما المانع من الإقتداء بقواعد متحضرة و عصرية إذا كان العالم بأكمله يرفض الحكم الدكتاتوري و أن تغلف بصورة أو أخرى ، تساءلت حين قرأت هذا الخبر ، لماذا لا يكون هناك ميثاق أو حد أدنى من القواعد تجمع عليها دول مجلس التعاون الخليجي و تعتبر بمثابة صمام أمان لعوب هذه المنطقة و ثرواتها ؟ فالمستقبل دوما" للشعوب ، و ما السلطة – أي سلطة – إلا راعية لمصالح هذه الشعوب وفق قواعد و أسس دولية لا مجال للعبث فيها من أين كان ؟ ترى لماذا لا تبادر الكويت إلي طرح هذا الميثاق في الإجتماع القادم لمجلس التعاون الخليجي ؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الاثنين، 24 مارس 2008

المـــــــال الســــائـــب ... من يحميـــــه ..؟؟

الــــرقيـــــــــــــب :-
المـــــــال الســــائـــب ... من يحميـــــه ..؟؟
أربعة عشر وزيرا" تقاطروا على وزارة المالية ، لم يترك أحدهم بصمة مؤثرة إلا إذا اعتبرنا التجاوز و التراخي عن تحصيل الضرائب و التسيب في الإدارة بصمات لهم ، خسائر بالمليارات في هيئة الإستثمار منذ تأسيسها و حتى الآن ، بل استذكر أنه عند بداياتي في الكتابة عام 85 – 86 في جريدة القبس ، كنت ممنوعا" من ذكر هيئة الإستثمار أو التطرق إلي الإستثمار الكويتي في الخارج بإعتبارها خطا" أحمر لا أعرف من رسمه ، بل كانت إدارة هذه الإستثمارات منوطه بشخص واحد لازال موجودا" " كمستشار " حالي ، و مع ذلك انظر إلي المؤسسات و الهيئات التي تتبع وزير المالية ، و انظر إلي التسيب الذي تم فيها ، و لا يزال ، و استذكر صفقة بيع رخصة وطنية للهواتف إلي الشركة القطرية بمئات الملايين لم تقبض فيها وزارة المواصلات شيئا" بإعتبارها منحت هذه الرخصة مجانا" لشركة كويتية ، و انظر إلي قانون الضرائب الخاص بالشركات تقوم بتنفيذه إدارة صغيرة في وزارة المالية بها ثلاثة موظفين !! ، و انظر إلي عقود B.O.T و ما شابها من تجاوزات و مخالفات و استغلال وصل حد الإعتداء السافر على المال العام و الملكية العامة ، هل تريدون أكثر ؟؟ حسنا" من هو المخول بتطبيق قانون فرض الرسوم على الأراضي الفضاء منذ صدوره عام 1995 ؟ أليست وزارة المالية ، هذا القانون وضع في أدراج كل وزراء المالية منذ إصداره و حتى الآن ، و حين نسأل لماذا ؟ نفاجأ بالإجابة الساذجة تقول : " لم يصدر لهذا القانون لائحة تنفيذية !! " ، و من هو المخول بإصدارها ؟ نسألهم .. فيأتينا الجواب : وزير المالية ...؟ و لماذا لم يفعل ..؟ نعيد نسألهم ... فيقذفون الكلمات في وجهنا : هناك شيوخ و تجار و كبار يملكون أراضي فضاء فكيف يجرؤ وزير على فرض الجباية - عليهم ؟ نشق الجيوب ، أم نلطم الخدود ؟ حسنا" انظروا إلي تقاعس إدارة أملاك الدولة التابعة لإمبراطورية وزارة المالية عن تحصيل رسوم الإنتفاع بالشاليهات و القسائم الصناعية و هي مبالغ بعشرات الملايين ، و نزيد و نقول هل سمعتم عن برنامج الأوفست ؟ و تراكم مبالغ تزيد عن المليار دينار دون استفادة منها أو استثمارها في أنشطة و بنية تحتية لإنشاء جسور ، و جامعات و مستشفيات ، و في بلد وصل سعر برميل النفط فيه إلي مائة دولار بمعدل إنتاج ثلاثة ملايين برميل في اليوم إلي ثلاثمائة مليون دولار يوميا" يأكل أكثر من ربعها التضخم و تأرجح سلة العملات لدينا ، و مع هذا كله يخرج علينا وزراء مالية سابقون لكي يقولوا للناس أنهم عملوا ... و فعلوا .. و قالوا... و لولا بقية من حياء لأعتبروا أنفسهم هبة السماء إلي أهل الكويت ، و يا أيها المال الكويتي السائب .. ندعو لك بالحماية ممن يدعون رعايتك ... أما المعتدين عليك و هم كثر فقد آن أوان كشفهم و تعريتهم .
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

السبت، 22 مارس 2008

رســــائـــل إلــي ..؟؟

· أحمد زيد السرحان – أطال الله عمرك و أمدك بالصحة و العافية ، و لازلت بإنتظار تحقيق الوعد بشأن تسجيل ذكرياتك السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الإنسانية ... فلا تبخل علينا يا بوخالد ..

***
· د. سليمان العسكري : بدأت العربي في عهدك تعود إلي قوتها و تميزها و مع ذلك هناك أفكار عدة لتطويرها ، استمع إلي الطبقة الوسطى من المحررين لديك فلديهم أفكار خلاقه و رائعة لتجديد شباب العربي .

***
· المهندس علي اليوحه : المجلس الوطني للثقافة : أين أصبح مشروع المسرح الوطني و المجمع الثقافي ، أنت مسؤول عن وعد قطعته على نفسك لا تتردد بالضغط و التصريح للحصول على صرح ثقافي كويتي و نتمنى معك ... فقط أحمل الراية و تقدم ..

***
· الشيخ ناصر صباح الأحمد : مقتنيات متحف الآثار الإسلامية الذي يلف العالم ترى لماذا لا يحط رحاله في الكويت لفترة قصيرة حتى يطفئ ظمأ أهل الكويت و المقيمين لرؤية تلك الروائع ؟ صحيح لماذا يا بو عبدالله ؟

***
· رئيس مجلس القضاء الأعلى : تزاحمت صور القضاة و المستشارين على صفحات الصحف و المجلات ، و هو أمر لم نعتده و لن نعتاد عليه ، نأمل في قرار واضح و سريع بمعالجة هذه الظاهرة و لن نقول أكثر ...

***
· جمعية الفنانين الكويتية : أين أنتم ؟ و ما دوركم في منع الغثاء الذي نسمعه و نراه ؟ و لماذا لا تبادر الجمعية إلي قيادة الحركة الفنية من خلال تبني حملة لإنشاء مسرح أو دار أوبرا كويتية ؟

***
· وزير الأشغال و المجلس البلدي : ... لماذا يستغرق إنشاء مشروع في الكويت ثلاث أضعاف الفترة الزمنية لذات المشروع في دبي ؟ و بضعف القيمة ؟ و بربع الجودة ؟

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الخميس، 20 مارس 2008

حكــومــة تكــره تـاريخهــــا...

يحلو لي أحيانا" المشي و التسكع من مكتبي في شارع الجهره إلي سوق المباركية ، مرورا" بسوق الحريم و هم ليس من الحريم بشيء سوى بعبائتهم السوداء ، فلا تعلم عنهنّ شيئا" ، و كلما مررت بهذه الأسواق القديمة أشعر بالحزن فلا شيء يسر الخاطر ، فسوق الغربللي احتوى الخراب و الدمار و القذارة التي لحقت به و هو الذي كان إلي عهد قريب متعه للناظر ، و بهجة للمشتري و المتسوق ، فالأرصفة محطمة ، و ماء المجاري يتدفق لا تعلم من أين ، و السيارات تزاحم السابلة و المارة و الوقوف حدث و لا حرج ، و تنظر إلي الأعلى فتجد السقف الخشبي على وشك السقوط في بعض أجزائه دون حتى محاولة لحماية المتسوقين ، و تدخل إلي سوق المقاصيص ، و تتألم لرؤية مشاهده و حالته ، و تداخلت الأسواق الجميلة مثل سوق السلاح و سوق الزل و سوق البشوت ، و تختلط روائح المحلات و المطاعم و البقالة في توليفه جميله ، نسترجع معها ذكريات لم يحافظ عليها أحد ، و تدخل إلي السوق الداخلي ، و تتزاحم في الفكر و العقل الأحداث الدامية التي حدثت سنة المجلس ، و تداعياتها ، و مع ذلك حرصت على الذهاب إلي قصر الشيخ خزعل خلف السفارة البريطانية ، و الذي كان متحف الكويت السابق و جار قصر دسمان .. فهالني ما رأيت من تراكم القاذورات و تهدم هذا المبنى الأثري الرائع ، و أزكمت أنفي روائح كريهة بعد أن تم تحويل هذا القصر إلي مرحاض عمومي ، و رغم القيمة التاريخية لهذا الأثر إلا أن صمت وزارة الإعلام و المجلس الوطني للفنون و الثقافة و بل حتى الديوان الأميري ينبئ عن أن الأمر ليس مصادفة بقدر ما هو محاولة لحذف جزء مهم من تاريخ الكويت و إغفاله ، و لا نعلم لمصلحة من ؟ ، و مقابل هذا الصرح هناك بيت الغانم ، و هو تحفه معمارية رائعة ، و استطعت بصعوبة شديدة أن أدخل إليه ، و هالني منظر الخراب الذي يخفي مسحه جمالية من الفسيفساء الإيراني على حوائط الدور ، و الأعمال الخشبية أو ما بقي منها ، و هو قصر لا أعلم لماذا تخلت عنه عائلة الغانم الكريمة و لماذا لا يبادر أحد أبنائها إلي إصلاحه و ترميمه فهو قطعة من تاريخ الكويت ، و مع ذلك أخفيت حزني في ضلوعي و ذهبت إلي بيوت بهبهاني خلف الكنسية الكاثولوكية فوجدتها قد تحولت إلي مطاعم للمشاوي و الكباب و البيتزا ، و عاثت يد الحداثة و المدينة في هذه البيوت الرائعة ، فحولتها إلي مسخ معماري لا يشبه شيئا" ، استدرت عائدا" بسيارتي ، و عند إشارة المرور القريبة صدمتني لافته كبيرة مكتوب عليها " قرية البحار " و هي بيوت خشبية تم بنائها لتكون شبيهه بالبيوت القديمة و لازال السؤال حائرا" في عقلي : لماذا تدمر البيوت الأصيلة ؟ و تبنى بدلها بيوتا" مسخ لتشبهها ؟ سؤال لا أملك إلا التنهد و الحسرة حين أفكر في إجابته ...

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 19 مارس 2008

صبــــــــاح جــــديـــــــد ..

قررت صباح أمس أن أبدأ صباحا" جديدا" يختلف عن سابقيه ، بمجرد استيقاظي من النوم ابتسمت في المرآة متعهدا" أن تبقى تلك الإبتسامة طيلة اليوم ، لم أحرص على فتح التلفاز أو قراءة الصحف كعادة كل يوم ، بل وضعت قرصا" لموسيقى الدانوب الأزرق ليوهان شتراوس هذا العملاق الموسيقي الجميل ، و رفعت الصوت عاليا" ، و ذهبت إلي المطبخ لأعد قدح الشاي الصباحي و سألت الطباخ إذا كان قد تناول إفطاره و رد متعجبا" بالإيجاب إذ لم يسبق أن سألته ذلك ، خرجت إلي الحديقة لملاعبة كلابي الثلاثة و دعوني أعرفهم عليكم : ( روكي ، دان و ناجر ) و هم ما بقى من عشرة كلاب مضى عليهم أكثر من خمسة عشر عاما" برفقتي ، و استذكرت و الابتسامة لازلت أحاول إبقائها قول كاتب ساخر : " كلما ازدادت معرفتي بالإنسان زاد حبي و احترامي للحيوان " ، كانت الكلاب قد فقدت في السنوات الأخيرة حاسة النظر و الشم لتقدم السن و مع ذلك كانت تستشعر يدي و هي تمر على ظهرها ، حملت أحدهم و شعرت بارتياح غريب حين قربته من صدري ، تمنيت أن يتم تدريس أبنائنا حب الحيوان و رعايته لكي ينمو الحس الإنساني لديهم ، أطعمتهم بيدي ، و كانت عيونهم تبرق بلمعان رغم خفوق الرؤية لديهم ، ذهبت إلي الناحية الأخرى من البيت ، كان هناك " قط شوارعي " نسبة إلي قطط الشوارع استوطن الحديقة الأمامية لدي قبل فترة ، و كنت أخشى ملامسته رغم وداعته ، و أوصيت بإطعامه يوميا" ، اليوم قررت أن أخرج و ألمسه و أداعبه ، فماذا الذي سيحدث ، سوف أغسل يدي بعدها ، كان جميلا" ، ذو شعر ناعم و بلونين الأسود و الأبيض ، عيناه بلون الفيروز الصافي ، كان جماله وديعا" ، و شعرت بحاجته إلي الحب و الحنان و المسح على شعره ، شعور بالألفة جذبني إليه ، أطلقت عليه اسم " رامو " و هو قط مقدس لدى طائفة هندية ، استمتعت لأول مرة إلي زقزقة العصافير و هي تتدافع و تتزاحم على بقايا تمر و رطب في شجرة النخل الموجودة ، أسرتني النظرة إليهم فهم يتزاحمون دون قتال ، يأكلون دون شراهة ، و يسمح بعضهم لبعض بالوصول إلي حبات التمر الناشفة و الجافة ، شعرت بالخجل من ذاتي ، فهم ضيوف في حديقتي ، أحضرت لهم بعض الحبوب و فتات من الخبز ، وقفت بعيدا" و استمتعت بتزاحمهم حولها ، قدت سيارتي مستمعا" إلي فيروز ، تركت المسار السريع لكل المستعجلين و منحت ابتسامتي لمن يتجاوزني من اليمين و حين وقفت أمام الإشارة ، كان الكل يقطع الطريق على سيارتي و كنت أسمح لهم مع ابتسامة تحولت إلي ما يشبه العدوى ، فقد كانوا يبادلونني إياها ، و يخففوا سرعتهم على استحياء ، كانت السيارات المتجاوزة على خط الطوارئ أكثر من أن تعد ، كنت أراقبهم و أتمنى لو أنهم قرروا ابتداء يومهم بابتسامة ، و سماع موسيقى ، وصلت إلي مكتبي ، استمتعت بتنشق رائحة القهوة الزكية ، لازالت الموسيقى تصدح ، أوصيت بعدم إعلامي بالأخبار السيئة ، أشعلت قليلا" من البخور ، تلذذت بكل دقيقة من هذا اليوم ... ترى هل أستطيع و أنتم تكراره مرة أخرى ؟؟

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

السبت، 15 مارس 2008

حــوار مـع صـديقـي الإيـرانـي ...

كانت الشمس تميل إلي المغيب في دار المصيف في مدينة الجميره بدبي ، و كانت خيوطها الذهبية تغطي ضفتي الخليج العربي غربا" و الفارسي شرقا" ، و كنا جلوسا" نتأمل هذا المنظر الجميل و كانت الخيوط القانية البرتقالية و الحمراء تنبئ عن جمال نغفل عنه دائما" ، كان صديقي الإيراني جالسا" مع زوجته المرتدية اللباس الأوربي البسيط ، مما شجعني على سؤالها مباشرة : ترى هل يختلف طعم الحرية هنا و هناك ؟ و أشرت إلي ناحية إيران ، أجابت : و هي تعدل من خصلات شعرها الذي بدأت تغزوه خيوط الشمس الغاربة : إذا كنت تعني حرية اللباس ، و خلع التشادور ، و سماع الموسيقى و الرقص ، فأقول لك نعم و لكننا نطمع الآن إلي الحرية التي كانت لدينا أيام الشاه و هي ما نفتقده كثيرا" ، ألتقط زوجها طرف الحديث قائلا" : كان لدينا ديكتاتور قوي و لكنه عاقل ، و رغم وصفه بشرطي المنطقة ، إلا أنه يحسب حساب التوازن الدولي ، بعكس ما هو حاصل الآن .

سألته : أخبرني عن تفسيرك لإصدار إيران طابع بريدي يحمل صورة عماد مغنيه ، لاسيما مع وجود علاقات جيدة مع الكويت ، و كيف تتوقع من السلطات البريدية في الكويت مثلا" التعامل مع رسائل ترد إلي الكويت و عليها هذا الطابع المستفز لمشاعر أهل الكويت .

أجابتني زوجته بسرعة خشية أن يسبقها زوجها : هذا ما نعنيه حين نقول بأننا نفتقد عقلية الشاه في الإدارة ، و لكن ما هو الضرر الذي سيصيب الكويتيين من طابع بريد ؟
أجبتها بهدوء : حسنا" ، سأجيب عن سؤالك : ... بسؤال ... ماذا يحدث لو قررت وزارة المواصلات بالكويت إصدار طابع بريد يحمل صورة الشاه السابق ، بل و صورة ابنه الشاه الحالي و صورة كل من أفراد الأسرة الشاهنشاهية ، بل قد تبادر الوزارة و تحت ضغط جماهيري إلي إصدار طابع بريدي يحمل صورة مسعود رجوي زعيم مجاهدي خلق و زوجته مريم ، و قد تقوم جمعية ليبرالية بإحياء مجلس لتأبين الشاه في يوم وفاته و تدعي ابنه لحضور هذا التأبين ، ثم تقوم جامعة الكويت بعقد مؤتمر وطني لعرب المحمره أو عربستان ، و تستدعي زعماؤهم للحديث عما يعانونه .. و قد تستمر قائمة الإفتراضات تلك إلي درجة تصبح الكويت ، تلك الدولة الصغيرة و التي تعتقد إيران بضعفها ، شوكه في الخاصرة الإيرانية ، و هو سيناريو لا نرغب نحن في الكويت فيه أو حتى من قبل الشعب الإيراني ، قاطعتني زوجته بإنفعال : و لكن هذا كله سوف يزيد الأمور اشتعالا" في وقت نحن بحاجه فيه إلي الحكمة و ليس التطرف .

هنا شعرت بضرورة تغيير الحديث فقد بدأت عصافير المعدة تنادى لاسيما مع تصاعد روائح المطعم الفارسي القريب فقلت لهما و أنا أهم بالنهوض من مقعدي : الحكمة و التعقل ليس لهما جنسية أو هوية ، و إيران جاره بالجغرافيا و قريبة بالتاريخ و لصيقه بالدين و العلاقات فلمصلحة من يتم تعمد إثارة الكويت و دفعها إلي الحائط الأمريكي و العربي ، و هو حائط قد يسبب نتائج و تغييرات في المنطقة ليست في صالح أهلها .

كان العشاء شهيا" ، فقد ابتدأنا بمرق الشبزي و الجلو كباب و العيش الملون مع حبيبات الرمان و انتهينا بالفالوده .. و هي كلها عوامل إيرانية إما أن تستطعمها أو أن .... تنبذها....

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الخميس، 13 مارس 2008

الفســــــــاد ... ســــــاد...!

الــــرقيـــــــــــــب :-
الفســــــــاد ... ســــــاد...!
يذكرني الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم دوما" بشاعرنا المظلوم فهد العسكر ، و رغم إختلاف الجغرافيا إلا أنه يبدو أن الهمّ العربي واحد على ضفتي الماء ، و في قصيدته الأخيرة نشر نجم رسالة إلي الرئيس ، لا نستطيع نشرها كلها و إلا خضعنا لقانون المطبوعات و مواده ، و مع ذلك استذكرت اقتصادنا و تجارنا حين يقول :
الإقتصاد سداح ..
و السرقة بقت كفاح ..

و لو تكلم غيره عن عقود B.O.T ، لما استطاع أن يعبرّ أفضل من ذلك ، بل يسترسل نجم في تعريه المجتمع الشبابي في مصر و يصفهم بقوله :
الشباب معظمهم من غير خمره سكرانين ..
و العلم عز على المتعلمين ..
و الأساتذة بقم دجالين ...
و القادة بقم طبالين ...

و لو تشجع أحدنا و حاول الربط بين ما يقوله هذا الشاعر المشاغب ، لما وجد إختلافا" في ما يراه هنا ، و ما يتكلم عنه الشاعر هناك ..!!
و مع تكرار تذمر العديد منه في الكويت حول ما وصل إليه حالنا بالقياس مع دول الخليج الأخرى ، يقول نجم في مقارنة ساخرة و لاذعة :
زمان في سنة اثنين و خمسين ..
كان عندنا ( تروماي ) ... و علم و متعلمين ..
و ثقافة و مثقفين ...
و أُدبا .. و ُعلما ...و فنانين ..
و كانوا ... ( الخليجيين ) – بتصرف – من النفط محرومين ...
و للصدقة مستحقين ..
دلوقت ... إحنا فين ... و هما فين ..؟؟
هما فوق ... و إحنا ... في أسفل سافلين ...

و يسترسل هذا الشاعر المشاغب في ملاحظة العدالة في مصر في ظل أحكام قانون الطوارئ و تقييد الحريات فيقول منتقدا" و مهاجما" :
المحاكم إتملت مظالم ..
و العدالة بقت كماله ..
و كلمة الحق في الزبالة ...
أما بيت القصيد ، و زبده القصيدة ، هي حين وصف حال مصر في ظل القطاع العام الحكومي و الذي تستأثر الحكومة فيه بكل شيء ... ابتداء من تصنيع رغيف العيش ... أو المعكرونه ... و إنتهاء بتوظيف أكثر من تسعين بالمائة من الشعب في الحكومة أو القطاع العام ، فأنظر ماذا يقول :
القطاع العام .... عام ....
و الفساد .... ساد ...
- و يا أحمد فؤاد نجم ، يا أمير الفقراء و شاعر الغلابه ... لقد صحيت فينا المواجع و هي مواجع يبدو أنها تتوارث معنا و معكم .
و نشكر لكم سعيكم ... و جنونكم .... و عنادكم ...


صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 12 مارس 2008

جـــــودا أكبــــــــــر

أكره حضور السينما في الكويت ، فليس هناك احترام لعقلية المشاهد أو ذكائه ، و قمت و آخرين برفع دعوى ضد وزارة الإعلام و شركة السينما فقط لإلزامهم بإحترام القانون و تطبيقه و هو الذي يتيح الحرية للمشاهد لحق الإختيار ، و لازالت منظورة أمام القضاء ، و مع ذلك فأنا من عشاق هذا الفن السابع الجميل ، و هي صناعة كان يمكن أن يكون للكويت فيها دور كامل و أساسي رغم أن إعلامي مخضرم مثل محمد السنعوسي كان دائما" يؤكد على أنه لا مستقبل للسينما في الخليج العربي ، و رغم ذلك رأينا نهضة سينمائية واعده في الإمارات و السعودية و قطر و البحرين ، بل و حتى العراق ، و مع ذلك فلا زالت السينما الهندية أو بوليوود تنتج أكثر من ثمانمائة فيلم سنويا" أي بمعدل فيلمين كل يوم !! من ضمن هذه الأفلام فيلم " جودا أكبر " و مدة عرضه أكثر من ثلاث ساعات و هو فيلم ذو خلفية تاريخية حول دور المغول المسلمين في الهند في القرن السادس عشر ، و هو دراما موسيقية رومانسية يتخللها دوما" بعض البهارات الجماهيرية مثل المعارك الحربية أو الأزياء و المجوهرات و الألوان التي بلغت حد الإبهار ، و مما لفت انتباهي هو تركيز الفيلم على تسامح الدين الإسلامي مع أصحاب الديانات الأخرى ، فالسلطان تاج الدين يتزوج من امرأة هندوسية و تشترط عليه أن تبقى على دينها و أن يقيم لها معبد صغير داخل القصر تعبد فيه آلهتها ، و يوافق السلطان على ذلك بعد أن يتلو خطبة في قيادات شعبه حول تسامح الدين الإسلامي مع الديانات الأخرى ، و لم يعجب هذا الكلام مشايخ الدين الإسلامي الذين اعترضوا على ذلك و حينها قال لهم السلطان : إن دوركم هو إعطاء النصح للناس و ليس إجبارهم على فعل شيء " ، و يبدو أن رغبة رجال الدين في التسلط على رقاب الحكام قبل الشعوب كان و لا يزال موجودا" بيننا ، و هذا الذي جعل رجل الدين الإسلامي المغولي " سردار " ينقلب على السلطان و يخرج عن أمره ، و يذهب للتحالف مع عدوه الهندوسي ، مما جعل القضية ليست نصرة للدين بقدر ما هي حماية للسلطة الدينية التي يريدون إخضاع الناس بها لصالح أجندتهم الخاصة ، أروع ما في خطبة هذا السلطان حين علم بخيانة مستشاره الديني الأول حين قال مخاطبا" باقي رجال الدين بعمائمهم و لحاهم : " للذهب صوت حين يرمى على الأرض ، و لا صوت له حين يلتقط " .

فيلم جميل و يصلح عرضه لكل زمان و مكان و دولة و رجال ، فقط أخشى عليه من رقابة وزارة الإعلام حين يأتي إلي الكويت و بالمناسبة من هم أعضاء الرقابة على السينما في هذه الوزارة ؟ و ما هي مؤهلاتهم ؟ سؤال نتمنى من أحد نواب مجلس الأمة طرحه للاستفادة و العلم .. فقط لاغير ..!!

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الثلاثاء، 11 مارس 2008

سكارليت .. كارلوس .. الجابرية

أفردت محطات الـــ BBC و الـــ SKY news مساحات واسعة في نشراتها الإخبارية لتغطية خبر مقتل فتاة في الخامسة عشر من عمرها تدعى سكارليت فينوزا ، وجدت غريقة في جوا بالهند ،و كان إدعاء السلطات الهندية أنها قد غرقت و هي مخمورة ، و لكن إصرار والدتها البريطانية و بدعم من الإعلام البريطاني و السفارة البريطانية ، فقد تم تشخيص الحادث على أنه جريمة اغتصاب و اعتداء و قتل ، و أجبرت السلطات الهندية على إعادة التحقيق في هذه الحادثة ، و لولا الضغط الإعلامي و الرسمي لحماية مواطنة بريطانية لما اهتم بوفاتها ، أيضا" يحضرني و لا يزال – قول الزميل الراحل حمد العيسى المحامي – عليه رحمة الله – حين أكتب في كل سنة و في ذكرى اختطاف طائرة الجابرية تكرار المطالبة من الحكومة الكويتية بل و من ذوي الشهيدين بل و من المختطفين الرهائن أن يقوموا بالضغط على الجهات الرسمية الكويتية للمطالبة بتسليم الخاطفين و هم المقبور عماد مغنيه و الإرهابي إلياس صعب ، و كان المرحوم العيسى يقول لي ضاحكا" : " ما مليت من الكتابة في هالموضوع ، إنس الموضوع لأن المسألة أكبر مما تتصوره " و كانت إجابتي له دوما" ، لو كانوا أجانب هل سوف تسكت حكوماتهم عن الإقتصاص لهم ؟ و كان جوابه – يرحمه الله – لاذعا" كعادته : " هذوله أوادم ... و إحنا أوادم ...؟ " و لازلت أيضا" و مرارة الاستذكار في فمي أستعيد كلام وزير الداخلية الفرنسي حين تم إلقاء القبض على الإرهابي كارلوس في السودان مقابل دفع مبلغ خمسون مليون دولار للحكومة السودانية ، حين قال المسؤول الفرنسي للصحافة : " نحن لا نترك من يهدر الدم الفرنسي " ، أقول استذكرت هذا كله و أكثر منه و أنا أحاول أن أفهم منذ سنوات سبب إصرار الحكومة الكويتية على محاولة إغلاق هذا الملف قبل اغتيال المقبور مغنيه ، و يبدو أن ما نقل على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق السيد / سعود العصيمي كان صحيحا" ، حين أورد بعد فترة قصيرة على حادثة اختطاف الجابرية ، بأن اتفاقا" سياسيا" قد تم بين الحكومة الكويتية و الحكومة الجزائرية و الإيرانية بأن صفقة إطلاق ركاب طائرة الجابرية يتعين أن يسبقها تعهد حكومي على أعلى مستوى بعدم ملاحقة الخاطفين – و هكذا كان – و أصبحت حكومة دولة الكويت هي الدولة التي قبلت بمفاوضة الإرهابيين و الخضوع لهم ، مما نتج عنه ما نراه حاليا" من إثارة لموضوع كان يمكن بسهولة التصدي له في حينه ، فما قيمة وعد يعطى لإرهابيين ؟ و لماذا يكتب على المواطن الكويتي أن يعيش خائفا" مذعورا" حين يسافر إلي بلد مثل الأردن أو سوريا أو إيران أو حتى مصر !؟ أتعلمون لماذا ؟ لأن بعضا" من هذه الدول تعلم أن لا حماية للكويتي من دولته ، و إذ كان هناك من يعترض على ما نقول فإننا نذكره بما تعرض له الدبلوماسي الكويتي في طهران ، و ما يتعرض له طلبتنا في الأردن ... يقول لي بعض الأصدقاء نتمنى أحيانا" أن يكون معنا جواز سفر أجنبي حين نتعرض إلي ما نتعرض له ، و يبدو أنه قدر الكويتيين أن وزارة الخارجية الكويتية تراعي المجاملات الرسمية على حساب أمن و مصلحة و سلامة أهل الكويت ، و إلا ما قولك يا وزير الخارجية ؟؟ .

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

الاثنين، 10 مارس 2008

غياب البـطل الكويتـي

أرجو قراءة البطل بفتح الباء لا ضمها حتى لا تقع في المحظور ، و الغياب الذي نقصده أنه ليس للشباب الكويتي من سن 16-25 قدوه أو بطل شعبي ، و في استفتاء بسيط قمت به مع هذه الفئة العمرية من العائلة و بعض الأصدقاء تبين أن هناك خلطا" لتعريف البطل و الفنان المحبوب لديهم ، فبعضهم أجاب أن بطله الفنان عبدالحسين عبدالرضا أو أم عليوي و المطربة مرام بل و حتى الخال الشهير قحطه !! و لم يتطرق أحد إلي شخصيات قيادية شعبية كانت أم رسمية ، و لم يذكر أحد أي من الأدباء البارزين أو الشعراء أو المخترعين الشباب من عمرهم ، بل لم يستذكر أحد أي من القيادات العربية ، ما عدا أحدهم حين استذكر جورج بوش الأب حسب ما سمعه من والده و دوره في تحرير الكويت ، نتيجة هذا الإستفتاء العشوائي مخيفه و هي تثبت إلي أي مدى حجم الخلل في المناهج الدراسية القائمة على الحشود و اللغو و التركيز على أمور مثل كيفية دعاء الحمّام و كيفية الإستنجاء و التطهر بالأحجار ، و يبدو أن إنشغال وزيرة التربية بإرضاء أصحاب الصوت العالي من النواب جعلها تهمل إعادة النظر في المناهج الدراسية ابتداء من رياض الأطفال و حتى الجامعة ، و من المحزن ما أوردته الزميلة خوله العتيقي في مقال لها في جريدة الوطن قبل فترة حين طلب منها مع آخرين وضع بعض مناهج التربية ، و حين أرادوا ذكر سيرة الغزو العراقي للكويت و أسبابه و نتائجه و موقف دول العالم من هذا الغزو البربري منعوا من ذلك ، و حين استفسرت السيدة خوله العتيقي مستغربه من ذلك أجابها وزير التربية آنذاك رشيد الحمد بأن هذا رأي القيادة السياسية بعدم ذكر مرحلة الغزو العراقي للكويت ، و هكذا كأنه يبدو أن هناك مخططا" مبرمجا" بخبث و دهاء لتزوير تاريخ الكويت و إخفاء دور العديد من أبطال الكويت رجالا" و نساء" و الشهداء و الذين كان يمكن أن يكونوا قدوة لهؤلاء الشباب و هم جيل ما بعد الغزو ، كما نتمنى أن تذكر سير بعض الشهداء مثل أسرار القبندي و أحمد قبازرد ، و العشرات بل المئات منهم لكي يكون لشبابنا مثالا" أعلى يتطلعون إليه ، و من أسف ، أصبح هم " حكومة الحكومة " أن يتنافس بعضهم على تسمية ضواحي أو شوارع أو مؤسسات بإسمهم !!

هذا الجيل هو أخطر جيل نعايشه ، فقد أتى بعد الغزو العراقي للكويت ، و أصبح منفتحا" على العالم ، و هم قد خلقوا لجيل غير جيلنا ، فلماذا نغّيب عنهم القدوة و المثال ؟ ..
صحيح لماذا ...؟؟

صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

الأربعاء، 5 مارس 2008

الحـــرب ....على زيــد الحــرب

الرقيب :

الحـــرب ....على زيــد الحــرب

قرأت بحزن شديد الشكوى المريرة للشاعرة القديرة غنيمة زيد الحرب في جريدة القبس 4/2/2008 ، و هي شكوى تعبر بصدق عن غياب أو تغييب المجتمع الثقافي و الأدبي في الكويت لحماية حقوق هؤلاء المبدعين من خلال صمت وزارة الإعلام أو عدم تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية ، و إن كنت لا أستغرب الصمت الحكومي المعيب و هو أمر تعودنا عليه من هذه الوزارة التي تقوم بكل شيء ما عدا الإعلام و تشجيع الفنون و حمايتها ، فكل وزير يأتي ليس أكثر من كونه " موظفا" كبيرا" " كما يقول – و بحق – حكيم الكويت الدكتور أحمد الخطيب ، و للأسف الشديد فإن غياب القانون و الرادع القانوني جعل من " الطارئين على الأدب " و الناشرين لأجل الدينار ، لا يحترمون عهدا" و لا ميثاقا" إلا من رحم ربي ، و ربما يكون غياب صاحب دار النشر أو انشغاله سببا" في ممارسة غير قانونية يرتكبها موظفوه ، و إن كان ذلك لا يشفع له ، قضية الشاعرة غنيمة زيد الحرب ليس فقط كونها وقعت عقدا" مع دار نشر ، و لم تلتزم به هذه الدار ، القضية غياب الخلق الأدبي ، و الأمانة المهنية ، و استغلال غير مشروع لجهد بذل صاحبه و من بعده ورثته الكثير من الجهد و المال و الوقت للحفاظ عليه و نشره ، و بعد ذلك يأتي من يأتي لكي يجمع دون وجه حق السحت المالي دون مراعاة لأي اعتبار .

قضية الشاعرة زيد الحرب نتمنى أن تكون حالة فردية و ليست نتاجا" للجدب و الجفاف الأدبي و الثقافي في مجتمع استهلاكي لا يقيم للأدب أو الثقافة أو الأمانة أي اعتبار ، أما ما دور ما يسمى بالمجلس الوطني للثقافة و رابطة الأدباء ، فإن الضرب في الميت حرام .


صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com