الأحد، 6 أبريل 2008

" فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " - قرآن كريم -

يسألني صديقي الكويتي المسيحي : هل قرأت الفتوى الجديدة الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية في مصر ، حول تحريم توريث الزوجة الكتابية يهودية كانت أم مسيحية من زوجها المسلم ؟ ، أجبته بحذر محاولا" عدم استثارته : نعم ، و لكنها فتوى قديمة لا أعلم لماذا تم تجديدها الآن ، بل و في موقف مشابه فإن الكنيسة القبطية في مصر تحرم أيضا" توريث زوجة المسيحي المسلمة أو اليهودية ، و يبدو أن هناك تشابه في هذين الموقفين ، سألني بعد أن أعتدل في جلسته : أنتم تقولون بأن الإسلام يجيز الزواج من كتابية بخلاف الدين المسيحي الذي يعارض ذلك ، و مادام دينكم يسمح بالزواج مع بقائها على دينها و لها كافة الحقوق الزوجية فلماذا يتم منع أو تحريم توريث أم الأولاد و الزوجة من ميراث زوجها المسلم ؟ إحترت في إجابته و استذكرت قول ابن مالك حين قال : من قال لا أعلم فقد أفتى ، و مع ذلك أردت بالفعل الحصول على أسباب هذه الفتوى و أساسها الشرعي ، فعدت إلي كتاب فقه السنة للسيد سابق ، و هو المقرر علينا في معهد المعلمين و كلية الحقوق و الشريعة ، فوجدت أن من أسباب موانع الإرث هو إختلاف الدين ، و لكنني مع ذلك أريد من أهل الذكر و العلماء أن يفسروا لي و لباقي المسلمين و غيرهم ، إذا كان الميراث هو نتيجة للزواج ، فلماذا يباح الزواج من الكتابية كأصل و سبب و يحرم عليها الميراث و هو نتيجة للزواج ؟ ، ثم من يستطيع من العلماء – و هم كثر – أن يفسر لصديقي المسيحي الآيات القرآنية الكريمة التي تحض على الزواج و إعتباره سكنا" للطرفين ، و ضرورة توافر المودة و الرحمة و العدل بين الزوجات عند التعدد ، ثم تأتي إلي الميراث فيحرم عليها فقط لكونها كتابية ، هل أخطأ صديقي المسيحي الكويتي في سؤاله ؟ و لماذا يسأل ؟ و لماذا هو حريص على ذلك ؟ طرحت عليه هذه الأسئلة كلها ، فأجابني : لقد هداني الله إلي الإسلام و هو دين الحق ، و بقيت زوجتي على دينها المسيحي ، و لازلت أحاول إقناعها و لازالت تقول لي مستهدية بالقرآن الكريم ، إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ، و مع ذلك – يقول صاحبي : ماذا يحدث إذا توفيت قبل أن أقنعها بالدخول إلي دين الحق ؟ و هل يفترض بي أن أعطيها في حياتي ، ما سوف تحرم منه في مماتي ؟ و هل يقبل الدين الإسلامي أن تدخل زوجتي في الإسلام طمعا" في ميراثها مني أكثر من اقتناعها بسمو و عظمة هذا الدين ؟

لم أجد جوابا" ، و نقلت هذا الحوار إليكم فربما يفتي بالأمر من هو أهل له ...

صلاح الهاشم
salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق