السبت، 12 أبريل 2008

إذا ضعـــــف الحكم ... الكل يحكـــــم ...

الــــرقيـــــــــــــب :-
إذا ضعـــــف الحكم ... الكل يحكـــــم ...
حزين أنا ..و متشائم كما لم أكن في حياتي ، فقد شعرت بالغربة في وطني ، حين قرأت توحش الكلمات ، و فحش الأسلوب ، و الفجر في الخصومة و الخصام ، أهذه هي الكويت كما أعرف و تعرفون ؟ أهذه هي أخلاقيات مجتمع الأسرة الواحدة كما وصفها الراحل جابر العلي ؟ قسوة في اللفظ ، و توحش في لغة الخطاب ؟ و ِمنْ َمنْ ؟ و على َمنْ ؟ و بسبب َمنْ ؟ هل سكوت السلطة و أسرة الحكم عن الحسم في وقته سبب ذلك ؟ هل هو التسويف و التأجيل و التردد قد شجع أقواما" بيننا على ما يفعلون ؟ حزين أنا ... فلا يعنيني أن يتهم شخص آخر بأنه يحتاج إلي فحص D.N.A ، و لكنني شعرت أنه لا يوجد معيار للخصومة أو فروسية القتال ، أو حتى مراعاة القارئ العادي الذي لا يعنيه السبب الخفي للحرب بين الأخوة و أبناء العم بقدر ما يعنيه الحفاظ على شرف و هيبة الإختصام حين يعز غياب الإحترام ، حزين أنا حين أحاول الإجابة على أسئلة أصدقاء من الخليج و العالم العربي حين يسألونني ماذا يحدث عندكم ؟ و لماذا وصلتم إلي درجة أصبحنا نخشى عليكم من المرحلة اللبنانية أو العراقية ، و من اقتتال يبدأ باللفظ و لا نعلم إلي أين سينتهي ، هل هو غياب الردع ؟ أم غياب الخلق ؟ أم تغييب العقل حين نحتاج إليه ؟ أم كل هذه الأسباب مجتمعة ؟ ليس هناك أمة ترتقي بالشتائم ، أو تنتصر بالعداء ، أو تتفوق بكم الألفاظ الخارجة و الجارحة ؟ ليس هناك عذر لمن يسكت عن عقاب هؤلاء ، و هنا يكون دور الحكم ، الحكم الذي تشعر به حين تحتاجه و تطلبه ، و ليس الحكم الذي يطلبك و يحتاج إليك ، لا سبيل لقوة الحكم و سلطته و هو يتنازل عنها لأفراد عائلته ، و يجامل بعضهم على حساب بعض ، و يغض الطرف عن الأقوى على حساب الأضعف ، ليس المطلوب من الحكم ذلك ، و إذا حدث ، فسلام على حكم ائتمناه على أنفسنا ، فأصبحنا نخشى عليه من نفسه ، حكم و سلطة حكم ، إذا ضعف سمح لكل طالب حكم أن يحكم و يتسلط و يفرض لغتـه الشرسة في الخصام و الفجر فيه ، حزين أنا على غياب العقل ، بل و تطويعه لخلاف ما خلق له .. و حزين أكثر على غياب رأي العقلاء في بلدي – و هم القلة ، و حزين أنا أكثر و أكثر .. حين تعجز سلطة الحكم عن سماع الرأي الآخر ، و هو رأي يجب عليهم احترامه .. إن لم يرغبوا بسماعه .. هل نقول أكثر ؟؟ أم يكفي ما قلناه ؟
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق