الــــرقيـــــــــــــب :-
أما آن أوان الارتحال؟
لم أشعر بالغربة في حياتي كما أشعر الآن، وشعرت بالضيق رغم اتساع قفر الصحراء وملح البحر وغبار السماء، وفقدت أمل التفكير بالغد وصحوت من حلم كنت أحسبه حقيقة، وأضحت الاصوات التي تقرع سمعي نشازا وصراخا وهباء يتردد في أوقات مختلفة وبأصوات عديدة من شخوص كانت هي زارعة الأمل، فأصبحت حاصدة الفرح والابتسامة، فكم هو محزن ان نجد الأقرباء هم الأكثر غربة عنا، والوجوه التي ألفناها أصبحت مجرد خيالات لا ملامح أو تعبيرات تميزها، أشعر بالغربة حين اسمع صوتاً إنسانياً ينادي بإلغاء انسانيتي وحقي في الفرح والحلم والتفكير والانطلاق. أشعر بالضياع وأنا أرى أرض الكويت الصغيرة تفتقر إلى حماية أبنائها في مالها وجوّها وبيئتها وحريتها وانفتاحها، تعتريني أسارير حزن عميق ليس لما أراه وأسمعه، بل لعجزي عجز القادر عن اصلاح ذلك، ورغم وجود الاشكال المؤسسة لأي دولة من سلطات، الا أنه يبدو انها مجرد ديكور شكلي لارضاء الخارج دون الداخل، وشعرت بالمهانة والاهانة أكثر حين اعتبرتنا دولتنا مجرد رعايا، لا شركاء، يتفضلون علينا بالعيش والسكن من خلال ملء البطون وزيادة الارصدة من دون استفزاز العقل الكويتي لزيادة الابداع وتحفيز الذات لمسح الغبار عن وجه الكويت، هذا الوجه الجميل الذي كان إشعاعاً من نور منذ الأربعينيات حتى أوصلتنا الردة الدينية منذ السبعينيات إلى ما نحن فيه الآن، عتبي ليس على هذه التيارات الدينية بل على ولاة الأمر فينا حين يتم اخضاع الاعلام والتربية والاقتصاد إلى من لا يؤمنون بها، ولم أشعر بخطر ذلك إلا حين رأيت القوم يحرصون على التكالب على الاحتماء بإرثهم العائلي أو الطائفي أو القبلي بتشجيع من الدولة التي تعتقد انها تحمي ذاتها من شعبها.. حسرتي على ذلك تجعلني دوماً أفكر بحزن.. في عنوان هذا المقال
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
أما آن أوان الارتحال؟
لم أشعر بالغربة في حياتي كما أشعر الآن، وشعرت بالضيق رغم اتساع قفر الصحراء وملح البحر وغبار السماء، وفقدت أمل التفكير بالغد وصحوت من حلم كنت أحسبه حقيقة، وأضحت الاصوات التي تقرع سمعي نشازا وصراخا وهباء يتردد في أوقات مختلفة وبأصوات عديدة من شخوص كانت هي زارعة الأمل، فأصبحت حاصدة الفرح والابتسامة، فكم هو محزن ان نجد الأقرباء هم الأكثر غربة عنا، والوجوه التي ألفناها أصبحت مجرد خيالات لا ملامح أو تعبيرات تميزها، أشعر بالغربة حين اسمع صوتاً إنسانياً ينادي بإلغاء انسانيتي وحقي في الفرح والحلم والتفكير والانطلاق. أشعر بالضياع وأنا أرى أرض الكويت الصغيرة تفتقر إلى حماية أبنائها في مالها وجوّها وبيئتها وحريتها وانفتاحها، تعتريني أسارير حزن عميق ليس لما أراه وأسمعه، بل لعجزي عجز القادر عن اصلاح ذلك، ورغم وجود الاشكال المؤسسة لأي دولة من سلطات، الا أنه يبدو انها مجرد ديكور شكلي لارضاء الخارج دون الداخل، وشعرت بالمهانة والاهانة أكثر حين اعتبرتنا دولتنا مجرد رعايا، لا شركاء، يتفضلون علينا بالعيش والسكن من خلال ملء البطون وزيادة الارصدة من دون استفزاز العقل الكويتي لزيادة الابداع وتحفيز الذات لمسح الغبار عن وجه الكويت، هذا الوجه الجميل الذي كان إشعاعاً من نور منذ الأربعينيات حتى أوصلتنا الردة الدينية منذ السبعينيات إلى ما نحن فيه الآن، عتبي ليس على هذه التيارات الدينية بل على ولاة الأمر فينا حين يتم اخضاع الاعلام والتربية والاقتصاد إلى من لا يؤمنون بها، ولم أشعر بخطر ذلك إلا حين رأيت القوم يحرصون على التكالب على الاحتماء بإرثهم العائلي أو الطائفي أو القبلي بتشجيع من الدولة التي تعتقد انها تحمي ذاتها من شعبها.. حسرتي على ذلك تجعلني دوماً أفكر بحزن.. في عنوان هذا المقال
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق